نخشى ان يصبح الجنوب وقضيته ضحية اخرى من ضحايا ( الشرعية وحكومتها الفاشلة ) بعد ان اصبحت دول التحالف احدى ضحاياها كما يبدوا فالاحداث المتسارعة في الساحة اليمنية تؤكد حقيقة ما كتبناه في مقالات عديدة سابقة عن الشرعية وانفصامها عن الواقع في الجنوب والشمال وعن تواطؤ واضح للشرعية وحكومتها لتمييع القضية الجنوبية والالتفاف عليها وربما كان احباط ومنع استقلال الجنوب وبناء دولته هي مهمتهم الرئيسية كما يبدوا بكل وضوح ..
فهاهي الاحداث تاخذ مسارا واضحا فاليمن يعود للوضع ماقبل عام 90م بكل اشكاله سواءا مايتحقق على الارض بالحسم العسكري اوما يجري من تطورات باعلان هيئات سياسية ومكونات اخرى في الشمال لادارة شئون البلاد بينما الشرعية ماتزال في قوقعتها القديمة فكرا وممارسة بانتظار العودة الى فندق موفنبيك لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني !! فعلا يالها من حقيقة مؤلمة و مضحكة في آن واحد! وهذا لايعني سوى العبث الواضح الذي يديره هؤلاء بلا رؤيا ولا بصيرة ولاهدف يتحقق ,, وهذا اشد خطرا على الجنوب وقضيته ..
لقد حقق ابناء الجنوب نصرا سريعا وحاسما ضد جيش عفاش والحوثي المدجج بالسلاح والمدرب تدريبا عاليا واسقط خططهم واعداداتهم العسكرية للاستئثار بباب المندب وابقاءه تحت السيطرة الايرانية وبالتالي ابقاء الجنوب كاملا بثرواته وموقعه الاستراتيجي في ايديهم و تحت سيطرتهم ولكن هاهي الشرعية تترنح بأغرب واعجب سياسة عرفها الساسة العقلاء في تعاملهم مع الجنوب وانتصاره وقضيته وحقوقه فتأملوا معي الحقائق التالية :- ** هاهي الشرعية تكافئ الجنوب وابنائه وشهداءه وجرحاه بمحاربتهم واهمالهم وسرقة حقوقهم وعدم الاعتراف بقضيتهم وبحق شعب الجنوب في تقرير مصيره ولم يتردد رئيس حكومتهم والكثير من وزراءه – باستفزار واضح - اعلان ذلك صراحة وكانهم يقولون نحن جزء لا يتجزأ من منظومة الشمال وادواته .
** ثم هاهم قادة المقاومة الجنوبية يتحملون المهام الشاقة والصعبة لادارة شئون محافظات الجنوب المحررة وهم يحملون اكفانهم على ضهورهم ويتعرضون للموت ومحاولات الاغتيال كل يوم بل كل ساعة ومع ذلك فالشرعية تعمل بكل دوائرها وعناصرها بالسر والعلن لافشالهم وافشال جهودهم ومحاولة تحميلهم اخطاء وقصور و سلبية حكومتهم الموغلة بالعجز و بالفساد حتى الثمالة
** ولم تكتفي ( الشرعية ) بالأسماء الكلاسيكية للفساد والعمالة المنتمين لصفوفها والذين ينخرون جسد الوطن عقود من الزمن بل فرخت لنا اسماء وقمم جديده اكثر فسادا وافسادا .. وهؤلاء جميعا- صفا واحدا - يشاركون اليوم بكل الصور والافعال الحاقدة لخنق شعب الجنوب ومحاولة اسقاط قيادته بكل السبل والوسائل وبالتالي طمس قضيته وحقه بالاستقلال واستعادة دولته وارضه ..
لقد حققت (دولة الشرعية القابعة في الرياض ) انجازات تصب لصالح الحوثي وصالح اكثر مما حققه اولئك لانفسم ويكفي ان حكومة الشرعية لم تحرز على جبهات القتال في الشمال غير الهزائم والفضائح المخجلة بالرغم من الميزانية الباهضه والدعم اللامحدود الذي قدم لهم من دول التحالف .. وتقف عاجزه عجزا مفتعلا عن ادارة شئون الجنوب المحرر بل وتطلق عناصرها الفاسدة من وزراء ورجال اعمال وعصابات المقربين لخراب الجنوب والعبث به وبمؤسساته السيادية التي تمس حياة المواطن وتعزز أمنه واستقراره .. ولوا انكم فتشتم في اي خلل او عجز او قصور هنا اوهناك في الجنوب فستجدون ان ايادي ( الشرعية ) متورطة فيه او – على الاقل- متواطئة معهم ان لم تكن مشاركة بشكل مباشر فيه
فماذا تنتظرون بالله عليكم من دولة يدار رئيسها باصابع الصبيان (مارم و جلال و العيسي ؟؟) ورئيس حكومتها شخص يدعى ( بن دغر) بكل مايحمله تاريخ هذا الرجل المخزي والمتناقض !! ونائب رئيسها على محسن كاتيوشا وقائد جيشها المقدشي و هاشم الاحمر ؟؟ امافي الكواليس فذاك (حزب الاصلاح القبلي الاخواني ومن خلفه مصالح حميد الاحمر وقبيلته و مصالح اليدومي وزبانيته) هم من يرسمون ملامح وخطوط تلك الدولة وسياستها وتوجهاتها !؟ ,,, وماخفي كان اعظم !! تأملوا بالله عليكم دولة بهذه التركيبة الغريبة... وابحثوا في افعالهم وتاريخهم فستعرفون من هم هؤلاء وما يمكن ان يقترفوه من فشل وخراب وتامر
والكارثة الكبرى ان هؤلاء جميعا مضاف اليهم وزراء حكومة الشرعية لا يتركون مناسبة او حديث الا ويظهرون كراهية وحقد دفين للجنوب وشعبه وقضيته لو وزعت على اهل الارض جميعا لكفتهم .
ان كل المؤشرات والدلائل والاحداث منذ تحرير عدن وحتى يومنا هذا يؤكد ان ( الشرعية ) بعناصرها ومحركيها يحاولون بكل جهدهم ايقاع الجنوب وقضيته في فخ تامرهم وحيلهم ودسائسهم لإعادته على طبق من ذهب لأحضان الشمال وقواه السياسية والاجتماعية الحاقدة على كل ماهو جنوبي .. وبالتالي ربما اصبح الواجب علينا اليوم التحرر من الشرعية وافخاخها وازالة آثاره ومعوقاته قبل اعلان فك الارتباط عن دولة الوحدة ذلك ان الوحدة اليمنية و دولتها وكيانها لم يبقى له اي وجود في الواقع سوى على الورق وان تحقيق الاستقلال وبناء دولة الجنوب اصبح قاب قوسين او ادنى ..اما الشرعية التي نراها اليوم فعلينا الخلاص منها لأنها ليست سوى وجه اخر للوحدة الفاشلة ولكنه اكثر فسادا وتخلفا ..