تعمل كل القوى السياسية والقبلية والدينية – بدون استثناء - في شمال اليمن بتعاون واضح ومباركة لا تخطئها العين من قبل حكومة الشرعية برؤوسها الفاسدة والحاقدة على الجنوب وثورته وانتصاراته .. تعمل على خلق( (الواقع المر والاليم والمأساوي في الجنوب ) وتصويره على انه نتاج فعلي لثورة التحرير التي خاضها ابناء الجنوب في مختلف محافظاته والتي انجز فيها اهم واكبر مرحلة من مراحل الاستقلال والتحرير فاصبح استكمال اعلان وبناء دولة الجنوب العربي قاب قوسين او ادنى وبالتالي فهم يعملون على ابعاد ذلك اليوم زمنيا وواقعيا في محاولات يائسة متعددة .
هذا الواقع التي تعمل تلك القوى على(صناعته) وتثبيته هو جزء لا يتجزء من اساليب والاعيب الثورات المضادة التي يعرفها التاريخ البشري عبر سلسلة من الاحداث والتجارب الماضية وان اختلفت اشكالها ..ولكنها هذه المرة اشد خبثا ومكرا وقساوة فهم يعملون بكل قوة على خنق الشعب وتجويعه وابعاده عن دائرة الاستفادة من ثرواته وامكانياته وزعزعت امنه واستقراره وبالتالي محاولة قتل طموحه ببناء وطنه ودولته الوطنية المدنية الحديثة.. ولعل المتامل يجد ان هؤلاء ( يلعبون على المكشوف ) وفي وضح النهار( بسيناريو استخباراتي يمني و نكهه إيرانية معروفه واداره وتنفيذ حكومة الشرعية التي يستشري فيها الفساد كما تستشري النار في هشيم الحطب ) ومع ذلك فهم يحاولون لصق التهم والمسئولية بالمقاومة الجنوبية وقيادتها مع ان ادارة شؤون المحافظات المحررة يقع على مسئولية تلك الحكومة ودول التحالف التي يبعث ادائها على التساؤل والتعجب في كل الاحوال ..
وما يبعث على الا ستغراب والتعجب ايضا هو ان حكومة الشرعية - الفاشلة – في كل ادائها العسكري والسياسي والاعلامي والاداري تحمل بكل وضوح ضغينة وكره للجنوب وقضيته يلتمسه المراقب من خلال تصريحاتهم وتعاملهم مع الجنوب وعاصمته ومؤسساته الاعلامية والمالية والخدمية التي يعملون بكل جهدهم على ابعادها عن الجاهزية والعمل المنتظم والفرار نحو الرياض حيث يوجد- الهبر – والاموال والاعتمادات الدسمة .. وفي هذا خدمة مابعدها خدمه لاستمرار بقاء البلاد ومؤسساته بيد المسيطرين عليها في صنعاء (عفاش والحوثي) تماما مثلما يتم التسليم والتراجع عن معظم المواقع العسكرية لصالح الانقلابيين الذين باتوا يسيطرون عل محافظات الشمال بكاملها تقريبا وهاهم يحاولون مهاجمة محافظات الجنوب المحررة في رسالة واضحه مفادها انكم لستم بعيدين عنا طالما ( بن دغر وحكومته ) يقبعون في دائرة الفساد والفشل المفتعل ..
ولكن هناك مشكلة يقع فيها ( صانعي الثورات المضادة) حتى وهم يقومون بأعداد السيناريوهات في مطابخ المخابرات اليمنية و الايرانية وربما اجهزة الموساد المحترفة والمتعدد وحياكتها وفقا لرؤياهم الشيطانية وتحت ضنهم ان هذا هو ما يحتاجه الواقع في الجنوب لتمزيقه واعادته لحضن الاعيبهم وسيطرتهم ,, ومحاولة اقناع الناس ان العودة لحضن – الاحتلال – بمسمياته الناعمة ( الوحدة ) يمر بطريق التنازل عن الاستقلال وتسليم مقدرات البلاد والعباد ان لم يكن( لعلي عفاش) فليكن ( لعلي محسن كاتيوشا) وان لم يكن(للسيد الحوثي) فليكن ( للشيخ حميد الاحمر) وكأن الجنوب وابنائه كانوا يعيشون قبل هذا في ضل جنة من النعيم الذي تمرغ بخيراته طيلة سنين الاحتلال العجاف..
تلك امانيهم واماني اذنابهم من حكومة الشرعية الفاشلة وعملائهم الاخرين وبكل تأكيد ان شعبا مثل شعب الجنوب قدم الدماء والارواح رخيصة في سبيل الخلاص من هذا الاحتلال الغاشم والمتخلف سيتجاوزون ما دونها بكل تأكيد .. ففي الجنوب العربي بالذات يكون التضحية والصبر وتحمل المشاق والظروف مهما كانت فساوتها امرا واردا لامناص منه لسبب بسيط هو ان ماعشناه طيلة ربع قرن من الزمن في ضل الأساليب الهمجية والمتخلفة يجعل تمسك ابناء الجنوب بالخلاص من الاحتلال اليمني وركائزه وتبعاته مسالة كرامة وحياة لا تراجع عنه .. ولعل زيادة الضغط والاهمال الذي يعانيه اليوم لن يؤدي لاستسلامه ولكنه يولد حتما حقا مكتسبا يفضي لإعلان استقلال الجنوب من قبل قواه الثورية وشعبه الذي عانى ويعاني من كل تلك الاساليب والخلاص منها ومن التبعية لدولة الاحتلال وربيبتها حكومة الشرعية الفاشلة .. . فصبرا يا ابناء الجنوب فوالله ان الخلاص قادم لا محالة وان طالت مراحله .. وعليكم الحذر كل الحذر من اساليب هؤلاء ومواجهة ادعاءاتهم ودعاياتهم .. فليكن ظنكم بربكم خيرا فان الذي نصركم في معارك التحرير وجعلكم تهزمون ترسانتهم العسكرية وجحافل جيوشهم ومليشياتهم سينصركم في كل ميادين المواجه الاخرى فان الله على نصركم وخلاصكم منهم ومن ظلمهم لقدير.