كشفت منظمة “أوكسفام” الدولية الإنسانية، أمس، أن الحرب تركت نصف سكان اليمن يذهبون كل ليلة إلى النوم جائعين. وأعلنت المنظمة في تقرير، نشرته على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” أن عدد الأشخاص الذين أجبروا على الفرار من منازلهم في اليمن منذ بدء الحرب قبل حوالي 18 شهرًا وصل إلى نحو ثلاثة ملايين مواطن. ونقلت عن مدير مكتبها في اليمن سجّاد محمد ساجد، قوله إن “18 شهراً من الحرب دمرت حياة الملايين من اليمنيين وجعلت نحو 20 مليون شخص (عدد سكان اليمن نحو 26 مليون نسمة) في حاجة إلى المساعدات من أجل إبقائهم على قيد الحياة، وتركت أكثر من نصف سكان البلاد يذهبون كل ليلة إلى النوم جائعين”. وأضافت إنه “منذ بدء الصراع المشتعل في اليمن في مارس 2015، قتل نحو 3799 شخصًا من المدنيين، وجرح نحو 6711 شخصًا بسبب الغارات الجوية والقتال المسلح والقصف العشوائي”.
وأشارت إلى أن “الملايين ممن لا يستطيعون العودة إلى منازلهم يواجهون البطالة والديون المتفاقمة بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية”، لافتة إلى أن نحو 80 في المئة من إجمالي عدد السكان بحاجة إلى مساعدات إغاثية عاجلة من أجل البقاء. من جهة أخرى، أطلق التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن تقريره الثامن عن حالة حقوق الإنسان في اليمن للنصف الأول من العام الجاري، وعرضه أول من أمس، خلال مؤتمر بمقر الأممالمتحدة في جنيف على هامش أعمال الدورة 33 لمجلس حقوق الإنسان. وذكر التحالف في تقرير، أعد خلال الفترة بين يناير ويونيو الماضيين، أن إجمالي الانتهاكات التي ارتكبتها ميليشيا الحوثي وصالح بحق المدنيين خلال ستة أشهر بلغت 1146 حالة قتل خارج القانون و4044 حالة إصابة و3380 حالة اختطاف، و160 حالة اختفاء قسري و71 حالة تعذيب داخل سجون ميليشيا الحوثي وصالح و198 حالة اعتداء.
وكشف عن تجنيد الميليشيا ل4810 أطفال وإرسالهم للقتال في الجبهات، فيما بلغت حالات التهجير القسري نحو 2521 حالة، و52403 حالة نزوح جماعي. في المقابل، أصدر صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى المشكل مناصفة بين حزب “المؤتمر الشعبي العام” الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح وجماعة الحوثي قرارا بالعفو الشامل عن كل يمني مدنيا كان أو عسكريا شارك في ما أسماه ب”جريمة العدوان على اليمن”.
وأوضح أن هذا العفو ينطبق على كل من صوب موقفه وعدل عن مساندة العدوان بالقول أو الفعل عائداً إلى وطنه خلال شهرين من تاريخ نفاذ هذا القرار، أو قبل صدوره. وأضاف إن القرار شمل الموقوفين على ذمة تهمة مساندة العدوان متى ما قدم كل شخص منهم تعهدا بحسن السلوك ورفض العدوان.
ميدانياً، أعلنت مصادر في المقاومة الشعبية بمحافظة تعز مقتل 11 مسلحا وإصابة العشرات من قوات صالح وميليشيات الحوثي أول من أمس في معارك مع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في محيط اللواء 35 مدرع وجبل هان الستراتيجي غرب تعز، حيث تمكن الجيش والمقاومة من صد هجمات عنيفة للميليشيا في محيط اللواء 35 وجبل هان وأجبروهم على الفرار، كما أسفرت المعارك عن إصابة ثمانية من أبطال الجيش والمقاومة الشعبية.
إلى ذلك، شن طيران التحالف العربي أمس، سلسلة غارات على مواقع وتجمعات لقوات صالح والحوثي في جبل هيلان وسوق صرواح والمشجح ووادي الربيعة بمحافظة مأرب ومنطقة الصبرين بمحافظة الجوف وأبراج الاتصالات في نقيل يسلح ببلاد الروس بمحافظة صنعاء الريف ومعسكر الإذاعة في تعز، كما شن غارات على مناطق آل الحمادي وأم الفتح وجبل والمفرق بمديرية باقم ومديرية شدا وبركان والنضير بمديرية رازح ومعسكر البقع بمحافظة صعدة.
في المقابل، أكدت مصادر عسكرية في محافظة لحج بالجنوب ل”السياسة” مقتل العقيد فضل محسن النجد ركن استطلاع محورالعند وإصابة العقيد فضل سالم الردفاني قائد جبهة كرش وآخرين من الجيش الوطني في هجمات لقوات صالح ومليشيات الحوثي أثناء محاولتها استعادة السيطرة على موقع التبة الحمراء في منطقة كرش الواقع تحت سيطرة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية الجنوبية, فيما دمرت مدفعية المقاومة شاحنة تقل ذخيرة وخمسة أفراد من الميليشيات.
إلى ذلك، قتل عنصران مفترضان في تنظيم “القاعدة” بغارة شنتها طائرة من دون طيار استهدفت سيارة كانا يستقلانها في محافظة مأرب شرق صنعاء.