اسأل:هل ثمّة فائدة أو مردود إيجابي يمكن إن يجنيه الجنوبيون من مقاطعة الإحتفال بذكرى 26سبتمبر؟!أو بصيغة أخرى ،هل المشاركة في هذا الإحتفال مثلًا، يمكن إن يوصّل رسائل سلبية عن الجنوبيين وقضيتهم؟! مجددًا اسأل:هل التماهي مع الوضع القائم بذكاء، والإحتفال بسبتمبر يعد خيانةً لدماء الشهداء؟!هل الشهداء ضحوا بأرواحهم لأجل مقاطعة الإحتفال ب26 سبتمبر أو أي مناسبة أخرى؟! .......... اليوم صباحًا في عدن أحّيت الحكومة اليمنية حفلًا خطابيًا وفنيًا بمناسبة الذكرى54 لإنقلاب أو ثورة 26سبتمبر،في قصر معاشيق الرئاسي في البلدة القديمة كريتر، جنوبي المدينة الساحلية. كما هو معروف تأجل أو تعمّد تأجيل الإحتفال إلى اليوم لحكمةً لا يعلمها إلا الله ومن بعده الرئيس هادي وبتُ أشك في إن الأخير يعلم. على كلً ،نُظِمت الإحتفالية وسط حضور جماهيري معدوم،إذ إن الحضور أقتصر على لفيف من وزراء الحكومة،لكن المفاجأة الأكبر كانت، عندما أطلّت أمل كعدل على المسّرح،ووجب الآن أكثر من أي وقت مضى معرفة من أرشد هذه الكائنة إلى مجال الغناء!! وبالنسبة لي إكتشاف موهبة أمل كعدل لا يقل في أهميته عن إكتشاف البارود وأسلحة الدمار الشامل! قامت الدنيا ولم تقعد،عديد صحفيون ونشطاء(وفي وسطنا صار الصحفيون والنشطاء الفئة الأكثر إزعاجًا،حتى يُخيل لي إن تحت كل حجر يمكن إن تجد صحفي أو ناشط) أعربوا عن قلقهم من هذه الإحتفالية مؤكدين في سياق حديثهم إن هكذا عمل لايمكن إن يُصنّف إلا خيانة لدماء الشهداء وللقضية!!وبدوره الطالب المتواضع جدًاجدًا في قسم الصحافة والإعلام،صالح المحوري يقول إن خيانة دماء الشهداء لن تتأتى إلا بهكذا أعمال طائشة من كائنات مهرّولة أعتادت على ربط أي موقف أو حركة سياسية بالخيانة العظمى لدماء الشهداء!أي إستهبال هذا؟!هل إلى هذه الدرجة صارت دماء الشهداء رخيصة حتى تصّبح مزادًا للأغبياء يصنّفون به خلق الناس، ويفرزون صكوك الخيانة والوفاء لكل من هب ودب!على فكرة أي حركة غبية غير محسوبة هي من تسيء لتضحيات الشهداء،إذ إن المشروع الذي ضحّى من خلاله الشباب بدمائهم أكبر من إن يُخّتزل في جزئية الإمتناع عن المشاركة في الإحتفال،ثم من يظن إن الإحتفال بسبتمبر قد يعكس صورة إن الجنوبيون بدءو في الخضوع لمشروع الدولة الواحدة في اليمن أو مايشبه ذلك أو هكذا،فهو لا يعيش بيننا،دول الإقليم والعالم برمّته تعي جيدًا مايحدث في الجنوب وتعرف إن هناك قضية عادلةً،وسواءً أحتفل بن دغر أو لا لن يتغير في الأمر شيء،هناك قضية معترف بها دوليًا لكنها تتطلب محامين جديرين بتوصيلها بشكل أكثر وضوحًا ودقةً وذكاء... لست مع إقامة إحتفال ب26 سبتمبر ولست ضده في ذات الوقت،لكنني ضد التهويل المبالغ فيه، وضد بكل ما أمكن للضد إن يوجد،ضد اللعب على وتر العاطفة وإختزال تضحيات الشهداء في تصرفات أقل ما يقال عنها أنها غبية... الرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيريز مات.