تمر الأيام والموظف ينتظر مجيء الحبيب الغالي الراتب ، والراتب بدوره يتدلل على هذا الموظف لأنه يعلم مدى تعلق هذا الموظف به ، فالموظف يعشق الراتب حتى الثمالة ، والراتب يزيد في تدلله على حبيبه ، وتاه الحبيب في بحثه عن حبيبه ( راتبه ) حتى أضاع صوابه ، وأكمل وحداته في السؤال عن الحبيب الغائب ، لقد هجر الموظف المسكين وظيفته من أجل خاطر حبيبه المتأخر الراتب ، وأصبح لا يفكر ولا يحلم إلا بحبيبه الراتب . فهل ستكون قصة الحب والعشق هذه في كتب الأدب إلى جانب قصة كثير وعزة ، وجميل و بثينة ، وعنترة وعبلة ؟ هل سنسمع عن الموظف والراتب كقصة تدرس في مناهجنا الدراسية ؟ هل ستكون أول حصة دراسية لهذا العام الدراسي قصة العشق بين الموظف والراتب ؟ لقد وقفت كلُّ الظروف في وجه هذين العاشقين ، فالحبيب في عدن والمحبوب في صنعاء ، والموروث القبلي يمنع الوصال ، ولايملك الحبيب إلا الانتظار والتغني بمحبوبه لعل الأيام تجود بالوصال بين عاشقين لا يستغني أحدهما عن الآخر . إنني وأنا أرى الموظف متلهفاً للراتب ، أتذكر قصص تلهف الحبيب لحبيبه في صحراء العرب ، وأتذكر قصص البكاء على الأطلال عندما يأتي الحبيب فلا يجد إلا بقايا منازل الحبيب ، فيظل يبحث عن هذا الحبيب بحث الموظف عن راتبه في حكومة بن دغر المشغولة بالاحتفالات والمكايدات ، وبسط النفوذ على الجنوب . لقد بكى العشاق بسبب التنائي والبعد عن المحبوب ، وكاد الموظف أن يبكي بسبب تدلل وتأخر الراتب ، فهل سيأتي اليوم الذي سنسمع فيه عن لقاء يجمع بين الحبيبين الموظف والراتب ؟ وهل سيترجم هذا الحب العذري بينهما إلى ما هو أبعد من الحب ، قولوا آمين ، وليوفق الله بينهما وليسعد الله الموظف براتبه .