قنابل ا بن الازرق اشعلت الشارع الجنوبي ودويها وصلت الى ابعد مما كان متوقع حيث انها قنابل من العيار الثقيل واني هنا اشفق على ابن الازرق من ان تصيبه شضية او عيار طائش من هنا او هناك او بالمعنى الفصيح قد يعرض حياته للخطر او كما قال كاتبنا الصحفي الكبير هيكل ( ان ظلام الليل كله لا يستطيع أن يطفي نور شمعه لكنه يستطيع اذا تحالف معه هبة ريح ) . حيث يعد تناول قضايا الفساد من اهم واجبات العمل الصحفي وهي كشف الحقيقة لراي العام ولكن في بلد مثل بلدنا هي عمليه محفوفه بالمخاطر وخاصة في عدن في بلد خرج من حرب طاحنه وانتشر السلاح في ايدي العامة واصبح القتل فيه بالمجان رغم جهود الامن المتواضعة الا ان هذا يعني ان لازال هناك اقلام تطلق الرصاص و يحملون اقلامهم كحملهم للسلاح ولا يخافون في الله لومة لائم ..وتلك شجاعة نادرة وتضحية جسام لاجل الوطن والقلم النزيه الذي نذر العمل به في كشف الحقيقة للناس وانا هنا ارفع القبعة تحية لهذا القلم البطل الذي نشر الفساد وتحدى الصعاب . وهنا اعود الى القنبلة الاخيرة التي فجرها ابن الازرق عن فساد مدير شركة النفط وموضوع التعينات للاقارب وللافراد دون مؤهلات لقد ازعجني كثيرا حيث اني كنت من المعجبين بهذا المدير وخاصة في عمله الدؤوب في اثناء الحرب وتوفير الطاقة ومستلزماتها من بنزين وديزل وغاز للمقاومة والمستشفيات واجهزة الدولة التي كانت تعمل اثناء الحرب وهو عمل يشكر عليه وخاصة ان من المسؤولين او بعض القيادات قد تقاعست وظلت في البيت وقد اثنى عليه الاعلام حينذاك بل ان صحيفة عدن الغد او اول من نادى وقفت ضد قرار الرئيس عبدربه منصور حين تم تعينه في صنعاء وقالت انه اسوء قرار اتخذه الرئيس عبدربه منصور لانها قرات ما بين سطور القرار هو الاطاحة به وخليك في البيت لانه لا يمكن لمسؤول عمل في دعم المقاومة ان يذهب الى صنعاء ويستلم مهام عمله الجديد هناك الا اذا. .... اذا لقد وقف الناس والمخلصين في عدن الى جانبك حين عملت واستشعرت المسؤولية ولكن حين يخطى المسؤول وهو يتربع على اعلى الهرم في مؤسسه للقطاع العام وهي ملك الشعب ويتصرف بأموال الشعب بدون وجه حق هذا لا يعني ان نصمت او ندفن رؤوسنا في التراب مثل النعام لانه قدم خدمات للمقاومة اثناء الحرب او لانه قريب من فلان او علان او من القبيلة او المنطقة المحسوبة لقائد كبير او مسؤول هذا هو الفساد بعينه ان يخطى او يتصرف بالمال العام الذي هو ملك الشعب يجب ان يحاسب ومهما كان هذا المسؤول او ذاك أننا في دولة الجنوب ننشد دوله جديده خاليه من المحسوبية دولة نظام وقانون كفى خمسه وعشرون عام منذ بداية النفق المظلم الذي سلب الجنوب حقوقه ونحن نعاني الفساد بكل اشكاله الفساد السياسي والفساد الاقتصادي. اخي ابن الازرق لقد كشفت الستار وابعدت اللثام عن الوجوه المختبئة خلف القناع لقد خرج ابنائنا الى ساحات القتال لاجل دولة الجنوب دوله جديده يسوده العدل والمساواة دوله تبنى على النظام والقانون والشفافية وذلك تخليدا للشهداء والدماء الزكية الطاهرة الذي ضحى بها ابناء هذا الوطن العزيز الغالي على قلوبنا تلك كانت امانيهم بل امانينا نحن ايضا وهنا اسمح لي ان اقف احترام لهذا القلم النبيل الذي خط باناملك الشريفة وكشفت بؤر الفساد ليس بهتان او تشهير وانما موثقة بالدلائل والوثائق هذا وان دل انما يدل على العمل المهني الصحفي الحقيقي بعيدا عن التشهير والاسفاف ان الصحافة هي مرأة الشعب وهي السلطة الرابعة امام الرأي العام اذا (لا يوجد انسان ضعيف بل يوجد انسان يجهل موطن قوته) تولستوي..