تورط المتمردون الحوثيون بتفجير وهدم كثير من المدارس النظامية في مديرية الغيل التابعة لمحافظة الجوفاليمنية، وبناء حوزات دينية على المنهاج الإيراني على أنقاضها. وأكد محافظ محافظة الجوف أمين العكيمي ل«الشرق الأوسط» أمس، القبض على معلم إيراني أوفدته طهران مع آخرين من معلمي الحوزات الإيرانية، لتعليم أبناء اليمن وفق المنهاج الإيراني الذي يعتمد بث الكراهية والحقد على العرب. وأوضح أن عملية القبض على المعلم الإيراني الذي تولى مع آخرين تعليم أبناء اليمن وتلقينهم وفق منهاج ولاية الفقيه الدارج في حوزات قم ومشهد، جرت أثناء معارك التحرير الضارية التي شهدتها مديريات تابعة لمحافظة الجوف. وركّز العكيمي على أن الجيش الوطني اليمني تعهد بتحرير جميع المديريات التابعة لمحافظة الجوف، ومن بينها مديرية الغيل التي تمثل واحدة من أهم المعاقل الحوثية، وتجري فيها غالبية الترتيبات الإيرانية مع الحوثيين. وبحسب محافظ الجوف، تكمن الأهمية الاستراتيجية لمديرية الغيل في كونها ملاصقة لخمس مديريات ومحافظتين، من أهمها صنعاء الواقعة تحت الحكم الحوثي، وكذلك محافظة مأرب، إضافة إلى طبيعتها الجغرافية التي تمتاز بالجبال والمناطق الوعرة التي تمكن من خلالها الحوثيون من الوصول إلى مديرية مجزر بمأرب، وفرضة نهم شرق صنعاء، وكذلك مركز المحافظة مدينة الحزم، وأربع مديريات غرب المحافظة، وأصبحت منفذهم إلى جميع هذه المناطق ومناطق أخرى مهمة، مبينا أن ما سهل تمركزهم فيها حاليًا هو أنها تحت سيطرتهم منذ عام 2008، حيث يتمركز كثير من أنصارهم وأتباعهم فيها منذ 8 سنوات. ولفت إلى أن الحوثيين عمدوا إلى تفجير المدارس الموجودة في مديرية الغيل لنشر الجهل وتدريس المناهج الخاصة بهم، عبر حوزات في المساجد والمكتبات الخاصة بهم، لتمجيدهم وترسيخ معتقداتهم في أذهان الصغار والكبار. وأضاف العكيمي أن الحوثيين الذين يطلقون على أنفسهم اسم «أنصار الله» كانوا يستقبلون وفودا من الحرس الثوري في الغيل، وأن معارك التحرير أوقعت بطبيب يشتبه في أنه إيراني، لم يتم التأكد من هويته حتى الآن كونه غائبا عن الوعي ويتلقى الرعاية في قسم العناية المركزة في المستشفى. وتطرق إلى أن الجيش الوطني تمكّن من إلقاء القبض على معلم إيراني في محافظة الجوف وجاري التحقيق معه، مشيرا إلى أن المعلم المقبوض عليه أوفدته حكومة طهران إلى اليمن لتدريس منهاج يعادي العرب ويبث الكراهية بين أفراد الشعب الواحد. وتحدث عن وجود تنسيق مع محافظتي عمران وصعدة، وتأسيس لواءين فيهما للمشاركة في معارك تحرير الجوف، ووجود تنسيق أيضًا مع صنعاء، ما يبشر بقرب تحرير كثير من المديريات من قبضة التمرد الحوثي. وأكد العكيمي تحرير 65 في المائة من مديرية خب والشعف، التي تربطها حدود برية مباشرة مع السعودية بمسافة تقدر ب400 كيلومتر، فيما لا تزال المعارك جارية إلى حين استكمال التحرير الكامل. وثمّن محافظ الجوف عاليا الدعم اللوجستي الذي تقدمه قوات التحالف للجيش الوطني والمقاومة الشعبية للمحافظة، مشيرا إلى أن تحرير جميع المديريات التابعة للمحافظة من شأنه فتح الطريق من الحد السعودي إلى عمق العاصمة صنعاء، ليكون سالكا تحت سيطرة قوات الشرعية اليمنية.
