أكد موفد الأممالمتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد إمكانية إعلان هدنة من 72 ساعة بعد مباحثات أجراها في مسقط مع ممثلين للمتمردين الحوثيين. وقال الموفد الأممي لوكالة الأنباء العمانية الرسمية “سيتم الإعلان خلال الأيام القليلة القادمة عن الاتفاق على وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة”. وأوضح أن الحوثيين وحلفاءهم “مقتنعون بضرورة وقف إطلاق النار”، لافتا إلى أنه سيتوجه إلى الرياض للتشاور مع الرئيس اليمني. وتدهور الوضع في اليمن مع تصعيد المعارك منذ تعليق مفاوضات السلام في السادس من أغسطس بعدما استمرت ثلاثة أشهر في الكويت برعاية الأممالمتحدة من دون أي نتيجة. ويشهد اليمن منذ ثمانية عشر شهرا نزاعا بين المتمردين الحوثيين وحلفائهم من أنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح من جهة والقوات الحكومية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي بدعم من تحالف عربي تقوده الرياض من جهة أخرى. ونهاية أغسطس، اعتبر ولد الشيخ أحمد أمام مجلس الأمن الدولي أن إحياء وقف النار في اليمن “أساسي” لاستئناف المفاوضات حول خطة سلام جديدة. وكشف الموفد الأممي الجمعة أن المتمردين “وافقوا على تفعيل لجنة التهدئة والتنسيق ومستعدون لأن يشاركوا في عمل اللجنة، وهي النقطة الأكثر إيجابية خلال محادثاتي في سلطنة عمان”. وأضاف “من المتوقع خلال الأسبوعين القادمين طرح الورقة الحقيقية لخطة أممية متكاملة من أجل السلام وحل القضية اليمنية”، لكنه أوضح أن “طرح الورقة الحقيقية لخطة السلام في اليمن لتصبح خطة عمل للوصول إلى سلام كامل وشامل ما زال يتطلب البعض من المشاورات، والأفكار موجودة ولا بد من بلورة أكثر للجانب الأمني الذي يتضمن الانسحاب وتسليم السلاح”. ووصل المبعوث الأممي إلى العاصمة العمانية الأربعاء لعرض خطة دولية لحل النزاع المتصاعد منذ أكثر من عام ونصف العام في اليمن، والتقى فور وصوله وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي، الذي يقوم بدور الوسيط مع الحوثيين. وقالت مصادر حكومية، إن ولد الشيخ غادر العاصمة السعودية الرياض، بعد 5 أيام من المشاورات مع مسؤولين يمنيين وسفراء الدول ال18، حاملا موافقة “مبدئية” أيضا من الجانب الحكومي على الهدنة. وكما يشترط الحوثيون للهدنة وقف عمليات التحالف والطلعات الجوية ورفع الحظر الجوي على مطار صنعاء الدولي، تشترط الحكومة رفع حصارهم عن المدن وخصوصا تعز (شمال وسط). وشهدت العاصمة العمانية مسقط، الخميس، حراكاً دبلوماسياً بالتزامن مع مباحثات ولد الشيخ ، حيث التقى السفير الصيني لدى اليمن تيان تشي، برئيس وفد الحوثيين محمد عبدالسلام، وعدد من أعضاء الوفد، لمناقشة الجهود الدولية لحل النزاع، فيما التقى السفير الفرنسي لدى اليمن، كريستيان تيستوت، ممثلي حزب صالح في الوفد، حسب مصادر مقربة من الوفد. ولتقريب وجهات النظر، اقترح وزير الخارجية الأميركي جون كيري نهاية أغسطس مبادرة للسلام تلحظ مشاركة الحوثيين في حكومة وحدة وطنية مقابل انسحابهم من صنعاء ومناطق واسعة في شمال اليمن وتسليم الأسلحة الثقيلة لطرف ثالث. وقال الموفد الأممي إن “الحل لا يمكن أن يكون إلا سياسيا وجميع الأطراف مقتنعة بذلك”، مشيرا إلى انه سيتوجه “في الأيام المقبلة” إلى باريس للقاء وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت في إطار مواصلة اتصالاته الدبلوماسية. ومنذ رفع مشاورات الكويت، شهدت مختلف الجبهات اليمنية وكذلك الشريط الحدودي مع السعودية، تصعيداً عسكرياً غير مسبوق، حيث انهار قرار وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في العاشر من أبريل الماضي، بعد هدوء نسبي وتراجع حدة الأعمال القتالية خلال فترة انعقاد المشاورات، كما صعّد الحوثيون سياسيا بتشكيل ما يسمى ب”المجلس السياسي الأعلى” لإدارة البلاد، وتكليف محافظ عدن السابق، عبدالعزيز بن حبتور، بتشكيل “حكومة إنقاذ”.