فهد علي أحمد [email protected] * تمكن شيخنا الجليل أبوبكر المشهور من خلال سعة تحصيله العلمي وقراءاته الخاصة من الخروج بتجليات محمودة، منها إعادة لحمة ركنية (العلم بعلامات الساعة) كركن رابع إلى أركان الدين كما هو مقرر في حديث جبريل، وإضافة (سنة المواقف) كإضافة محمودة تضاف إلى سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم القولية والفعلية والتقريرية. كما كشف شيخنا الجليل برؤية تحليلية الأسس والمقومات التي قامت عليها مدرسة حضرموت في تاريخها المتتالي بدءاً بموقف المهاجر أحمد بن عيسى في جمع أشتات الأمة على قواسم الإسلام المشتركة، ومروراً بمواقف الفقية المقدم في كسر السيف كدلالة على التعايش السلمي. ودعا الشيخ المشهور أيضاً إلى الجمع بين العلم الأبوي المسند والعلم الأكاديمي الحديث، من خلال ما أسماه بالمثلث المدموج، وأحدث الشيخ المشهور ثورة في تصحيح المقولات المتواترة منها (العقل السليم في القلب السليم) و(الغاية تقرر الوسيلة) و(الإنسان قبل البنيان والمعلم قبل المنهج والتربية قبل التعليم).
* ولد الحبيب أبو بكر العدني بن علي المشهور عام 1366ه بمدينة احور محافظة أبين من أسرة علم وفضل وآل المشهور عائلة عريقة متفرعة من السادة آل باعلوي، وحفظ القرآن الكريم على يد والده عالم البلاد وداعيتها، تلقى العلم عن مجموعة من علماء احور وعدنوحضرموت، ومارس التعلم الشرعي والدعوة إلى الله منذ صغره حتى حاز على شهادة الدبلوم الجامعية في اللغة والآداب من جامعة عدن. أثناء رحلته إلى الحجاز عام 1400ه اخذ عن جملة من علمائها وعمل إماماً وخطيباً لبعض مساجد جدة.. خدم الدعوة الإسلامية تربية وتعليماً ومنهاجاً في الداخل والخارج، وفتح في نواحٍ عدة من بلاد اليمن العديد من الاربطة الإسلامية والمراكز التعليمية والمهنية وله العديد من المؤلفات في خدمة الدعوة الإسلامية والتربية الابوية والشرعية. تعددت وتنوعت ينابيع التحصيل الديني والدنيوي في حياة العلامة أبي بكر المشهور، زماناً ومكاناً، حيث تلقى دراسته الابتدائية في أحور والمحفد وتلقى دراسته الثانوية في عدن، التي احتضنت انتسابه للدراسة الجامعية في كلية التربية العليا. انشرح صدر الحبيب أبي بكر المشهور للتحصيل العلمي منذ سنوات طفولته الأولى، فبدأ يحفظ القرآن الكريم، وتلقي العلوم الشرعية على يد والده الحبيب علي بن أبي بكر المشهور ومشايخ عدن، وفي صدارتهم صاحب الفضيلة الشيخ محمد بن سالم البيحاني وصاحب الفضيلة الشيخ علي محمد باحميش ومشايخ حضرموت وأحور، ثم انتقل إلى المملكة العربية السعودية واغتنم فرصة بقائه هناك فوسع مداركه بتلقي العلم الشرعي على عدد من مشايخ الحجاز والشام ومصر، وفي مقدمتهم المربي الفاضل عبدالقادر بن أحمد السقاف.
* مؤلفات الحبيب أبي بكر العدني ابن علي المشهور: بلغت مؤلفات الحبيب أبي بكر العدني ابن علي المشهور حوالي (79) كتاباً، إضافة إلى مجموعة كبيرة من المحاضرات والندوات الصوتية والمرئية المتضمنة المواضيع السلوكية والشرعية ومعالجاته لقضايا المرحلة المعاصرة. ألف شيخنا الجليل (12) كتاباً في سلسلة (أعلام حضرموت واليمن) منها (الإمام المهاجر إلى الله أحمد بن عيسى – ت 345ه) و( الأستاذ الأعظم الفقية المقدم - ت 653ه) و(رابعة حضرموت: الشيخة سلطانة بنت علي الزُّبيدية - ت 843 ه). كما ألف شيخنا الفاضل (18) كتاباً في سلسلة (منهجنا) منها: (تقليب الأرض الخاشعة في الذب عن منهج الفئة الطائعة) و(الأطروحة) و(الأفق الضيق) و(الاستشراق والتنوير) و(الجهر بالبسملة) و(رسائل حضرموت: الموجز اللطيف في الخلاف في كفاءة النسب الشريف) وكتب شيخنا المشهور أربعة كتب في الشريعة. من كتبه في فقه الدعوة ألف شيخنا المشهور أربعة كتب منها (فقه الدعوة في المرحلة المعاصرة) و(فقه الدعوة للمرأة المسلمة)، وألف خمسة كتب في الفكر منها (الإحاطة والاحتياط من شبه الوقوع فيما أخبر به عند قرب الساعة من العلامات والأشراط) و(رجال المنابر والمقامات أشد الناس حاجة للأخلاق). أما في مجال الأدب فقد ألف شيخنا الفاضل (15) كتاباً منها (سياحة في ديوان الإمام الحداد) وخمسة دواوين شعر: (المورد العذب) و(بكاء القلم) و(السباعيات) و(نفثات من الشعر الحديث) و(ديوان للقصائد المتفرقة) و(دراسة عن الشاعر حسان بن ثابت - بحث جامعي). وفي مجال التاريخ، ألف الحبيب أبوبكر (12) كتاباً منها (النسب المعمور لآل المشهور) و(هؤلاء قدوتنا) و(الطرف الأحور في تاريخ مخلاف محور) و(لوامع النور: نخبة من أعلام حضرموت) و(قبسات النور في إيضاح حياة سيدي الوالد الداعي إلى الله الحبيب علي بن أبي بكر المشهور - ت 1402ه) و(جني القطاف في ترجمة الحبيب عبدالقادر السقاف) و(ندى الأزهار في ترجمة الحبيب عبدالله بن حامد البار). وكتب في السلوك (5) كتب منها: (بركات المجالس) و(اللطائف في أدب العوارف) و(شرح «بداية الهداية» للإمام الغزالي)، كما ألف (4) كتب أخرى منها (الفنجان في بيان عجائب الإنسان "العدني")، ولأن العدني لغة هو الكريم في خلقه والشهم في تعامله اقترن اسمه العدني بفاصل، وتجسد ذلك الاقتران بأن ألف شيخنا الجليل أبوبكر المشهور كتابه الموسوم (جلاء الهم والحزن بذكر ترجمة صاحب عدن الإمام أبي بكر العدني ابن عبدالله العيدروس).