السلام حلم جميل لوطن جريح مثخن بالام الحرب وطني يحلم بالسلام . جميع الإطراف في وطني وفي الإقليم والعالم تتحدث عن تحقيق السلام ولكن؟ للأسف الشديد الجميع يغرد خارج السرب وتاه الجميع عن الطريق الحقيقي لتحقيق السلام. البعض يرى ان هزيمة الأخر واستسلامه هو طريق السلام والآخرين يلتمسون طرق أخرى خاطئة. الجميع مخطئ لأن طريق السلام واضح وضوح الشمس في عنان السماء الإنسانية هي طريق السلام . نعم الإنسانية بمعناها الواسع والتي هي عبارة عن الأفكار والتصرفات الحميدة الصادرة من الفرد والجماعات التي تدمج بين العقل والروح لتبين أهمية وجود الإنسان وقيمته في المجتمع بالحفاظ على كرامته الإنسانية من إي انتهاك والتي تعتبر هي طريق السلام .
للأسف الشديد إن جميع ما يتم حالياً في ارض الواقع كلها تصرفات محفزة لمواصلة السير نحو الحرب والدمار يستلزم إن يتم إيقاف السير نحو تلك الطريق البشعة وان يتم التحرك نحو الطريق المعاكسة لها نحو السلام والذي لن يتم ذلك مالم يتم انجاز جهود إنسانية واسعة للحد من ضحايا الحرب وتخفيف المعاناة الإنسانية ويعطينا أمل حقيقي في تحقيق حلم السلام .
تفاقم انتهاكات حقوق الإنسان وحرمانه يؤدي إلى اشتعال الحرب والدمار .
ومن اهم تلك الحقوق الحق في الحياة وهذا الحق منتهك بسبب الحرب والذي نأمل ونحلم بإيقاف الحرب والدمار او على الأقل الحد من بشاعة الحرب وانتهاكاتها البشعة وهو ما يسمى بمصطلح انسنة الحرب بالحد من إضرارها البشعة وتقليصها وفي مقدمة ذلك تحييد المدنين والمنشات المدنية من الاستهداف المباشر بالقصف و التدمير او الاستهداف غير المباشر بالحصار والتجويع باعتبارها فئات ومنشات محمية وفقاً للقانون الدولي الإنساني وأي انتهاك لتلك الحماية يعتبر حافز كبير لاشتعال الحرب واستعارها وأثرها مثل صب البنزين على النار يزيدها اشتعالاً ولهيباً ولايطفأها إلا التوقف عن استهدافها وتحقيق الجهود الإنسانية.
نعم لا يوجد حرب إنسانية فكلاهما مصطلحان متضادان ولكن بالإمكان ان يتم الحد من بشاعة الحرب بتحقيق جهود إنسانية ايجابية وإذا ما تحققت تلك الجهود نكون قد وضعنا إقدامنا في الطريق الصحيح نحو السلام . بدراسة واقعية نجد إن الأوضاع الإنسانية تتدهور بشكل مريع وسريع .
نخشى ان تتفاقم الكارثة الإنسانية نتيجة عدم الاكتراث للجهود الإنسانية المفترض إن تبذل بسرعة وكثافة للتخفيف من المعاناة الإنسانية . يستحيل تحقيق السلام باستمرار الحرب والدمار والحصار . بالإمكان التمهيد لهبوط امن لإنهاء الحرب .
ذلك الهبوط يستلزم إن يكون هناك محفز هام لتنفيذ هذه المحفز هو العمل الإنساني . المشكلة ان جميع الإطراف الوطنية والإقليمية والدولية مجمعة ومتوافقة على أهمية الشروع في تنفيذ خطط وبرامج للتخفيف من المعاناة الإنسانية بتقديم إغاثة إنسانية عاجلة لجميع المناطق والمحافظات بدون استثناء او تمييز .
ولكن في الواقع نجد إن تلك الخطط والبرامج معطله او شبه متوقفه ولم تحقق الهدف المرجو بكفاءة وجوده عاليه نتيجة عراقيل ومعوقات بسيطة لو تم تجاوزها لتحركت قاطرة العمل الإنساني بسرعة وجودة اكبر . معظم تلك المعوقات سببها انعدام الثقة بين الإطراف وغياب الثقة في طرف ثالث يكون وسيط نزيه ونشيط يقوم بتقديم الخدمات الإنسانية دون عوائق .
قبل حوالي شهر التقينا فجاه ودون إعداد مسبق مع الأستاذ/ غالب مطلق وزير الدولة لشؤون الحوار الوطني باعتباره شخص مستقل وحيادي ويحظى بثقة جميع الإطراف كونه مسئول عن ملف مخرجات الحوار الوطني الذي أجمع الجميع واتفق عليها وأوضح معالي الوزير استعداده الكامل لبذل الجهود الممكنة لتحقيق حلم الشعب في السلام وتناقشنا في اللقاء عن أهمية دفع عجله عملية السلام في اليمن وسبل تحقيق ذلك وتوافقنا على ان تكثيف العمل الإنساني في اليمن هو طريق السلام وهو أهم السبل للتمهيد للسلام بالشروع في بذل الجهود الممكنة لتحقيق ذلك وبالفعل وتأكيدنا لما خططنا له تم خلال الأسبوع الماضي عقد اجتماعات مكثفة مع قيادات المنظمات الإنسانية وفي مقدمتها الأممالمتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر .
حيث تم الالتقاء بمنسق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة تفاؤلنا في الاجتماع بوجود جهود ايجابية للأمم المتحدة في الجوانب الإنسانية وان هناك خطط وبرامج جيده إذا مأتم تنفيذها ستحقق انفراجه كبيره في الجانب الإنساني وسيمهد ذلك الطريق لتحقيق السلام ولكن ؟
لتحقيق وتنفيذ تلك الخطط يستلزم على جميع الإطراف عدم أعاقه تلك الجهود الإنسانية لتقوم بتنفيذ أهدافها باستقلال وحياد تام من جميع الإطراف عن طريق التوافق على ممرات أمنه لمرور الإغاثة الإنسانية إلى جميع المناطق دون استثناء وتحديد أماكن تخزين وتوزيع أمنه وضمان عدم استهدافها من قبل إي طرف . بالإضافة إلى جهود ايجابية لإيقاف تدهور الأوضاع الاقتصادية المؤثرة على الجانب الإنساني وفي مقدمتها إعادة تفعيل دور البنك المركزي وحياديته ليتم صرف المستحقات المالية وفي مقدمتها المرتبات لجميع موظفي الدولة في أوقاتها المحددة دون إي مماطلة أو تسويف بالإضافة الى ضمان توريد جميع إيرادات الدولة إلى البنك المركزي بشكل مباشر ومستقل ودون اي تعطيل ليقوم باداء مهامه المالية دون إي عجز .
للأسف الشديد نحن ألان على مشارف كارثة إنسانية بشعة إن لم يتجاوب الجميع لتحقيق وتنفيذ البرامج والخطط الإنسانية الان قبل غداً كلما كان هناك سرعة في التنفيذ كلما ارتفع عدد من سيتم إنقاذهم من بين براثن الموت .
وعقب الاجتماع مع منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة تم اللقاء برئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر الذي وجدنا أيضا تجاوب ايجابي كبير نحو تفعيل الجهود الإنسانية في اليمن وانه يستلزم على جميع الإطراف منح المنظومة الإنسانية ثقتها لتقوم بجهودها دون أعاقه وان أهم شعارات اللجنة الدولية للصليب الأحمر هو العمل الإنساني طريق السلام وهو ما تسعى إلى تحقيقه على ارض الواقع .
بالرغم من وجود قصور في مقدار المنح المالية المقدمة من المانحين لتنفيذ الخطط والبرامج الإنسانية ولكن؟ ان تم تنفيذها وتذليل الصعوبات من طريقها سيرفع مستوى ثقة المانحين وسيرفع المنح المالية للبرامج الإنسانية . بعد اطلاعنا على خطط وبرامج الأممالمتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر الايجابية في الجانب الإنساني أصبحت الكره في ملعب الإطراف الوطنية في منح المنظومة الإنسانية وفي مقدمتها الأممالمتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر الثقة الكاملة وإفساح المجال لها للعمل دون اي تدخلات سلبية من إي طرف .
وفي الأخير : نؤكد على أهمية التجاوب السريع من جميع الإطراف مع الجهود الانسانية للتخفيف والحد من التدهور المتسارع في الجانب الإنساني نتيجة الحرب الذي لن تتوقف الحرب بضغطه زر بل يستلزم التمهيد لها بإجراءات إنسانية مباشرة وواسعة تعيد الأنفاس إلى شرايين الحياة في وطني وإنقاذه من الموت والانهيار وهذه مسؤولية الجميع دون استثناء والتي ستكون البداية بإيقاف استهداف المدنيين والمنشات المدنية وبتنفيذ إغاثة إنسانية وعاجلة لجميع المناطق والمحافظات دون تمييز او استثناء والشروع في إجراءات عمليه وواقعية لإعادة تفعيل العملية الاقتصادية في اليمن وفي مقدمتها تفعيل أداء البنك المركزي ليقوم بدوره المنوط به بتنفيذ الالتزامات الرسمية للدولة وأهمها صرف مرتبات موظفي الدولة في أوقاتها المحددة دون تأخير ودون تمييز وبما يؤدي إلى الحد من تفاقم الوضع الإنساني وتدهوره لان ذلك التدهور الإنساني محفز للحرب والدمار ويستلزم إطفاءه واستبداله بتحقيق جهود إنسانية واسعة على ارض الواقع كون الإنسانية طريق السلام .