الأسبوع الماضي أصدر محافظ العاصمة(عدن)اللواء(عيدروس الزبيدي)قراراً بتعيين النجم الكبير،ولاعب القرن الكابتن (أبوبكر الماس) مستشاراً للشؤون الرياضية ،ونعتقد بأن هذا الأختيار لفتة مسؤولة ،وخطوة لرد الأعتبار ليس(للماس) وحده ،ولكن لرياضة (عدن)،والجنوب،وكوادرها الذين كانوا ضحية عنصرية نظام إحتلال الشمال. الحديث عن قيمة (الجوهرة) مساحة خصبة ،وثرية،ويبعث السعادة في النفس ،ولكنه أيضا مسؤولية،فقد تخوننا اللغة ،ونعجز عن ترجمة تاريخه ،وسطور نجوميته ،ونقاط ،وفواصل تألقه،ونحسب أننا سنجتهد لكي تكون حدود الصورة قريبة إلى حجمه. لا يختلف اثنان بأن الكابتن (أبوبكر الماس)أحد الرموز الكبيرة في صفحة الرياضة العدنية،ومن صنعوا مجد كرة القدم الجنوبية،وكان سفيرها فوق العادة في المحافل الخارجية ،وقد أختارته مجلة (سوبر)الإمارتية عام 2007م،بجانب هداف العرب النجم (شرف محفوظ)،ضمن أفضل (27)لاعب أنجبتهم ملاعب دول الخليج العربي على مر العصور. ولد (الماس)نجم كبير منذ صغره،ومبدع بالفطرة ،وكان(طفرة)بكل ما تعنيه الكلمة،ولاعب خياله واسع ،وصانع اللعاب من الطراز الرفيع ،ومبتكر بأمتياز،وأهدافه عالية الجودة ،ومن النوعية الفاخرة.. (البكري)كان سيد الملعب ،وأستاذ في كرة القدم مع مرتبة الشرف ، وقائد(التلال)،ونبضه في عصره الذهبي،وأغنية جماهيره الحمراء،والتي عشقته حتى (النخاع)،وفي كل مرة يدخل الملعب تقف له طويلاً،وتهتف كثيراً :"انته البكري انته..سيد الملعب انته".. أسألوا (أحمد الطربلسي)حارس مرمى منتخب الكويت الكبير عن هدف (الماس)،وكيف التقطت الكرة أنفاسها على صدره ،قبل ان تودعها يمينه لترقص في شباكه؟!..وأسألوا ملعب(الحبيشي)عن قمة المتعة في مباراة القطبين العدنيين الكبيرين الأحمر، والأخضر، وبحضور الشيخ الشهيد (فهد الأحمد الصباح)،وسعادة (سامرنش)رئيس اللجنة الأولمبية الدولية ،وحينها قلب الطاولة على (بيارق الهاشمي)في دقيقتين بهدفين ماركة (الجوهرة)؟!..وأبحثوا عن مقالة كتبها يوما معلمنا،وأستاذنا القدير(عوض بامدهف)بعنوان (الماس والكاس واللقاء المثير)،وأسالوه..من الذي ألهم قلمه ،وأشعل فتيل إبداعه،وكيف اختزلت كلماته حينها بطولة في نجم واحد؟!.. استعدت شريط زمن كرة القدم الجنوبية الجميل أو بعضه،وتذكرت شغفي ب (ملك) الشيخ عثمان ،وروعة الغزال(وجدان)،وعظمة السلطان(البارك)،وأشتقت لفاكهة(صالح الحاج) ،وأبهرني هدف الرشيق (جمال ناشر) في مرمى منتخب (تايلند)،وأذهلني(صاروخ) العملاق (بن ربيعة)الذي دك سور الصين العظيم ،ودقدق مشاعري صوت المعلق السعودي الذي أطربه عزف المسيقار(علي موسى)،ولكننا نقولها بتواضع ،أن اروع ما سمعته ،وقشعر له بدني ،كان صوت المعلق الكويتي الشهير (خالد الحربان)عندما قال:"الكويت غنية بالبترول ،واليمن الجنوبي غنية بالماس".. (الماس) أسطورة ،وتاريخ بحد ذاته ،ونسخة واحدة لا تتكرر في ملاعبنا الإ مرة كل مائة عام ،وهذه حقيقة لا تقبل الجدل ،ويكاد يكون معلم من معالم مدينة (كريتر)العتيقة ،وأشبه ب (العيدروس)، و(الزعفران)،وحافة (حسين) ،وشارع (الملك سليمان)،و(صهاريج الطويلة) ،و(قلعة صيرة). السطور السابقة محاولة بسيطة لمنحه شيء من حقه،وتبقى الشق الآخر،والمتمثل في مهمته،وحق(عدن)،والجنوب الوطن،فكلنا يثق بمعدن (الماس)،ونبارك تعيينه ،ولانشك بجدارته بالمسؤولية،ونتوقع أن يثبت للقائد (عيدروس)صحة قراره،ونتعشم أن تكون تجربته ،وخبرته عون لسلطة المحافظة ،ففي الظروف الصعبة التي تمر بها (عدن)،والأوضاع التعيسة التي تعيشها رياضتنا ،وأنديتنا ،نجد أن من واجبنا مؤازرته ،وكذلك شحذ همته ،وتحفيز ذاكرته ،فالمهمة ليس سهلة ،وتحتاج إلى عزيمة،وإرادة صلبة،وتحدي الذات ،فالأيادي المرتعشة لا تصنع إنجاز،والرؤوس المنحنية لن تبلغ القمة أو تدرك أخر النفق!.. نعتقد بأن الخروج من عنق الزجاجة لا يتطلب بالضرورة عصا سحرية ،إنما مواقف شجاعة!..ونعتقد ايضا بأن نجاح المستشار الجديد مرهون باستعادة رياضة (عدن) ،وأنديتها دورها ،وهيبتها ،وهذا لن يحدث الإ إذا تحررت من (الهرجلة)،ووصاية (البلطجة) ،وبترسيخ قواعد العمل المؤسسي الممنهج بعيداً عن أي حسابات تسعى إلى تمزيقها ،وحرفها عن مسارها،كما نوصيه بالجنوب أولاً،وثوابت شعبه ،فهذه أولوية لن نقبل تجاوزها أو أن تكون مجال للإبتزاز،والمساومة ،ومن يفرط فيها لن ترحمه الجماهير مهما كان حجمه ،ووزنه ، فالجنوب يبقى أكبر من الأشخاص،ويستحق أن ننصره بعيداً عن (المجاملة)،والعلاقات الخاصة!.. ننتظر من المستشار(أبوبكر الماس) الكثير، وخاصة أنه جاء بقرار من قائد المقاومة الجنوبية ،ويمارس مهمته تحت سلطة الرجل الأول في المقاومة،والمحافظة،ونتوقع أن يكون عند حسن ظنه ،وظن (عدن) السلام ،والجنوب الحرية ،ولن نتركه وحده ،وسيجدنا خلفه ،وأمامه ،وعن يمينه،ويساره..