نتحدث كثيرا عن خطورة المخدرات وسرعة انتشارها وتناولها في مجتمعنا وخاصة بين الشباب ولكن لانعمل شيئا مميزا للجم هذا الوحش الكاسر المتسلل في الظلام وعبر حدودنا ووصل حوارينا لاننا لانعمل عملا جبارا ضخما متكاتفا منسقا يتغلب ويهزم عصابات المخدرات الا اننا لاننكر الجهود التي تقوم بها ادارة مكافحة المخدرات لكن لاتستطيع ان تحد وتمنع انتشار المخدرات لوحدها مالم يكون الالتفاف حولها فعدم وجود الامكانيات والدعم اللازم وعدم الاكتراث بهذه الظاهرة الخطيرة والتي ممكن ان تصل الى بيوتنا وايضا الشخص يقول وانا مالي اضافة الى الروتين الممل وعدم التفاعل السريع من قبل الجهات المسؤولة والخوف والرعب في نفوسنا وعدم تعاون المواطن بالتبليغ للجهات المختصة خوفا من عقاب وانتقام تلك العصابات. المخدرات بكافة انواعها الطبيعية او التصنيعية من قبل الشركات الدوائية اوالتخليقية في المعمل تدمر عقول البشر وتعيق تطور المجتمعات وتسبب اضرار اقتصادية واجتماعية وصحية واخلاقية. طبعا هناك مخدرات طبية من المسكنات القوية توصف من قبل الطبيب لتخفيف الالآم بعد العمليات الجراحية مثل المورفين والبيثيدين وهناك ادوية مخدرة لمرضى السرطان والترامادول Tramadol الذي يصرف للاسف دون وصفة طبية من قبل الصيدليات وهو من الادوية المخدرة والتي تؤدي الى الادمان وهناك الادوية المنومة التي يجب عدم صرفها الابوصفة طبيةوتصرف من قبل بعض الصيدليات وهي الباربيتورياتBarbiturates (secobarbital,amobarbital ,phenobarbital,hexabarbital ,thiopental sodium)
و Benzodiazepine (diazepam),alprazolam (xanax),temazepam الفيئة المستهدفة هم الشباب من الجنسين لان الشباب هم عماد المستقبل وهناك عوامل كثيرة تؤدي الى اتتشار المخدرات منها االفقر والبطالة والتفكك الاسري واصدقاء السؤ وعدم متابعة الاباء لابنائهم والسؤال عنهم وضعف الوازع الديني وصعف شخصية المتعاطي كما ان ازدياد انتشار تجار وعصابات المخدرات يعود الى قلة الامكانيات لادارة مكافحة المخدرات رغم انها حققت نجاحات كبيرة في كشف الكثير من العصابات تشكر علييها رغم امكانياتهم البسيطة كما ان ضعف التشريعات القانونية لمكافحة المخدرات اي العقوبات الخفيفة ساهمت في اصرار تجار المخدرات على الاستمرار في ممارسة عملهم الخطير للكسب السريع ونشر هذا الوباء القاتل كما ان بعض الصيدليات تتحمل مسؤولية كبيرة وذلك لانعدام الضوابظ والاخلاق وذلك لصرفهم الادوية الطبية المخدرة المحضور صرفها والتي تؤدي الى الادمان وهم يعرفون ذلك. فالادمان يعرف ببساطة بانه الاعتماد على عقار ولايمكن الاستغناء عنه وفي حالة ترك ذلك العقار تظهر الاعراض الانسحابية كالعدوانية والعصبية والقلق والاكتيئاب والامراض النفسية فيلجاء الى زيادة الجرعة ليحصل على نفس التاثير فيصبح مدمنا. على الجميع مسؤلية كبرى اخلاقية ودينية لمكافحة هذة الظاهرة الخطيرة وانقاذ شبابنا من هذا الوحش الكاسر الذي يتسلل في الظلام وعلى المسؤلين دعم ادارة مكافحة المخدرات وعلى وزارة الداخلية ان تتعامل بحزم مع المرويجين للمخدرات والمتعاطين لها وعلى وزارة الصحة مسؤولية كبرى بمطالبة منظمة الصحة العالمية بالدعم اللازم لمكافحة هذه الآفة الخطيرة وفتح مراكز طبية لعلاج المدمنين واستقدام خبراء في هذا الجانب وفتح مراكز توعوية ودعمها وعليها اغلاق الصيدليات المتساهلة بصرف الادوية الطبية المخدرة وتحويل مالكيها الى النيابة وعلى الجامعة مهمة كبرى لان الفيئة المستهدفة هم الشباب طلاب الكليات فعليها دوراكاديمي تربوي باعطاء المحاضرات العلمية عن خطورة المخدرات وتدميرها للجهاز العصبي المركزي وتأثيرها على المجتمع وكذلك الاعلام والمساجد والمدرسة والاسرة لهم دور رئيس في القيام بدورهم الفعال وبواجبهم التربوي والتوعوي والاخلاقي والارشادي تجاه هذة الظاهرة الخطيرة وهذا الداء القاتل الذي ينخر عظام مجتمعنا. الاسرة تتحمل المسؤولية الكبرى عن انحراف ابنائيها وبناتها لعدم الجلوس معهم ومتابعتهم وملاحظة تغير سلوكهم والسؤال عنهم وعن صحبتهم. علي الجميع تفعيل الجهود المشتركة والتنسيق بين الاجهزة ذات الصلة حتى يحدوا من انتشار هذا الداء اللعين تجارة وتعاطي المخدرات والعمل على اجراء التعديلات الايجابية اللازمة لقانون المخدرات وتشديد العقوبات االواردة في قانون الصيدلة والسموم حتى يتماشى مع تطور وارتكاب الجريمة وفرض رقابة شديدة صارمة على صرف الروشتات الطبية المتعلقة بالعقاقير المخدرة اسوة بالدول الاخرى. في الاخير يجب ان ننوه بان الشخص المدمن اصبح ضحية واصبح مريضا مدمنا وليس مجرما وبحاجة الى العلاج حتى يعود فردا سويا صالحا في هذا المجتمع ولابد من فتح مراكز لعلاج المدمنين حيث كنا في الزمن الماضي نصرف للمدمنيين الذين لايتجاوز عددهم عدد اصابع اليد وهم من البحارة Sailors علاجهم شهريا ومجانا من صيدلية مستشفى الجمهورية التعليمي في ذاك الزمن الجميل ايام د.علي عبيد السلامي ابو الصيادلة اطال الله عمره وحفظة ورعاه الذي تعلمنا على يدية الكثير والكثير (زمان والله زمان وعلى الحسيني سلام) .
ا.د.مهدي الحاج باعوضة استاذ الكيمياء الدوائية/عميد كلية الصيدلة