الرزامي يكشف عن فساد محسن في هيئة المواصفات بصنعاء    صحيفة امريكية: البنتاغون في حالة اضطراب    الاستخبارات العسكرية الأوكرانية تحذر من اختفاء أوكرانيا كدولة    حملات ضبط الأسعار في العاصمة عدن.. جهود تُنعش آمال المواطن لتحسن معيشته    في السياسة القرار الصحيح لاينجح الا بالتوقيت الصحيح    قادةٌ خذلوا الجنوبَ (1)    مشكلات هامة ندعو للفت الانتباه اليها في القطاع الصحي بعدن!!    الرئيس الزُبيدي يوجّه بسرعة فتح محاكم العاصمة عدن وحل مطالب نادي القضاة وفقا للقانون    أحزاب حضرموت تطالب بهيكلة السلطة المحلية وتحذر من انزلاق المحافظة نحو الفوضى    الرئيس المشاط يعزّي في وفاة نذير محمد مناع    إغلاق محال الجملة المخالفة لقرار خفض أسعار السلع بالمنصورة    لهذا السبب؟ .. شرطة المرور تستثني "الخوذ" من مخالفات الدراجات النارية    منع سيارات القات من دخول المكلا والخسائر بالمليارات    مناقشة قضايا حقوق الطفولة باليمن    موقع بريطاني: قدراتُ اليمن البحرية تكشف هشاشة الردع الغربي    الرئيس الزُبيدي يقود معركة إنقاذ الاقتصاد وتحسين قيمة العملة    عشرات الحقوقيين المغاربة يضربون عن الطعام احتجاجاً على التجويع الصهيوني لغزة    تكريمًا لتضحياته.. الرئيس الزُبيدي يزيح الستار عن النصب التذكاري للشهيد القائد منير "أبو اليمامة" بالعاصمة عدن    لاعب المنتخب اليمني حمزة الريمي ينضم لنادي القوة الجوية العراقي    رئيس الوزراء من وزارة الصناعة بعدن: لن نترك المواطن وحيداً وسنواجه جشع التجار بكل حزم    هيئة مكافحة الفساد تتسلم اقرار نائب وزير التربية والتعليم والبحث العلمي    عدن.. تحسن جديد لقيمة الريال اليمني مقابل العملات الاجنبية    اجتماع بالحديدة يناقش آليات دعم ورش النجارة وتشجيع المنتج المحلي    "القسام" تدك تحشيدات العدو الصهيوني جنوب خان يونس    تدشين فعاليات المولد النبوي بمديريات المربع الشمالي في الحديدة    المشايخ في مناطق الحوثيين.. انتهاكات بالجملة وتصفيات بدم بارد    الاتحاد الدولي للمواي تاي يفرض عقوبة على "إسرائيل" بعد إعدامها لاعب فلسطيني    استشهاد 22 فلسطيني برصاص وقصف الاحتلال أنحاء متفرقة من قطاع غز    خبير في الطقس: موجة أمطار قادمة من الشرق نحو غرب اليمن    أمواج البحر تجرف سبعة شبان أثناء السباحة في عدن    سون يعلن الرحيل عن توتنهام    وفاة وإصابة 470 مواطنا جراء حوادث سير متفرقة خلال يوليو المنصرم    محمد العولقي... النبيل الأخير في زمن السقوط    بتهمة الاغتصاب.. حكيمي أمام المحكمة الجنائية    لابورتا: برشلونة منفتح على «دورية أمريكا»    ماريت تفاجئ مولي.. وكيت تنتزع ذهبية 200    طفل هندي في الثانية من عمره يعض كوبرا حتى الموت ... ويُبصر العالم بحالة نادرة    من تاريخ "الجنوب العربي" القديم: دلائل على أن "حمير" امتدادا وجزء من التاريخ القتباني    تقرير حكومي يكشف عن فساد وتجاوزات مدير التعليم الفني بتعز "الحوبان"    من يومياتي في أمريكا.. استغاثة بصديق    ذمار.. سيول جارفة تؤدي لانهيارات صخرية ووفاة امرأة وإصابة آخرين    وعاد الجوع… وعاد الزمان… وضاع الوطن    مأرب.. مسؤول أمني رفيع يختطف تاجراً يمنياً ويخفيه في زنزانة لسنوات بعد نزاع على أموال مشبوهة    لاعب السيتي الشاب مصمّم على اختيار روما    أولمو: برشلونة عزز صفوفه بشكل أفضل من ريال مدريد    تعز .. الحصبة تفتك بالاطفال والاصابات تتجاوز 1400 حالة خلال سبعة أشهر    من أين لك هذا المال؟!    كنز صانته النيران ووقف على حراسته كلب وفي!    دراسة تكشف الأصل الحقيقي للسعال المزمن    ما أقبحَ هذا الصمت…    لمن لايعرف ملابسات اغتيال الفنان علي السمه    تساؤلات............ هل مانعيشه من علامات الساعه؟ وماذا اعددناء لها؟    وداعاً زياد الرحباني    اكتشاف فصيلة دم جديدة وغير معروفة عالميا لدى امرأة هندية    7 علامات تدل على نقص معدن مهم في الجسم.. تعرف عليها    تسجيل صهاريج عدن في قائمة التراث العربي    العلامة مفتاح يؤكد أهمية أن يكون الاحتفال بالمولد النبوي هذا العام أكبر من الأعوام السابقة    رسالة نجباء مدرسة حليف القرآن: لن نترك غزة تموت جوعًا وتُباد قتلًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يعتبر سوق الدواء أحد أهم روافد الخطر
الإدمان آفة منسية
نشر في الجمهورية يوم 17 - 05 - 2013

الجزء الأكبر من اهتمامات الناس في هذه الفترة مرتبطة بمجريات الحوار الوطني لكن كثير من الأعمال والجرائم يردها البعض إلى ممارسة عادات سيئة وسلوكيات شاذة تدخل في إطار الإدمان إلى جانب سطوة التهريب وانفلات سوق الدواء وغياب الرقابة التي توحيها مواد قانون الدواء، كل ذلك يفرض مناقشة مسألة الإدمان وسهولة الحصول على المواد المخدرة وجملة العوامل المساعدة على الإدمان بما يعنيه من دمار لذات الإنسان والأسرة والمجتمع، هذا ما تركز حوله اللقاء مع د. عبدالله عبدالسلام الصوفي مؤسس هيئة زمالة المدمنين المجهولين التي اشتهرت مؤخراً، والحاجة إلى إنشاء مركز لعلاج الإدمان مثمرة في مدينة تعز والأمر الذي يتطلب قليل من الإمكانيات وإرادة حقيقية وإلى حصيلة اللقاء:
ضرر متعدى
كيف يصبح الشخص مدمناً؟
الإدمان تدمير للذات ولا يمارس بوعي ونتائجه تؤدي بالمدمن إلى سلوكيات غير معقولة ولا منطقية وانحراف يتعدى ضرر الأفراد إلى الأسرة والمجتمع.
والإدمان إما سلوكي نتيجة تعود على ممارسة سلوكيات شاذة مجافية للقيم الفاضلة وإما إدمان نتيجة تعاطي مواد محرمة شرعاً وقانوناً وهو إدمان المادة المخدرة وهناك فرق بين متعاطي مواد مع قدرة على التحكم في تعاطيها وهذا يسمى متعاطي أما إدمان تعاطي المواد المخدرة مع عدم القدرة على التحكم وبدون مبرر طبي فهو مدمن فاقد لتوازنه النفسي والسلوكي ولا يستطيع أن يعيش إلا بتعاطي المادة التي أدمن عليها وهذه الحالة يصل إليها الشخص عبر خطوات تبدأ بتأثير الآخرين من أصدقاء أو زملاء يتعرف من خلالهم على المخدرات واستغلال لأزماته أو حب استطلاع.
الخطوة التالية تتولد رغبة في تكرار التجربة من أجل المرح والمتعة بعد ذلك يدخل الشخص مرحلة الإدمان وقد وضع الأطباء برامج لعلاج الإدمان بعد 6 سنة من إدمانه أول خطوة فيه أن يعترف المدمن بمرضه ويكون صادقاً حتى ينجح المعالج، ولهذا قررنا إنشاء زمالة المدمنين المجهولين في اليمن هنا في تعز .
تفاعل الرأي
ونحتاج إلى تفاعل قادة الرأي ومختلف وسائل الإعلام للكشف مخاطر الإدمان ومن أجل إيجاد مركز متخصص لعلاج الإدمان يكون نموذجاً للاهتمام الرسمي والشعبي بمكافحة الإدمان كون المخدرات في محافظات تعز وعدن والحديدة موجودة في السوق ولها مروجين خاصة الأدوية المخدرة.
ولابد أن نغير من ثقافتنا لأن كثير من السلوكيات في مجتمعنا اليمني تمثل إدهاناً يجب معالجته وهي نتاج ممارسة عادات سيئة أو شاذة لا يعي الناس أثارها السيئة في حياة المجتمع واقتصاده وهو ما تأمل زمالة المدمنين المجهولين التفاعل معه وإدراك أن الزمالة نشأت وأشهرت في تعز كبداية لفعل حقيقي وليس لمجرد فعالية تقام في السنة وسرد إحصائيات عن كميات وأنواع الحبوب المخدرة والحشيش التي تطبق كميات منها وتحرق ولا يزيد الخبر عن ذكر شيء آخر.
الزمالة هيئات إدارية في بلدان كثيرة تزيد عن “170” بلداً وفي الوطن العربي مركز إقليمي مثمرة مدينة الإسكندرية بمصر.
كومة إنكار
المدمن لماذا ينكر ولا يعترف تلقائياً بمرضه..؟
المدمن يوصف بأنه كومة إنكار، فحتى الأطباء المعالجين عندما يتخاطبون معه يقولون له نحن مثلك كنا مدمنون والطبيب هنا يريد أن يكسر الحواجز بينه وبين المريض، ومهمة البحث النفسي تعتمد طرق كهذه حتى يعترف المدمن بمعاناته والأسباب التي يضعها شماعة ويبرر بها إدمانه وهناك مظاهر يواجه بها الشخص وتعبر عن إدمان سلوكي وانحرافات مثل:
اللجوء إلى سرقة أشياء من المنزل أو تخص أحد أفراده مثل نقود، تلفون، ذهب ،انفعالات وصراخ أو اللجوء لانتزاع أشياء من آخرين في الشارع تحت تهديد السلاح وهذا مرتبط بإدمان المخدرات على درجاتها ومستويات منعها واستخداماتها، ويمكن للمدمن أن يهدد محبيه كأمه بالانتحار وإن لم يفعل فالإقدام على الانتحار إما نادر أو نتيجة تعاطي جرعة أكبر من المخدرات فالمدمن لا ينتحر مثله مثل المجنون لا يفرط بحياته عبر الانتحار.
عوامل تربوية
لماذا؟
لأنه كرس حياته لأوهام اللذة التي توفرها المواد المخدرة فهي تعوضه عن شعوره بالنقص كأن يكون نتيجة لسوء التربية والعنف والقمع داخل الأسرة أو المجتمع صاحب عقدة أو عدم الساجة الأدبية ويعاني عقدة الخوف غير الطبيعي والكتابة وضعف الوازع الديني وبالتالي حينما يجد من يساعده على الإدمان يكتشف حياة وشخصية جديدة وأجواء احتفالية مرحة وعزلة عن واقعه المرء وتحليق في سماوات وردية ويصبح متحدثاً لبقاً وشجاعاً ولذلك يجره من أثر عليه بداية ويعطه المتعة بلا ثمن حتى يدمن فيندفع نحو الانحراف لتأمين الجرعة أو المادة وإن كان الحصول على مبتغاه عبر ارتكاب جرائم بشعة لفعل، من لحظات متعة زائفة تستحق إنسانيته والمدمن حينما يوغل في الإدمان فإنه يعيش في خوف دائم من الناس حتى لا يعرفوا حقيقية خوف من السجن وعناصر الأمن وخوف على المصدر المزود له بالجرعات أو ما أدمن عليه و...إلخ.وعن استجابة المدمن الذي يعاني من هذه المخاوف وخضوعه للعلاج بداية فإنها خبرة الطبيب والباحث النفسي وليس في التأنيب والتقريع واللوم لأن ذلك يجعله يمعن في إدمانه وتلبس الصفات التي تطلق عليه.
سلوك ضار
الإدمان في اليمن هل هو منتشر بقوة؟
نعم وحتى لا تكون الإجابة ناقصة أقول أن الإدمان في تعريفه العلمي أعمق من تعاطي الممنوعات وإنما هو أن تتعود على ممارسة سلوك ضار بصحة جسمك ونفسك وأن تنتهك القيم الفاضلة التي تساعدك وتساعد غيرك أن تكونوا أعضاء أصحاء وفاعلين في المجتمع فمثلاً من صور الإدمان التعود على مشاهدة الأفلام الإباحية، إدمان الكذب، الغيبة والنمية والسعي للوقيعة بين الناس أو الجماعات، هذا الإدمان السلوكي انحراف ليجعل المدمن بهذا المعنى يختلق المشاكل في المجتمع وإن انعدمت أسبابها.
ضد القانون
الفارق بين إدمان المخدرات وهذه الانحرافات أن الأول وهو إدمان المخدرة لا توجد خطوط حمراء يقف عندها المتعاطي المدمن أما الثاني فقد يكون من نتائج تأثير المخدرات إن لم يكن بسبب ضعف الإيمان والثقافة السليمة فمدمن المخدرات يمكن أن يرتكب جرائم من أجل الحصول على قيمة المادة المخدرة كأن يضرب أمه ويسيء إلى أبيه وأسرته ويمكن في ظلمة تأثير المخدرات أن يتجاوز الحرمات ويدوس القانون ويقتل وهذا أمر خطير.
سلوك شاذ
متى يمكن أن نطلق صفة مدمن لمتعاطي القات؟
الإدمان سلوك شاذ وما أكثر السلوكيات الشاذة التي يفرضها إدمان القات على بعض الناس العاطلين عن العمل أو ما شابه.. فليس كل مخزن مدمن، وتناول القات هو تعاطي للقات وليس إدمان، لكن مدمن القات هو الشخص الذي يمكن أن يحرم أطفاله من الطعام والملبس كي ينفق على القات، أو يطلق زوجته من أجل الانفاق على القات، والقات وفقاً للتحليل العلمي قد ينشط السلوك المؤدي إلى الإدمان لدى بعض الناس الذين لديهم استعدادات ليكونوا مدمنين، وهو ما يحذر منه الأطباء والمختصون ودراسات عن القات واضراره الصحية إلى جانب الأضرار الاقتصادية والاجتماعية، والنفسية خاصة.. وأدى انتشار وسوء استخدام المواد الكيميائية في الزراعة وخاصة زراعة القات إلى القول في أوساط علمية في الخارج أن اليمن أكبر دولة في العالم لم تعاني من الادمان وسلوك الادمان بسبب سوء استخدام السموم في الزراعة.
احصائيات
هل تؤمن بأن هناك احصائيات حقيقية حول ادمان المواد المخدرة في اليمن؟
لا يوجد ونسعى أن نكون أول مركز أو مكتب يركز هذه الاحصائيات وبناء قاعدة معلومات، وكأنا لطبيب تحدير وانعاش لم أجد في مجتمعنا الاهتمام الحقيقي بهذه المسألة ولعلاقتي بالمواد الطبية المخدرة وخطورتها أجد أن ما يسلط عليه الضوء ليس أكثر من مواد تضبط وتتلف من أنواع الحبوب والممنوعات.
مواد محرمة متداولة
ماهي المواد الممنوع بيعها ويمكن أن نجدها في السوق؟
من المواد المقيدة في وزارة الصحة ويمنع بيعها من أي صيدلي وهي: الموروفين، والبيتدين، والبنتسوسين.. هذه المواد استيرادها حكراً على وزارة الصحة لكنها تدخل وتباع في الصيدليات وهي وغيرها حتى المشافي الخاصة المرخصة تحصل عليها من الوزارة.. ووفقاً لاشتراطات النقل والتخزين وتسجيل اسم المريض المحتاج إليها، والطبيب والممرض المشرف والذي طلبها ويشترط أن يعود الابنول الفارغ بعد الاستخدام إلى الإدارة المختصة بالوزارة وهذا ماكنا نعمل به قبل عام 2000م وكنا نحاسب على الفارغ.. الآن أكثر من ثمان صيدليات في تعز باعت هذه المواد الطبية المخدرة واسمائها لدى الجهات المختصة التي نفذت حملة رعاية، وهذه المواد وكل ما ضبط في السوق مواد مهربة.. أما المستوردة من قبل الوزارة فعن طريق شركة معينة ومعروفة.
أدوية في بقالات
ومواد أخرى يتواصى الناس باستخدامها عن عدم وعي ودون وصفة طبية مثل الترامادول وتباع في بقالات وتؤدي إلى الإدمان وهذه المادة مهدئة، ومن المواد المخدرة وتؤدي إلى الإدمان وممنوع بيعها بدون روشته إلا في اليمن فكيف سنتحدث عن مواد مخدرة مثل الحشيش، والآن كثر الحديث عن انتشاره بقوة في الشارع خاصة في هذه الأيام، ويشكر أمن تعز لما قام به، وضبط عدد من مروجي الحشيش، ولابد من تفعيل الأداء الأمني، وكذا تفعيل الرقابة من قبل وزارة الصحة ومكاتبها خاصة في تعز لأن تاجر الدواء لا رقابة عليه ورغم التصريح لشركة معينة باستيراد أصناف معينة لمواد مخدرة لأغراض طبية لكن تجد أصناف كثيرة تباع بعيداً عما هو مصرح به.. والمشكلة أن الدواء المقيد بيعه بشروط يصل إلى الشركات والصيدليات عن طريق التهريب وليس عبر الوكات المعتمدة لاستيراد أصناف معينة وهي أدوية تدخل قد لا تكون مخدرة ولا أنها عبارة عن سموم توجد وتباع مجهولة المصدر فلا مصدر رئيسي معروف لمنشائها، وفي هذا الوضع يزداد خطراً انغلاق سوق الدواء، وتسرب المواد الممنوع تداولها والمتاجرة بها مادامت الرقابة غائبة ونقابة الضمير في إجازة.
مسئولية الصيدلاني
المواد العلاجية المسكنة “المخدرة” هل يعي الصيدلي حينما يصرفها بدون قرار من طبيب مختص؟
الصيدلة عندنا ليست تحضير دواء، وإنما هي بيع وشراء وتجارة وبيع المواد المذكورة تجارة رابحة والكل هدفه الربح، صيدليات، شركات، ثم أن التهريب لا يردعه رادع، ومع ذلك هناك صيادلة ملتزمين بشروط صرف الدواء.. أما الغالبية تجار وخاصة فيما يتعلق بصرف المسكنات من البرامول حتى الترامودول، والفلترين ومشتقاتها وهي مواد إدمانيه ومؤثرة على إنزيمات الكبد.
مركز علاجي
الغاية من إنشاء هيئة الزمالة، وتوفير الإمكانيات من خلال مركز علاجي هي إيجاد مكان علاجي يقدم المساعدة للمدمن الذي لا يزال يعاني، وتأهيله نفسياً بإحياء إرادة في التخلص من الإدمان، وإعادة إدماجه في المجتمع حتى يكون إنسان صالح باعتبار كل عضو مريض هو خسارة لمجتمعه.. ونطالب من مكتب الصحة العامة أن يشكل لجنة لدراسة احتياجات المركز العلاجي وتوفيرها وهي متطلبات بسيطة مادام الكادر البشري واعي بخطورة مشكلة الإدمان، ولتكن البداية بتوفير طبيب متخصص في علاج الإدمان وباحثين نفسيين مدربين في علاج الإدمان، وفي فترة لاحقه يمكن الاستعانة بعينات من المدمنين الذين استفادوا وتم شفاؤهم لأنهم سيكونون أقدر على شرح تجاربهم في الاستفادة من خدمات المركز إلى مدمنين آخرين حتى يكون العلاج أكثر فائدة وطرقه أقصر، وهذا ما نخطط له وما سنعكسه مما تعلمناه من تجارب الآخرين، وستكون اجتماعات يومية في إطار الخطة العلاجية ستمكن كل واحد من طرح مشاكله والصعوبات التي جعلته يدخل في عالم الإدمان المدمر.
قسم متكامل
ألن يكون قسماً متكاملاً ضمن أقسام مستشفى الأمراض النفسية والعصبية؟
توفير المتطلبات لهذا القسم لابد منها كأي قسم من تغذية وفحوصات وأدوية ومستلزمات لمتابعة حالات تخلص جسم المدمن من السموم، وهي فحوصات ليست معقدة أو مكلفة، فمنها فحوصات دم أو أشرطة والأهم هو العلاج النفسي هدفه بحث ومعالجة أسباب الإدمان، وقد تكون أسباب واهية.
انتشار المخدرات
تدني مستوى الثقافة الصحية وتزايد المشكلات الاجتماعية أليست السبب الأهم لمشكلة الإدمان؟
الأسوأ أن المدمن ضحية لوجود وانتشار كثير من أنواع المواد المخدرة في السوق وسهولة الحصول عليها، ونصح الناس لبعضهم باستخدام أدوية يمكن أن تسبب الإدمان ودون استشارة طبيب.
المدمن ليس شخصاً مجرماً ومتوحش، إنما هو ضحية والأصل أن يعي مشكلته ويساعد في علاجها.. فالإدمان مرض مثل أي مرض نفسي آخر قد لا يشخصه إلا الطبيب، وهو بحاجة إلى تأهيل على يد كادر متمرس ولديه خبرة، وفي مكان معروف ومعد لهذا الغرض في تعز ليخدم مناطق ومحافظات أخرى ولهذا يحتاج الجميع رسالة مكرسة لتوضيح أبعاد ومخاطر مثل هذه المشكلة ولابد أن يتعارف الناس على مفاهيم ومصطلحات تخص الإدمان فليس هناك أغلى من الصحة والتوازن النفسي للفرد، وفي هذا الشأن ينبغي للمسئولين في الصحة العامة والمجتمع عامة إدراك أهمية حماية الإنسان من خطر الإدمان عبر مختلف الطرق، من توعية وتثقيف وتربية وملاحظة سلوكيات الشباب في إطار توجه واسع للعناية بقضايا الاجتماعية ومشاكلنا الاجتماعية الظاهرة والخفية على معظم الناس.
وبالنسبة للمدمن وما يفترض أن يواكب عمل القسم المنشود لعلاج الإدمان من وعي هو أن المدمن يحتاج لمساعدة حتى يعترف بمشكلته ويسعى إلى العلاج ومساعدة ورعاية من المعالج، ثم مساعدة من الأسرة والمقربين، ومن المجتمع والإعلام حتى لا ينتكس ويعود إلى تعاطي ما أدمن عليه.. وعلى الكلى وتفاقم أضرارها وعلى الغدة البصرية، كما أنها مصدر ضرر على مرضى ضغط الدم، والكلى والترامادول كمادة محرمة يمكن لأي شخص أن يشتريها من أي صيدلية.
جهود ميدانية
إذاً لا صعوبات في حصول المدمن على المادة الإدمانية؟
في الآونة الأخيرة اكتشفنا أن المواد المنومة وذات الأثر التخديري توزع في السوق وكأن هناك حملة ممنهجة ومبرمجة تستهدف الناس وخصوصاً في تعز وعدن والحديدة وحاولنا اكتشاف الأمر بشكل منطقي لمعرفة ما إذا كان الحال نفسه في العاصمة ومحافظة ذمار وإب ووجدنا أن المشكلة تبدأ إلى حد ما في مدينة إب وتكتمل حلقاتها في تعز عدن الحديدة.. ففي صنعاء وذمار وحتى أبين لم تصرف لنا الصيدليات مواد مطلوبة وفي إب وتعز وعدن والحديدة حصلنا على ما أطلباه بسهولة فالصيدلي يصرف بلا روشته وختم طبيب وبسعر أقرب إلى كونه مجاني أو رمزي خاصة في تعز يقال لك لو تريد كمية تجارية تعال إلى المكان الفلاني..
ولنترك للناس والمسئولين يفسرون ما وصفنا.. والكثير من الناس يشعروا بأن سلوكيات غير سليمة منتشرة تجاهل للعادات الحميدة، هناك مزاج غير عادي، شجارات استخدام للسلاح، بحث عن مواد مهدئة، لائقة بعد وقت أخر مقارنة بالمواد المخدرة الأساسية المحرمة تحريماً مطلقاً وليست من عالم الدواء.. بينما المخدرات سريعة التأثير وتدمر مركز الإحساس وكل ما يؤدي إلى الإدمان في النهاية نتيجة تدمير الإنسان وبدون إنسان سليم لا تنمية ولا أمن ولا استقرار، وعلى المجتمع أن يحمي عقله من خلال مواجهة الإدمان ومعالجة أسبابه وأثارها المدمرة على استقرار الأسرة أولاً.
مفارقات عجيبة
الأسرة المحترمة هل تستطيع أن تأمن على أبنائها؟
ليس دائماً فقد تجد مفارقات عجيبة نتيجة تأثير رفاق أو رفيقات السوء فمثلاً لدينا حكاية:
ضحية زميلتها
فتاة محترمة متفوقة دراسياً عودتها زميلات لها على تناول أقراص منومة وأدمنتها وشيئاً فشيئاً لوحظ عليها التراجع بعد أن كانت متفوقة دراسياً والتفريط في الوقت ثم انتقلت بمساعدة الغير إلى تناول مواد مخدرة أسوأ “حشيش” وأصبح همها كله كيف تحصل على المادة المخدرة وعندما تفاقم الإدمان ولم يعد المصروف والزميلات يقدمون الغرض وابتعدت الشلة وتغير جو الأسرة فالبنت صارت غبية وتنتابها نوبات هستيريا وسرقة و وإلخ، ومنعت من الخروج للدراسة وبحثت عن وسطاء من الأقارب واكتشف الأهل أدمانها.. ونجحت الوساطة لكن عرف الحي كله بأن سلوكيات هذه البنت تغيرت إلى حد غير متصور وعُرف السبب!!
مدمن مسلح
وقصة أخرى موثقة في جهة أمنية شخص مدمن جاء بسلاحه إلى محل إنترنت في المدينة القديمة بتعز وطلب خروج الجميع كي يسلب نقود صاحب المحل لكن أحدهم غادر ببطئ ولم يهرول فاستقرت رصاصة في رأسه من مسدس المدمن وهو موقوف الآن.
نباش قبور
الحكاية الثالثة شخص ومعه زميلين قام بعد دفنها بساعات من إخراج الفتاة المتوفاة من قبرها ويعتدي على الجثة جنسياً واكتشف قبل أن يعيدها كما كانت وضبط بالجرم المشهود وهو تحت تأثير المخدرات.
وهذه المرة في قرية وليس مدينة..
يموت الضمير والقيم
وهناك إحساس بأن كثير من الجرائم التي حصلت في الشارع وتحصل هنا وهناك إنما هي بتأثير المخدرات أياً كان نوعها، لأن متعاطي المخدرات ينتزع منها بفعل المخدر كل الأخلاقيات والقيم ويعطل لديه الإحساس بالواقع وقوانينه ويموت الضمير الذي هو الوازع الديني، ويصبح لحوحاً في طلبه وإصراره على تحقيق هدف بأي طريقة سواء كان هدفه مال أو إنهاء خصومة أو الحصول على أوصاف إيجابية.
استشارة الطبيب
الأسرة بما تنصحها؟
أن يكون لديها ثقافة صحية وتربية دينية للأبناء والابتعاد عن استشارة من هب ودب عن كيفية التخلص من الآلام كالصداع وما ينصح به الناس بعضهم عن أنواع من الدواء المسكن، اذهبوا إلى الطبيب فهو الأمين على صحتكم وهو المسئول، ونجد الناس لمجرد استشارة قد يأخذ حبة ضد الصداع وتفيده ثم يبتلع حبتين أو ثلاث دفعة فيموت دون قصد.. وقد يحصل أحدهم على مادة إدمانية تؤثر لأول مرة على ضربات القلب وعلى الأوعية الدموية وتؤدي إلى توقف قلبه دون سابق إنذار نتيجة عدم معرفته المادة مخدرة ولا تركيبها ولا خطورة زيادة الجرعة، ولو عندنا طب شرعي يعتمد على نتائج اختبار السموم في الجسم، ومختبر متخصص لعرفت مثل هذه الحالات، لكن أين المختبر هذا وقد يفقد إنسان حياته وهو عائل لأسرة بزيادة جرعة دواء أخذت عن جهل أو سوء توصيف فمن يتحمل المسئولية.. فالطب الشرعي عندنا في اليمن أولاً كادره محدود جداً ثانياً يبحث في أدوات القتل طعنات رصاص، ضرب بشيء ما، و وإلخ.
أما من ناحية السموم فحتى المشافي قد يموت مريض نتيجة سوء تصرف طبيب ولابد وسيلة لمواجهة ذلك، كما لابد أن يعان القضاء ليفصل في مثل هذه الحالات.
مسئولة وزارة الصحة
ما أهمية دور الإعلام في توضيح مخاطر الإدمان؟
في الحاضر مهام الإعلام كبيرة فيما يتصل بإخراج البلد من الأزمة ومن المهم جداً أن يعطي مساحة للقضايا والمشكلات الاجتماعية والصحية خاصة وعلى منظمات المجتمع المدني أن تبادر لإحداث أثر حقيقي في التوعية بحيث تجذب اهتمام الرأي العام وتؤثر على صناع القرار بما هم مشغولون عنه لكثرة الهموم والتحديات أما وزارة الصحة فعليها إيجاد مراكز علاج الإدمان والتوعية بمخاطر الإدمان، فلا مشافي ولا أقسام علاجية نفسية ولا متابعة لحالات إدمان.. زمالة المدمنين المجهولين التي أشهرناها في تعز موجودة في العالم منذ 1953م ونحن في عام 2013 لا شيء عندنا يواكب المنهج المعمول به في العالم كله.
تجارب مستفادة
أنتم كمجموعة متطوعون ماهي إمكاناتكم لمواجهة هدف كبير هو موضوع الإدمان؟
نحن بادرنا وأشهرنا تحت اسم زمالة المدمنين المجهولين، لأننا اطلعنا على تجارب الأخرين وليس هدفنا الربح وإنما نطالب الدولة بعمل ما يتعين عليها ويمكن لمن أراد دعم إنشاء واستمرار مركز أو مكتب لعلاج الإدمان أن يفعل كمساهمة مجتمعية مع الدولة وقد وجدنا تفاعل من السلطة المحلية في تعز ومن أستاذة متخصصين ومن الإعلام والناس العاديين خلال عملية الإشهار ونثمن تفهم ووعود مكتب الصحة ونريد خطوات عملية قريباً جداً.وبالنسبة للهيئة الإدارية للزمالة أعدينا خطط قصيرة المدى وبرنامج بعيد المدى يتضمن نزول ميداني للتوعية في المدارس والجامعات والتجمعات السكانية والمعسكرات وتشكيل لجان لتوضيح مشاكل الإدمان وما يؤدي إليه وكيف يعالج.. ثم خطة إنشاء مركز متخصص في علاج الإدمان يستعين بمتطوعين واستشاريين من الأكاديميين في علم الاجتماع وعلم النفس والإرشاد النفسي والباحثين النفسيين، مركز على أسس علمية.. ومن خططنا عمل دورات للأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين في المدارس وحتى المعلمين والمعلمات لأهمية دورهم في التربية والتثقيف..
ووجدنا تفاعل من مدير عام مكتب الثقافة بأن يسهم المكتب في التوعية والتثقيف من خلال بأن يسهم المكتب في التوعية والتثقيف من خلال أعمال مسرحية وفنية.
كلمة أخيرة؟
يجب تفاعل المجتمع ككل مواجهة المخدرات والإدمان وتفعيل قانون وتفعيل قانون الدواء وفرض مبدأ الثواب والعقاب لأن صرف الدواء خلافاً للقانون هو أكثر فتكاً بالناس من استخدام السلاح إذ يمكن تجنب حامل السلاح أما الدواء المشروط صرفه لا تستطيع تجنب أثاره المدمرة ولابد من الوعي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.