حاشى وكلا ان يتشبه المذهب الزيدي بالتطرف في مذهبهم ، لان التاريخ هو من يرصد الخطى والصواب في مسيرة الامم والمذهب الزيدي والشافعي عاشوا على مر الزمان بانسجام في ايقاع سيفونيه جميلة مع اختلاف ادواتها، فكثير من الشوافع تعلموا من الفقه الزيدي وايضا تعلم الزيدي من الفقه الشافعي فجميعهم محبين اهل البيت وجميعهم محبين صحابه رسول الله صلى الله عليه وسلم الى درجة التكامل المطلق بين الشافعي والزيدي ، فقد عاشوا في محبه ووئام الى درجة ان الاعتدال الزيدي يسمى سنة الشيعة كما يسمى شيعة السنة، هذا ما جعل كثير من الشعب اليمني لا يشعر بفوارق كما يوجد في بعض البلدان لأن هذا الاختلاف لا يفسد بينهما للود قضية ، الا هذا الزمان الحوثي منفذ الأجندة الفارسية بحذافيرها في نقل مدارس كربلاء والنجف إلى اليمن واجزم بإن حتى اجداده لم يكونوا يوما في تاريخهم ميالين الى هذا التطرف، والذي اصابه المكون الزيدي المحترم في مقتل في هذا المرحلة التاريخية فمن يعرف اليمن وتاريخها المذهبي زيدي كان او شافعي او صوفيه، يعلم بأن هذا الشعب لم يحدث في تاريخه اي خلاف على فتوى او صلاة او مسجد فجميع المساجد للأمة ، إذا ما تقدم اماما من احدى المذهبين اصطفت خلفه العابدين بمختلف اطيافهم ، فماذا حصل حتى يأتي الحوثي ليملي على اهل اليمن فتاوي ما انزل الله بها من سلطان، لماذا يقوم عبد الملك بتشويه هذا النسيج الاجتماعي ويكب درن الفرس على المكون الزيدي المحترم، هل بلغ الاستهتار بالأمة إلى هذه الدرجة الفجة من العبث لكي يحقق من اجله مصالح شخصية او مذهبية مقيتة لا تمت لأهل اليمن بصله، ماذا حدث لإخواننا الزيود ان يتركوا هذا المراهق ان يعبث ويشوه بمكانتهم التي يجلها ويحترمها كل الشعب ويحترم فيهم اهل العلم والفقه المشهود لهم بالورع والزهد والتدين الوسطي المتناغم في وسطيته مع بقية المذاهب الأخرى ، وهنا السؤال الموجه للحوثي وأهل الحل والعقد من المذهب الزيدي لماذا استهداف مكة بتحديد؟ هل نقول ما أشبه الليله بالبارحة، فقد تعرضت في زمن القرامطة للاحتلال والنهب والقتل بل سرقوا الحجر الاسود وركنوها في البحرين ، حتى تغلبوا عليهم العرب وعادوها الى موضعها وهذا الحدث التاريخي كان بإيعاز من المدرسة الفارسية عندما انشق حمدان القرمطي على المذهب الاثني عشري ، ولكن نحن نربى بالأخوة الزيود ان يتبعوا بقرامطة العراقوالبحرين فشتان بين الاثنين، الا ان العبث الحوثي قد اصاب اليمن شوافع قبل الزيدية بسحابه من الغبار ضاع فيها المذهبين في طوشه لجهل كثير من الامم بتاريخ الزيدية المعتدلة واخوتها من المذاهب الأخرى، العالم لا يرى الحوثي وقرامطته بل يرى ويسمع اسم اليمن يستهدف مكة وكأنكم تتركوا لهذا الطفل السياسي ان يعبث في سطور التاريخ الروحاني الذي يتفاخر به اهل اليمن لما لهم من مكانة في قلب الرسول، إلا أن استهداف الأماكن المقدسة له أجندة مكشوفة مصدرها ويذكرنا بقرامطة القرن الرابع الهجري الارهابي الذي استغل ضعف الدولة العباسية آنذاك، فقد حقدوا على مكة واهلها وكان لابد ان يقطعوا دابرها إلى الابد فهاجموها سنه317 هجرية وعاثوا فيها فسادا وقتلا ونهب ولم يتورعوا في اقتلاع الحجر الاسود من مكانها واخفوها في مقر امارتهم في هجر في البحرين، حيث بنى زعيمهم ابو طاهر الجنابي القرمطي بيتا عظيما ووضع فيه الحجر وامر الناس الى الحج اليه وتوعدهم بالويل ان لم يفعلوا، لكن دعوته لم تلق استجابة من المسلمين وأضطر بفعل ثورات متعددة قامت عليه الى رد الحجر الاسود الى مكة بعد مرور 22 عام من احتجازها، فعادت الى مكانها منارة للضياء والروحانية وخسئ الجنابي القرمطي واتباعه بعد ان تلاشى نفوذهم وأصبح طريق مكة سالكا للحجاج بالأمن والامان، الحوثيون المتطرفون كأنهم يريدوا ان يعيدوا عجلت التاريخ القرمطية البائسة لتشويه التاريخ اليمني الناصع البياض منذ عهد رسول البشرية و إلا لماذا استهداف مكة بذات!! ولو سلمنا جدلا بما يقولون إن الاستهداف كان لمطار عبد العزيز في جدة، أليس هذا المطار مهبط لزوار والمعتمرين، ألم يكن هناك مناطق ساخنة على الشريط الحدودي وقريبة منكم فماذا دهاكم ان ترسلوا صاروخكم بمئات الكيلو مترات، أليس هذا دليلا على أن في النفوس شيئا يضمر، وهذا الفعل المشين في زمن الفضائيات أخطر بكثير من زمن القرامطة لأن الخبر يصل إلى مئات اللغات المعتنقة الإسلام، وهل يا ترى لدى اهل اليمن جيش من المترجمين لهذه اللغات تقنعهم بأن الحوثي ومسيرته لا يمثل الزيدية وان كان منهم ولا شعب اليمن وان انحدر إليهم، أوقفوا هذا العبث حتى لا يتفشى هذا المرض الدخيل على صنعاء حتى لا تصل الى ما وصلت إليه بغداد من العويل واللطم.