تأملوا جليا الى واقع اليوم فبعد مؤتمر الحوار الذي حدث في صنعاء وفي إثناء إعداد مسودة دستور لما يسمونه يمن جديدا يعطي لأقاليم اليمن الجديد -المزمع إنشاؤها حسب الدستور الجديد الناتج عن الحوار- يعطيها نوع من التحرر والاستقلالية وامتلاك ثرواتها لنفسها. لكن عصابة صنعاء المنتشرة بين النسختين الانقلابية والشرعية في النظام اليمني لاتريد خروج ماتسيطر عليه من تحت أيديها. لنتأمل جليا في النسخة الانقلابية لنظام صنعاء ماذا فعلة وماهي ردة فعلها عندما احست بان الجنوب ستذهب من بين أيديه، أعد الخطة الجهنمية وتم تنفيذها على الطريقة الحوثية العفاشية المشتركة يرضى من الاصلاح وتسهيل بعدم المقاومة لهذه الخطة التي ستضمن له نوع من الشراكة المستقبلية في العملية السياسية - تتجلى في زيارة زعيم الاصلاح الى صعده ولقاءه بزعيم الحوثيين -في يمن مابعد الانقلاب. اجتاح عفاش وزبانيته الحوثة الجنوب بشكل هستيري يدعم قواته المتواجدة في الجنوب المحتل لكنها هذه المحاولة و تلك التعزيزات أفشلها شعب الجنوب الابي لامتلاكه مشروع تحرر واستقلال وبناء دولة سرعان ما أنصدم بأهداف التحالف العربي المساعد له في التغلب والانتصار على هذا التعزيز الاحتلالي و العدوان البربري البغيض. وكذلك في النسخة الشرعية لنظام الاحتلال اليمني برئاسة الرئيس هادي المغلوب على أمره والمحاط بعصابة صنعاء المتمثّلة في حزب الاصلاح والتي تسعى الى تحقيق ماعجزت عن تحقيقه النسخة الانقلابية وبشكل اخر وبواسطة الشرعية. بعد ان تم اغتيال محافظ عدن الشهيد الحي في قلوب ابناء الجنوب وقائد تحريرها اللواء جعفر محمد سعد بعد ان قرر هادي وبمشاورات لدول التحالف على رأسها الإمارات والتي استطاعت إقناع اللواء عيدروس الزبيدي قائد المقاومة الجنوبية بان يقبل بتحمل مسؤولية محافظة عدن مع القائد شلال شائع لتشكل ثنائي مرعب للقضاء على الاٍرهاب وتأمين العاصمة عدن وتنظيفها منه وهذا ما نجحا فعلا فيه. لكن مالم يكن في الحسبان هو إرادة نظام الاحتلال بنسخته الشرعية في هضم حقوق ابناء الجنوب - المحرر من الانقلابيين - وحرمانهم منها وتركيعهم برغم قبولهم بالبقاء في وحدة بشكل اخر مع العربية اليمنية تلبية واستجابة لتحقيق اهداف التحالف العربي. هاهو الواقع يُبين ان نظام صنعاء بنسخته الشرعي لايريد الوحدة مع الجنوب بل مايريدة هو ابقاء الجنوب تحت وصاية صنعاء وتحت الاحتلال حتى تنضب ثرواته وخيراته ومقدراته، اليوم يقف المواطن الجنوبي امام تحديات كبيرة جدا لم يعشها من قبل بعد ان سيطر الحراك الجنوبي على الارض ونالت المقاومة الجنوبية نصيبا من السلطة عليه خاف نظام الاحتلال بنسختيه الشرعية والانقلابية وشمر عن ساعديه للعمل بكل ما أوتي من قوة لكي يثبت فشل الحراك الجنوبي ومقاومته في إدارة بلدهم وأنهم لايصلحون لذلك باستخدام ابشع الوسائل لتعذيب الشعب الصابر. في النهاية يتعامل العالم معنا - كجنوبيين - على نفس النظام السابق قبل الوحدة المشؤمة والذي أدخلنا في دوامة من العداء مع الجميع في ممارسة غبية للسياسة من رجال تحكمهم العواطف على مصالح الشعب. حان الوقت لإدراك مايمكن إدراكه والاستعداد بهيكلة جديدة تستطيع إدارة الجنوب دولة مستقلة بكفاءات جنوبية في قيادة المؤسسات الخدمية وإدارتها لتلبية احتياجات المواطن الجنوبي وتحقيق الهدف لكافة ابناء الجنوب . ادعوا الجميع من قادة مقاومة جنوبية وحراك ومنظمات مجتمع مدني الى ان يعوا هذه المرحلة ومعطياتها والوقوف جنبا مع المحافظين الخبجي وعيدروس الزبيدي والمحافظين الآخرين للمحافظات الجنوبية والمؤمنين باستقلال الجنوب وتحريره والاستعداد لتحمل المسؤولية الكاملة لاستقبال الدولة الجنوبية القادمة وإعلان الاستقلال. الثورة مستمرة حتى إعلان الاستقلال الرحمة للشهداء الجنوبيون الإبرار والشفاء العاجل للجرحى وفك الله أسر أسرانا الميامين