من منا لم يشاهد ذلك العمل العظيم ، ومن منا لم يشاهد رأفت الهجان ، من منا لم يشاهد ذلك الدور الذي قام به الفنان الراحل محمود عبدالعزيز ، و جسّد من خلاله شخصية العميل رقم 313 والذي تم تجنيده من قبل جهاز المخابرات المصرية و إرساله إلى إسرائيل عام 1956 م في خطة محكمة رسمها محسن ممتاز . كان الساحر بطلاً لهذا المسلسل أو العمل الوطني في أجزاءه الثلاثة بالرغم من الأسماء التي كانت حاضرة معه إلا أنه كان نجماً مميزاً ، و قام بتمثيل الدور بشكل لافت حيث أتقن فيه كافة التفاصيل صغيرها وكبيرها كبعض المفردات العبرية التي كان يرددها ، والحس الأمني الذي كان يلازمه طيلة أيامه داخل إسرائيل أو في سفره إلى أوروبا من أجل اللقاءات السرية مع جهاز المخابرات المصري ، ناهيك عن المحاكاة التي سار عليها ، و كأنه عاش ما يحدث حقيقةً على أرض الواقع حتى خُيَّل للبعض أن محمود عبدالعزيز رحمه الله كان ذلك الرجل حقيقةً !
ربما لو تم إسناد الدور إلى فنان آخر غير الراحل محمود عبدالعزيز لما نجح و تألق كما فعل الساحر ذلك . استطاع محمود عبدالعزيز بفضل موهبته و ذكائه المتقد أن يتألق و يتقن تلك الشخصية ذات المسميات المتعددة ومنها ديفيد شارل سمحون .
ذاع صيت مسلسل رأفت الهجان في الساحة المصرية و العربية كنوع جديد من الدراما في ثمانينيات القرن الماضي ، وهي في الأصل ملحمة و طنية تروي وقائع فصل هام من تاريخ المخابرات المصرية و الصراع مع إسرائيل في ذلك الوقت ، وقد سيطر العمل على عقل الملايين من المحيط إلى الخليج ، وأثار جدلاً طويلاً حتى قيل أن وقت عرض المسلسل على شاشات التلفاز كانت الشوارع خاليةً تماماً من الناس!
رحم الله تعالى الفنان محمود عبد العزيز و غفر له . إنا لله و إنا إليه راجعون ،،