إذا ما صدقت الأنباء القائلة أن الزميل ياسر العواضي رفض المنصب المسند إليه في حكومة التحالف الحوثي الحفاشي، وهو منصب وزير التخطيط والتعاون الدولي، فأعتقد أنه محق في رفضه هذا. رفض ياسر العواضي لمنصبه ليس رفضا للحرب أو لاحتلال البيضاء من قبل الحوثيين وتحويلهم مشائخ البيضاء المعروفين بميلهم إلى الحرية وبكبريائهم وشراستهم في مواجهة الباطل، تحويلهم إلى مجرد أتباع لسيد مران، بل هو رفضٌ يقوم على شعور ياسر العواضي بأن كل ما قدمه لعفاش من خدمات طوال ما يقارب عقدين، بلغت ذروتها عندما تمنى أن تبتر يده أو تقطع رجله بدلا من عفاش عندما تعرض لمحاولة الاغتيال في حادثة مسجد النهدين الشهيرة، أقول أن رفضه يقوم على شعوره بأن كل هذه الخدمات وهذا الإخلاص لم يلاقيا المكافأة اللائقة، وشخصيا أشعر أن الزميل ياسر على حق، فمكانته الاجتماعية كواحد من أكبر مشائخ أهل عواض في البيضاء، وابن شهيد ممن استشهدوا حبا في الزعيم صالح، وكشخص حسم موقفه مبكرا في الانحياز إلى صالح وأسرته بعد تسوية الخلاف معهم على حصته في شركة (Y) ثم يساويه صالح مع طلال عقلان أو جليدان أو الزبيري الذين ظهروا بالأمس القريب أو يفضل عليه شخص طارئ مثل جلال الرويشان الذي لم يمض على ظهوره أربع سنوات ليعينه نائبا لرئيس الوزراء ناهيك عن حبتور نفسه الذي ظل حتى مارس 2015 مؤيدا للرئيس هادي وبمجرد انتقاله إلى معسكر المخلوع يصير رئيسا على ياسر العواضي. أعرف ياسر العواضي الذي قد لا تكون لديه شهادة تخصصية عليا في التخطيط ولا في التعاون الدولي، ولأن الحكومة التي شكلها هذا التحالف لا تحتاج إلى شهادات فوزير التعليم العالي شيخ سابق ووزير التربية والتعليم شخص متوسط التعليم ووزير الاتصالات وتقنية المعلومات شيخ قبيلة فما الذي ينقص ياسر العواضي ليكون رئيسا للوزراء أو على الأقل نائبا لرئيس الوزراء؟ سيعتكف الزميل ياسر العواضي، وسيعاند لفترة معينة لكنه في الأخير سيحصل على ترضيه تعويضية بصيغة أخرى ربما بعيدا عن المناصب والتعيينات لكنها ستكون أثمن وأغلى وذات عائد مالي أفضل من المنصب الوزاري، بيد أن عودته إلى حضن حكومة ما سمي ب"الإنقاذ" قد لا يعني بالضرورة رضاه عن وضعه لكن استمرار الحرب ومواصلة اختلال ميزان القوى سيضمن له جني مكاسب قادمة حتى ولو بقيت البيضاء ومنها مناطق أهل العواضي ترفض الانقلاب وتقاومه وتدفع الثمن عاليا من دماء وأرواح واستقرار ومستقبل أبنائها.