مرداس يسألني مساء الخير يا وضاح كيف الحال بعد الانتصار ؟ فكان ردي باختصار : أعيش لحظات عصيبة في فضاء الأمل الممتد ما بين التطلع والنكوص ما أثقل الوقت الضرير حين يتمطى بصلبه فاغراً فاه التثاؤب وسط ضباب الانتظار *** مخاض تتمخض حبيبة قلبي المضني ولحظات عصيبة تحتدم في كل ذرة من كياني وتعتري فكري الهواجس وتداهمني الهموم *** أهيم في الليل البهيم وبين الهواجس والتوجس في متاهات الظنون يتعرج الأمل المضرج حافيا على شظايا من قوارير الأماني متربصا ريب المنون *** *** ووسط متاهات الظنون سؤال حائر يا زماني ينتصب بين العيون هل يسفر الصبح علينا بالبشارة ؟ وأسمع الصوت الحنون مبروك يا صنو الشهيد حبيبتك ترزق بمولود جديد *** حبيبتي سميتها أم البنين ولا بنين من عام من خمسين عام حبيبتي تحمل في الأحشاء جنين ونزيفها نزيف حاد وبين آلام المخاض حبيبتي ترعد فرائصها على مولودها القادم تخاف عليه من أم الصروم ومن العوانس خوفها من أن يبدلن الوليد *** ( 2 ) طال انتظارك يا ( وليد )
طال انتظار القادم الموعود والفجر الجديد وفي غضون الانتظار الحلم يشرق من بعيد والشوق شعلة من قصيد والهم يشعل أمنياتي فيض من حب وقبضة من شجون فأرتحل فوق الظنون كأنني طيفاً رمادياً يحلق على جناح الريب يمضي في سديم من التكهن فوق وديان الأسى فلا يرى إلا الحطام على الحطام *** فيعود مكسور الجناح وتعود نوبات الشجون على فراش الهم يستلقي تؤرقه الدقائق والثواني يترقب الوقت الضرير على جدار الانتظار **** من عام من خمسين عام تتراكم الأخطار فوق ركامي المنهار تتوكأ على جنبي الضعيف وتزيدني في جرحي النازف نزيف ومن خريف إلى خريف إعصار بعد إعصار يحصد زرعنا قبل الحصاد يا رب لطفك يا لطيف *** من عام من خمسين عام أشكي الرفاق من الرفاق وأهل النفاق من النفاق وما فطن أهل الشقاق و النفاق ولا سألهم سائلُ وكل رحلات التوغل تنطلق وقت المحاق وما بين نزوة طائشُ وبين لحظة انتحار تعرجت قوافل الترحال ما بين المقابر والدمار *** من عام من خمسين عام اليوم واقف لا إطارُ يحتويني ولا نطاق وبين المراوغ والرواق أبث أحزاني واشكي حيلتي للانكسار و متاهة الأسفار تمضي بي وراء ذاك السراب *** أبث أحزاني فما ودعت أقماري التي كانت تنير ظلمة الليل البهيم
*** ومرجل الأشواق يضرم في فؤادي نار مشتاق إلى ذاك التراب إلى تراب الوطن الغالي الذي تأوي إليه أمنياتي كل ليلة من منافي الاغتراب
*** ومسك الختام عليك أطلق أمنياتي يا فضاءات الجنوب أيا خيول الشوق يا حادي الشروق رغم المرارات التي تقص في الأعماق لي حدس الفراسة في صباحات الغد الموعود تتوحد رؤانا وثًم تتضافر مواكبنا على الإطلاق تتعاضد سواعدنا وينتصر الجنوب