يبدوا ان الاحداث متسارعة وفي تسابق مع الزمن اقليميا ودوليا، ففي وقت تحاول روسيا الابقاء والتمسك بخيوط اللعبة في المنطقة وخصوصا في الملف السوري بعد الاحداث الأخيرة في حلب والتي قلبت المعادلة في مجريات الامور، وعشيت انعقاد القمه الثلاثية في العاصمة الروسية موسكو بين وزراء دفاع(روسيا ،تركيا ،ايران) اغتيل امس السفير الروسي في تركيا ورغم هذا الحدث الكبير الا ان اللقاء لم يلغى او يؤجل بل سارع الطرفين التركي والروسي الى التأكيد ان الهدف من الحادث هو تعكير صفوا العلاقة وابقاء الحرب مستمرة في سوريا بل ذهب رئيس بلدية اسطنبول الى ابعد من هذا بالقول ان مقتل السفير الروسي وقبله اسقاط الطائرة الروسية بالحدود التركية السورية هو من اعمال وبقايا الانقلاب الفاشل في تركيا ومن يقف خلفهم وهي اشاره واضحه الى الإدارة الأمريكية التي مازالت ترفض الى الان تسليم المتهم الاول بالانقلاب المقيم في امريكا. وفي اعتقادي ان امريكا لن تسمح لروسيا ان تنفرد بالحل بالقضية السورية مالم تكن هي واطراف اقليمه ودوليه مشاركة وراضية ولو بالحد الادناء للتوافق وهذا ماتعيه روسيا من خلال التمسك بتركياوايران باعتبار ان كلا من الدولتين لهم تأثيرهما الفاعل والمؤثر على الاطراف المعنية بالحل في سوريا وان الحسم الذي حصل في حلب ما كان ان له ان يحصل لو ما تراضي روسي امريكي وهذا ما ضهر من خلال نصائح متكررة وجهها جون كيري وزير الخارجية الامريكي للمعارضة المسلحة في حلب بالخروج الامن من حلب بعد كل لقاء له بلافروف وزير الخارجية الروسي من هذا كله يتضح مدى التفاهم والتنسيق احيانا والصراع على التقاسم والنفوذ احيانا اخرى اي بمعنا اخر ان الترابط الحاصل اليوم بين الاطراف المتصارعة بالمنطقة كانت اقليميه او دوليه وادواتها توكد بما لايدع مجالا لشك ان الحل لن يكون الا عام وشامل يرضي كل الاطراف او بمعنا ادق الحل للزمه في اليمنوسوريا مثلا لايمكن الا ان يكون في وقت واحد لارضاء الجميع،اذا نحن في انتظار جوله قادمه من التفاوض والحوار بين القوى المتصارعة في اليمن لان الحل لن يكون في النهاية الا سياسي. -وعلى ضوء اجتماع اليوم في موسكوا وهو الاخر ماكان له ان يتم لو لا انحنا روسيا امام الضغوط الدولي الإعلامية والدعوات المتكررة لعقد اجتماعات لمجلس الامن الدولي والتهديد بعقد جلسه طارئه للجمعية العامة للأمم المتحدة وخروج المسيرات امام السفارات الروسية في معظم الجدول الغربية كل هذا وغيرها من الضغوط انحنت روسيا امام العاصفة التي لم تكن اغتيال السفير الروسي في تركيا امس الا واحده من الضغوط -اذا لقاء اليوم في موسكوا وما سوف يعقبه من لقاء في كازخستان بين روسياوايرانوتركيا ومشاركة النظام السوري والمعارضة التي تجمع بين الأخوة الاعداء بعد خراب مالطا توكد اننا عدنا الى المربع الاول الخلاصة ان الحل : اما حل شامل وعادل ومرضي للكل واما حرب مستمرة وانا ارجح الاحتمال الاول باعتبار ان الظروف قد نضجت وان الجميع قد انهك .