الجنوب قطع مسافات غير متوقعه للتحالف العربي ، لقد خانت التحالف حساباته على الأرض ، ابتسمت احد مذيعات الحدث بعد طلعات الجو مباشرة في مارس 2015م وصرخت : ( كل شيء انتهى مش معقول فين الجيش اليمني !!!! ) ، العربية والحدث ومن تسير على نهجها تنقل ضحيا كثير من البلدان وقهر الشعوب وتطلعاتهم ولم تنقل يوما ضحايا الجنوب وعظيم التنكيل الحاصل لهذا الشعب منذ زمن ، بل لم تكلف نفسيها لنقل احتفاليه واحده للجنوبيين حتى تعكس الواقع الحقيقي لعمق ألازمه الحقيقية على الأرض ، وهذه ألازمه ستبقى دوامتها تعصف بالكثير . في غزو اليمن للجنوب عام 94م المخلوع صالح عين هادي وزيرا للدفاع بعد أربعة أيام من خطاب الرئيس علي سالم البيض الذي أعلن فيه فك الارتباط عن الجمهورية اليمنية في21مايو 1994م ، تعيين هادي غير المعركة بصوره جذريه على الأرض و أشعل المعارك في كل جبهات الجنوب ، هيثم قاسم وزير الدفاع السابق اضعف الجنوب عندما صرح على قناة عدن أثناءالحرب بهذه الكلمات وهي : نحن اقدر على حماية عدن بأنفسنا ولسنا بحاجه للفارين إلى صنعاء قبل 90م ، وعندما أعلنت بريطانيا أثناء الحرب أن عدن خط احمر بداء إعلام حرب صنعاء يحدث العالم أن عدن أصبحت تحت مرماه ولم يتبقى منها سوى كيلومترات بسيطة ، نعم عدن بعد ذلك سقطت في قبضة صالح ولكن بعد صمود أربك صنعاء وحتى اللحظة أزمة صنعاء وتداعياتها تنطلق من عدن والجنوب .
عندما لم يتبقى من عدن إلا بضع كيلو مترات كان المخلوع صالح يعجل على هادي اقتحام عدن وبسرعة قصوى إلا أن هادي رفض واخبر صالح أن الأهم إسقاط حضرموت أولا وإبقاء عدن تحت الحصار وبرر ذلك كون سيادة الرئيس البيض في المكلا وحول البيض قيادات ودعم سعودي وإماراتي وإذا أسقطنا عدن أولا قد يعلن من المكلا البيض إن حضرموت دوله مستقلة وستزداد الأمور تعقيدا وتخلط الأوراق على الطاولة ، هذا منطق هادي الذي اقتنع به صالح ، وفعلا سقطت حضرموت وتلاها مباشرة في اليوم التالي إسقاط عدن ، لقد مشوا جميعا في عدنوحضرموت وفي الجنوب كله على جراحات و الم وبكاء الشعب .
لم يكن صالح رئيسا لي يوما ما ولم يكن أيضا هادي كذلك ولم أزاحم من اجل فوز بن شملان وضحكت حتى البكاء من هزلية مسرحية ابن قحطان الشعبي ، صالح وأنصار الله غير مرحب بهم في الجنوب ، وزادت من الطين بله غرس شعار الصرخة في ( المعلا دكه) عند غزوهم عدن ، القوي تعزز قوته فتكا امتلاكه أدوات قتال جيده ، وإن ضخت أدوات القتال الفتاكة للضعيف سيضل ضعيفا مهانا ، لذا الجنوبيين اقويا بعدالة قضيتهم ورفضهم الضيم والأذى وعندما يكون ذلك على أرضهم فحدث ولا حرج . في 21مايو 2009م كان يوم مأساوي لي ، كنت احد المشاركين في ذكرى فك الارتباط ال 15 في ساحة الهاشمي ، منصور المارمي ذو 18 ربيعا سقط على بعد أمتار بسيطة مني لقد أطلق النار على رأسه باحترافية قناص ، منصور المارمي تم قتله والسبب انه حمل علم الجنوب فوق رأسه ، القناص اعتلى فندق مرتفع يطل على الساحة وكانت صورة المخلوع صالح كبيره جداً وتكاد تغطي ربع ارتفاع الفندق ، لا أثر اليوم لكل صور صالح ولا للقناصين والجيل الذي ينحدر منه الشهيد باذن الله منصور المارمي رفعوا علم الجنوب وثبتوه على كل النواصي وإنزاله اليوم في عدن إما وانه علو عسكري أو توجيه سياسي الأمر هذا سيؤدي إلى كارثة قادمة للمقاومة الجديدة في ارض الجنوب والكاسب الوحيد من ذلك أعداء الكل .
في احد المدن الروسية فقط وصل قريبا ما يعادل 30 طالب للدراسة الجامعية والتخصصات الأكاديمية من أنصار الله ، أنصار الله يتعلمون ويرتقون بمؤهلاتهم الأكاديمية وهم في عمق ألازمه والحرب والدمار لقد سبقهم في ذلك المؤتمريين وكثير من أخوان اليمن سابقا وأهلوا أفرادهم وهيئوهم للسيطرة على كل مفاصل البلاد ، وفي الجنوب المناطق تتقاتل اليوم على حصتها من العسكر ويتناثر أشلاء أبناءها وهم في عمر الزهور في الجبهات أو التفجيرات المفخخة وعلى كل رأس يواري جثمانه الطاهر الثرى تحصل كل أسره على بضع الآلاف من الريالات وقد تصل مليون ريال يمني ، الحرب ستنتهي وستوضع الاسلحه وسيبرز صراع جديد تكون فيه الغلبة للعلم والكفاءة العلمية في تسيير السياسة والثروة .
كل الأفعال التي ترتكب في الجنوب بالسلاح والدهاء السياسي والتآمر على قضيته ونضال شعبه ودماء شهداءه لن يؤسس إلى أي نوع من الاستقرار في مداه القريب والبعيد للداخل والمنطقة ولن تكفي خزانة الرياض وان تم ضخها للحرب في اليمن من اجل صناعة الاستقرار العام أذا جانب الحل العدل لان جناحي الشرعية حملت الوهم للجنوب والبلاء لليمن .