كلمة جميلة تدخل البهجة والسرور والفرح وتنعش النفوس وتحيي الآمال وتقوي العزائم وتشد الأزر وتعطي دافعية للمضي قدما . لا يعرف بطعم النصر إلا من كان مظلوما مقهورا ضعيفا ذاق مرارة الذل والهوان . فتحمل وصبر وكظم غيظه لظروف خارجة عن إرادته كما كان حال شعب الجنوب . وما أن لاح له بارق النصر حتى هب نافضا من مأسي السنين العجاف . إن للنصر شهدا لا يطعم حلاوته إلى من كابد الآلام وأدملته الجراح وصبر نفسه العزيزة على هوان قلت الحيلة وضعف الحال . النصر ينسيك عظم التضحية وحرقة الجراح وفقدان الأبطال الذي لولا دمائهم ونخوتهم ما تحقق نصر بعد توفيق الله . النصر حسرة وعلقم وندامة وخزي وركس ونكوس وهوان وذل يتجرعه من شرب من زعاف كأس حنظل الهزيمة . تلك هي الأيام يداولها الواحد القهار بين عباده . تجبر أيه المتجبر على الضعفاء دهرا فلا بد ما تأن يوما كما أنوا . تجبرت على المساكين وبطشك بالضعفاء وذليت عزيزا وهنت كريما . فلا تحسبنا الدهر لك سرمديا . فذق من نصرهم اليوم حقارة من احتقرت . وطأطأ راسك بعد الشموخ . فقد جمع لك من الهوان شرابا لا يستساق شربه فتجرعه كما جرعت منه غيرك . كذا من صعر وجوه الناس يصعر الناس وجهه . فلا تأمن الوقت يا ذا فأن الزمن أقلب إيدك . فسبحان من دار بكأس المرارة لمن لم يحمد أنعمه . من حقنا نفرح . من حقنا نكتب ونمدح ونشيد بنصرنا . من حقنا نباهي ونفاخر بأبطالنا . فتبا لمن يحقر نصرنا . وتبا لمن حاول أن يزرع بيننا الخذلان . تبا ... ثم تبا لمن شكك بأن يحقق بواسلنا نصرا . تبا لكل من حاول أن يستقل دم الشهيد البطل عمر الصبيحي ليبث سمه فينا بإصطناع الشبهات في قصص الغدر والخيانة بمقتله ورفاقه الأبطال . أن دم الشهيد كان لنا دافع بأن نمضي بخطواته المأثورة إلى النصر المبين . لاح في أفقكم سواد الهزيمة حينما رأيتم سباع البوادي تثير رمال الصحراء مكره . فحاولتم بإعلامكم تفتيت عظمنا وثني عزيمتنا . فأرقينا ثعبانكم ففقد زعاف سمه . ومحقنا مكركم بصمودنا . وكان الله خير الماكرين ،،،