الى كلمة الخير والعدل والمحبة والانصاف كلمة ننبذ كل مابيننا من خصام وتشاجر وتناحر واقتتال.. كلمة تجمعنا معا بروابط الأخوة وصلات القربى والجوار والوطن الواحد .. كلمة يوحدنا فيها الدين والعقيدة والملة والقبلة والنبي العربي صلى الله عليه وسلم ... الى كلمة سواء .. فهي الجامعة والشاملة لكل الصفات والافعال الحميدة والاخلاق الحسنة الفاضلة ... فإن تنازعنا في شيء فنرده الى الله والى الرسول والشرع الذي لاينافي كل السلوك و العادات الطيبة من صفات الكمال والجمال والتراحم والتكافل والتعاون و نصرة المظلوم والأخذ بيد الظالم وردعه وزجره وتأديبه وأخذ القصاص عليه .. و الوقوف ضد كل أشكال والوان الظلم والعدوان والبهتان وأخذ أموال الناس بغير الحق ..او الوقوف مع الباطل حتى يظن ان الباطل على حق والحق باطلا .. وقد قال تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى ولاتعاونوا على الإثم والعدوان ) .. كلمة سواء.. تشمل النوايا الحسنة .. الأهداف السامية ..التطلعات بأمل وتفاؤل الى المستقبل الذي بدأ بنوره وضيائه يتشعشع من بين ركام الايام ودياجير الظلام . . أخلاص النية لله .. لتصلح بها المدن والقرى والارياف وكل الاوطان .. إخلاص العمل بصفاء النية تكون نجاحاتنا في كل مساعينا وما نطمح اليه من غد مشرق واعد يجد فيه المواطن الضعيف قبل القوي لقمة عيشه وأمنه واستقراره ومستقبله .. " تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم " هي الدعوة وجسر العبور نحو كل الأمم في مشارق الأرض ومغاربها لنتخاطب بها معهم لنرسي عدالة السماء على الارض ..عدالة المحبة ..والرحمة ..والإنسانية .. وهي نفس السياق التي خاطب بها رسولنا الكريم تلك الأمم في زمانه ..(يا أهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم) .. ولتظل وستبقي هذه الآية نداء حيا وصالحا على مر الأزمان والعصور ليست مقتصرة على أمة معينة او قبيلة او طائفة من البشر .. و سيظل هذا النداء يجوب الآفاق والأقطار ومن دولة الى اخرى و مع الشعوب المختلفة بين بعضها البعض .. او حتى بين الشعب الواحد المتناحر المتقاتل او الذي عصفت به المحن والفتن والبؤس والتخلف والهلاك والدمار كما هو الحاصل داخل بلادنا وفي البلدان المجاورة .. فهل نحن اليوم وفي اطار شعوبنا العربية بحاجة الى رفع مثل هذا النداء ونتفق على كلمة سواء ؟ بل ما احوجنا نحن و في داخل بلاد اليمن وجنوبه وفي حضرموت ان نتنادى جميعا لتلبية مثل هذا النداء وتلك الدعوة ؟ تعالوا لنتفق .. لنتصالح .. لنتعاون ولنكف آيادينا وآسلحتنا في آستخدامها ضد بعضنا البعض ؟ بل وعلى المستوى الخاص فهل نحن في حضرموت نستطيع ان نستمع او ننصاع الى مثل هكذا دعوة ..و الى كلمة سواء بيننا البين ؟ وهي الكلمة التي ستعود بنا الى الألفة والمحبة .. ولأن شجرة المحبة تنتج لنا ثمار النجاح في العمل والثراء في الانتاج .. والبركة في الرزق وفي الأرض .. و بها يهنأ الإنسان ..وتعمر الارض و الأوطان .. تعالوا الى كلمة سواء .. في التخاطب .. والأرتقاء بمستوى التعامل . ولتسمو بنا الأخلاق ..كما قال الشاعر : وانما الأمم بالاخلاق مابقيت فانهمو ذهبت اخلاقهم ذهبوا .. وربنا عز وجل وصف نبيه الكريم بقوله (وإنك لعلى خلق عظيم ) .. لنعود الى حب الناس .. وحب الوطن .. ونحن في حضرموت ما أحوجنا اليوم الى ذلك .. ولنترك جانبا التعصب والتحزب والتمترس خلف أحزاب او عصابات او شلل او جماعات دينية متطرفة او غير دينية لأننا شعب معروف بتدينه الوسطي المعتدل ونشر هذا الدين في ارجاء المعمورة .. كلمة سواء بيننا البين لنحيي ونسقي بها القلوب قبل ان نسقي بها الاشجار لتزرع الثمار .. ولنعمر بها ارضنا ونستفيد من بحارنا وأجواؤنا... وهكذا نحن في حضرموت .. لابد علينا ان نعود ونتقبل " تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم "..