تعلمنا في المدارس ما قاله الفقهاء أن النية تسبق العمل والنية الحسنه دائما تسبق العمل الطيب, كما أن النية السيئة كذلك تسبق العمل السيئ "إنما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى"، كما قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. نعم كذلك ينطبق الحال على وضعنا كيمنيين نحاول الاقتراب من بعضنا دائما بالنوايا الحسنه كلما استطعنا إلى ذلك سبيلا. ولكن من خلال كل التجارب التي اعتبرت مراحل ومنعطفات إستراتيجية في حياة اليمنيين فقد سبقت تكوين هذه المراحل النيات الحسنه ولما اخذ المخلصون يترجمون هذه النيات على ارض الواقع اعترضتهم الكثير من العوائق والصعاب. البعض منها ترجمه المحللون إلى عدم الوعي والإدراك في عامة الشعب والبعض الآخر ذهب إلى العقبات والمصاعب والضنون السيئة التي كان ينصبها فريق النيات السيئة في طريق النيات الحسنه لإفشالها على مر التاريخ كناتج طبيعي بين صراع الخير والشر بين بني البشر .. لما كان العالم بأسره تتجاذبه صراع القطبين والحرب الباردة بين المعسكر الشرقي والمعسكر الغربي في القرن الماضي كانت اليمن أيضا ضمن موجات الشد والجذب العنيفة لكلا القوتين الأمر الذي أربك النيات الحسنه إرباكا مزق الرؤى ألوطنيه الحسنه وخضعها إلى أجندة الصراع الدولي عقود من الزمن.. النيات الحسنه ظلت كالنواة الثمينة لشجرة طيبة يجب ان تحيا أصلها ثابت وفرعها في السماء سرعان ما حاول اليمنيون غرسها على الأرض اليمنية في غفلة من صراع الأقوياء يوم تفككت قواهم وصار العالم يحتكم إلى نظرية المنتصر الذي سمى نفسه (القطب الواحد). يسأل سائل اليوم: ماذا تبقى لليمنيين من أعذار حتى توقفت النيات الحسنه من العمل في بلادهم؟ ما الذي يملى عليهم من تجاذبات أخرى بعد؟ لماذا يمزقون أجسادهم من جديد!! حتى ان أصحاب النيات السيئة بات صوتهم يعلوا على كل الأصوات !!.. دعونا هنا نقف على حافة النهر نستريح قليلا استراحة محارب وقد توقفت الحرب الشرسة في صعده قبل أيام دعونا أيضا نتدارك النيات الحسنه التي أوقفت الحرب ونستمع إليها ونترجمها إلى واقع ملموس حتى لا تشتعل هذه الحرب للمرة السادسة .. دعونا أيضا نتجنب إشعال حرب جديدة في الجنوب وقد بات الحراك الجنوبي يقلق الأوضاع السياسية والاقتصادية والتنموية وصارت النيات السيئة تمسك العصا وترسم خطوط ألفرقه على الأرض من جديد وتشيع الكراهية في النفوس. لا شك أن النيات الحسنه لم يطفئ نورها ولم يجف زيتها بعد, ولاشك أيضا أن هناك قبولا واسعا لازال قائما مرحبا بأصحاب النيات الحسنه لطرح ما عندهم كلما لاحت بوادرهم في الأفق ولاحت بوراقهم البيضاء نحو الديار اليمنية تلوح بالسلام وتنشر شراع ألمحبه والوئام .. دعونا نلتقط الأنفاس ونهدى الأعصاب ونلتمس الطريق نحو ألسكينه والأمن والأمان, دعونا نقول للمهجرين عودوا إلى دياركم، دعونا نقول للاجئين عودوا إلى بلادكم، دعونا نقول لآبائنا وقادتنا الفارين منا عودوا إلينا نحن لاشى بدونكم. دعونا نقول للمعتقلين لم يعد لاعتقالكم اى معنى ارجعوا إلى أطفالكم وأعمالكم معززين مكرمين. دعونا نقول لكل الأطياف السياسية اليمنية تعالوا إلى كلمة سوى بيننا وبينكم، دعونا نقول لأصحاب النيات السيئة كفاكم تمزيقا وتفتيتا لهذا الوطن، دعونا نقول للمتنفذين كفاكم غطرسة واملاءات على مقدراتنا كفاكم فسادا على أموالنا كفاكم عبثا بأمننا، كفاكم تشكيكا بإخلاصنا ووطنيتنا، سنحتكم وإياكم غدا إلى مؤسسات قضائية وقانونيه سنعيد لها هيبتها وقوتها واستقلاليتها من دونكم كفاكم تلاعب بها. دعونا نقول لأولادنا لا خوف عليكم اليوم اذهبوا إلى مدارسكم وتعلموا واجتهدوا واعلموا ان الفضل والمراتب العليا لأصحاب الكفاءات العليا وان عهد المحسوبية وشراء الشهادات وتزوير النتائج بات من الماضي الذي سالت من اجل تغييره الدماء الغزيرة والدموع والأحزان الطويلة. دعونا نقول لشعبنا هلم إلى البناء والأعمار كفاكم هدم وكفاكم دمار، دعونا نقول لمحكمة الجنايات الدولية ابعدوا اليمن عن نواياكم السيئة فاليمنيون قادرون على ترتيب أوضاعهم من غير تدخلاتكم الملتوية. [email protected]