سألت أحد الرافضين لعودة الطلاب إلى مدارسهم وإلى جامعاتهم عن الفائدة التي ستتحقق بتعطيل المدارس والجامعات فلم يجد جواباً سوى الضغط على السلطة ، هكذا قال وهو طالب لم يتبق له سوى فصل دراسي واحد ليتخرج لكنه قرر أن يعطل عقله ويؤمن بما يقوله أهل السياسة والحسابات الخاصة، ولعل ما حدث في 18سبتمبر 2011م وما سبقه من مظاهرات اجتاحت كليات جامعة صنعاء رافضه لاستئناف الدراسة كان الهدف منه الإجهاز على آخر فرصة يمكن من خلالها تجنب خسارة وضياع عام دراسي على مئات الألوف من الطلاب والطالبات. توقعت يوم 17/9/2011م بأن يحدث شيء يؤدي إلى إغلاق جامعة صنعاء وتعطيل العام الجامعي ,ووصل بي الأمر إلى عدم استبعاد تفجير الموقف عسكرياً من أجل ذلك وهو مايندرج في حسابات شخصية وسياسية بحتة ولو على حساب الطلاب الذين لاخيار أمامهم سوى الدراسة والتعليم ,حيث لامشائخ يدعمونهم ولافرقة أولى مدرع تعسكرهم ولا من يدفع لهم مقابل بقائهم, في الساحات والشوارع.. ومن المؤسف حقاً أن تنتصر فكرة تعطيل المدارس والجامعات الواقعة في نطاق معين لخدمة هدف سياسي وتذهب آمال عشاق العلم والدراسة أدراج الرياح. الذين قرروا اغلاق الجامعة وتعطيل الدراسة فيها وفي بعض المدارس ليسوا متضررين من اغلاقها لأن ابناءهم وأقاربهم المقربين لايدرسون فيها ولهم بدائل تغنيهم عنها في حال الاحتياج إليها, ولذلك قرروا قرارهم فأطاعهم البعض على جهل وسوء تقدير أو اشتراك في الهدف. اليوم لسان حال مئات الألوف من الطلاب يقول: كانت لنا جامعة وكانت لنا مدارس وسقى الله ذاك الزمن ورعاه ,حيث لاشيء يعكر صفو قاعات الدراسة ولاسلاسل ولا مغالق تغلق الأبواب ولا(متارس) تغلق الشوارع والطرقات المؤدية إلى الجامعات والمدارس.. اليوم كلما قلنا هدأت الأمور واقتربت ساعة الحلول يتعالى صوت الرصاص والقذائف والمقذوفات من كل نوع ليذكرنا بأن أبواب الحلول السلمية مازالت موصدة وأن خيارات الحرب والدمار هي القائمة وأن النوايا السيئة لم تدع للنوايا الحسنة باباً مفتوحاً.. وها أنا الآن وفي لحظات كتابة هذه السطور أسمع أصوات انفجارات وقذائف مختلفة تصل إلى مسامعي لتغلق باب الأمل الذي كنت أفكر به لأختم به هذا الموضوع لأقول بأن فكرة التعليم والدراسة سوف تنتصر في خاتم المطاف, وأن العقول سوف تهدي اصحابها لأن يقرروا القرار السليم ليقفوا مع مصالح الطلاب ومع قدسية طلب العلم الفريضة على كل مسلم. الأصوات القادمة أجهزت على الأمل وخلقت عندي حالة من التشاؤم غير مسبوقة وطغت فكرة أن الأمور قد خرجت عن السيطرة وأن الشياطين قد انتصروا لفكرة الحرب والدمار وتجاوزوا مرحلة السلم والسلام وعقدوا النوايا على إدخال البلد في نفق الصراع المسلح والمظلم , وثمة وثائق تؤكد ذلك وهاهي أصوات الحرب تقترب أكثر وأكثر ودوي الانفجارات يقترب أكثر وكلما اقتربت تهرب الحمام وتحل البومات والغربان ناعقة بالشر ومتغنية بالخراب, وكلما تكاثرت أصوات الحرب نقول: على العلم والتعليم والمدارس والجامعات السلام وعلى البلد بكله ونسأل الله السلامة للجميع.