اليوم يفترض ان يبدأ العام الجامعي في الجامعات الحكومية وفي مقدمتها جامعة صنعاء، ونأمل أن يكون درس الشهور الماضية قد اتضح للجميع وخطورته على مستقبل الأجيال قد اتضحت أيضاً،لأن ما يحدث يتنافى بالمطلق مع المسئولية ومع المنطق والعقل، عندما تُستهدف العملية التعليمية ويُستهدف مستقبل عشرات بل مئات الألوف من الطلاب والطالبات لمبررات سياسية وان ارتدت لباساً غير ذلك للتغطية على حقيقة مبرراتها وأهدافها. في الأشهر الماضية ومنذ بدء الأزمة السياسية الراهنة جرت عسكرة جامعة صنعاء وتحولت معظم إن لم نقل كل الكليات إلى ثكنات عسكرية للفرقة الأولى مدرع وميليشيات حزبية أخرى وهو ما يعد سابقة خطيرة لم يشهد لها تاريخ الخلافات السياسية وربما العسكرية مثيلاً. من المؤسف حقاً ان تتعطل العقول في هذه الأزمة أو يجري تعطيلها بقصد وتتجه الأحزاب السياسية نحو استخدام المنشآت التعليمية في خلافاتها مع السلطة ومن أجل الضغط على المجتمع للقبول بآرائها ومواقفها وبقوة السلاح هذه المرة إذ أننا نرى بأن جامعة صنعاء تحديداً قد جرى تعطيل الدراسة فيها بقوة المدرعات العسكرية وتمت سيطرة العسكر على بواباتها ومداخلها وعلى المباني والساحات وبذلك تحولت الأجواء إلى أجواء عسكرية وحربية وتلاشت المناخات الدراسية واختفت. هذا المشهد الذي يحدث في جامعة صنعاء وفي المدارس الواقعة في دائرة الفرقة الأولى مدرع ما كان له ان يحدث لو حضر الوعي السياسي والأخلاقي عند الجميع وعند الأحزاب السياسية التي يفترض ان ترفض عسكرة الأزمة وعسكرة الحياة اليومية وعسكرة الجامعات على نحو غير مسبوق، لكن هذا الأمر يثبت للجميع بأن الأحزاب السياسية والكثير من المعتصمين لم يعد لهم القدرة على إبداء الرأي في قضية من هذا النوع لأن حزب الإخوان المسلمين وجناحه العسكري المدرع وجناحه القبلي المتخلف يقفون خلف هذا الوضع وقد تحولت بقية الأحزاب والشباب إلى واجهات ومطايا لأصحاب النفوذ القبلي والديني والعسكري في حزب الإصلاح..نحن اليوم أمام اختبار حقيقي لنرى هل سينتصر الطلاب لمستقبلهم الذي يراد له ان يذهب قرباناً لمصالح البعض وهل سيدرك المجتمع اليمني خطورة استهداف العملية التعليمية وعسكرة المدارس والجامعات واستهداف مستقبل الطلاب والطالبات بمختلف المراحل؟ اليوم سوف تُقرع أجراس الخطر ولعلها قد أصدرت أصواتها منذرة بذلك منذ بداية الأزمة ومنذ بدء اجتياح المدارس والجامعة والاحياء المجاورة لها عسكرياً من قبل الجناح العسكري المسلح لحزب الأزمة السياسية الراهنة (الإصلاح). قد يتفهم المراقبون مقاطعة الأحزاب السياسية للانتخابات حين تكون لهم وجهة نظر تجاهها في وقت من الأوقات ولكن كيف نفهم حكاية مقاطعة الدراسة ومنع التعليم بالقوة من قبل بعض الأحزاب واستخدام العملية التعليمية التي هي حق لكل الناس سواء كانوا ضمن أحزاب أم غير متحزبين وهؤلاء هم الأكثر عدداً فبأي حق يُمنع مئات الألوف من الطلاب والطالبات في المدارس والجامعات من حقهم في التعليم ؟ هذا الوضع يجب ان يُقرأ بشكل جيد وسليم ليدرك الجميع توجهات وأهداف أصحاب فكرة تعطيل التعليم بالصورة التي شهدناها في الأزمة الراهنة. ختاماً: على كل طالب وطالبة وعلى أولياء أمورهم والجميع بأسره بأن يدافع عن حقوقه وعن مستقبله ولا يصمت في مواجهة هذا الخطر الكبير الذي يهدد مستقبل الأجيال وحياة الناس..