تمر الأيام و السنين و يبقى شكيب جمن حاضراً كل لحظات حياتي.. كل لوحة أرسمها، كل لحظة فرح أو حزن أحياها أتشاركها باللاوعي معه! أول أقلام لمستها أناملي كانت أقلامه، أول لحن طربت له أذناي كان صوت كمانه، أول كلمة تشجيع سمعتها في حياتي كانت من لسانه! مات أبي مبكراً و سرعان ماصار أباً لي و كل أخوتي، تخرجت أنا و أخي الأصغر عارف من كلية الفنان شكيب جمن الفنان الشامل، تفوقنا على الأستاذ في الرسم و الموسيقى .. ربما ، لكننا لم نتفوق عليه في إحساسه! مازال أمامي أنا و أخي عارف طويل وقت لنكتشف سر ذلك الرجل العبقري و مصدر ذلك الإحساس الفريد في ريشته و كمانه! إفتقاد أخي شكيب ليس إفتقاداً للأب أو الأخ أو الملهم .. إنه إفتقاد للروح و الحياة و معاني جميلة سادت ثم بادت من حياتنا، إنه إفتقاد لشكيب .. باختصار! نم قرير العين أبا أحمد فقد رحلت و صار العالم بعدك مكاناً يتوارى فيه الإحساس الجميل بالقبيح و اختلطت علينا الأمور، لعل عالمك هناك أكثر وضوحاً و نقاءاً مما يصير بنا اليوم! أحبك يا أخي و أبي و سأظل أحبك و أفتقد وجودك في حياتي ما حييت!.