إهداء الى : طاقمي عدن لايف وصحيفة الايام , واحمد الربيزي , ماهر باوزير , رائد الجحافي , وجميع الاعلاميين الجنوبيين الشرفاء قبل الولوج في الموضوع يبرز سؤال , هل يوجد اعلام جنوبي ؟ اي هل يوجد مايمكن ان نطلق عليه اعلام جنوبي مكتمل الاركان ضمن عمل مؤسسي , لديه خطاب واضح وخطط واهداف وسياسة إعلامية تتوافق مع اهداف القضية الجنوبية والحراك الجنوبي ويعتمد على مرجعيات سياسية وإعلامية .. في الحقيقة يصعب الجزم بذلك , لأن مااصطلح على تسميته ( اعلام جنوبي ) هو مجرد محاولات فرديه وجماعية قام بها اعلاميون وناشطون جنوبيون من اجل ابراز القضية الجنوبية , وقد كانت تلك المحاولات احدى العوامل لخروج حركة الاحتجاج الجنوبية الى الشارع في 7/7/2007م وبروز الحراك الجنوبي كقوة تعبر عن شعب الجنوب وقضيته بعد ان كانت تعتمل بين اوساط الجنوبيون حبيسة المجالس واللقاءات الضيقة .. ولعل الدور الذي لعبته صحيفة الايام في ابراز القضية الجنوبية على صفحاتها من خلال مقالات العديد من الكُتاب ونشر اخبار النشاطات الجنوبية اسهم في كسر حاجز الخوف ومحاولة ترتيب الصفوف والخروج الى الشارع , ونتيجة لهذا الدور التي لعبته صحيفة الايام كصحيفة واسعة الانتشار وكمؤسسة إعلامية عريقة كان لابد من اخراس هذا المنبر الجنوبي وتحقق ذلك في 2009م , وقبل اغلاق الايام ظهرت قناة عدن الفضائية لتبث ارسالها من لندن وبجهود شخصية وإمكانيات متواضعة لتحدث قفزة نوعية في الاعلام الجنوبي ادهشت واربكت النظام وسعى الى اغلاقها بشتى الوسائل , وقد تحقق له ذلك لفترة بسيطة ثم عاودت البث , ومع صحيفة الايام الورقية وقناة عدن الفضائية ( الذي صار اسمها لاحقاً عدن لايف ) وبعض المواقع الالكترونية الجنوبية , بدأت بذور اعلام جنوبي تتضح ملامحه , يعمل باتساق وان كان بدون تنسيق مسبق , ويثبت انه ند قوي في مواجهة آلة اعلام النظام الحاكم المدعوم من السلطة والمسخرة له الاموال وجيش من الإعلاميين وتتعاون معه أجهزة الدولة المدنية والأمنية , ورغم عدم التكافؤ بين الاعلامين الا ان الاعلام الجنوبي رغم شحة الامكانيات كان ند وصوت قوي في وجه اعلام النظام وشكل ازعاجاً وفضح كل اساليب الخداع والتضليل التي يمارسها النظام وإعلامه , والذي سعى الى اخراس المنابر الجنوبية وتمثل ذلك في إغلاق صحيفة الايام ومحاولات اغلاق قناة عدن لايف وتهكير بعض المواقع الالكترونية الجنوبية .. وكما قلت مسبقاً ان الاعلام الجنوبي هو محاولات فردية وجماعية ويفتقد الى العمل المؤسسي المنظم , فقد سهل ذلك اختراقه ايضاً ودس البعض المرتبطين بالنظام , واستخدام الإغراءات مع بعض ضعفاء النفوس وشرائهم بالمال ووعدهم بالمناصب ,, منذ اشتداد قوة عود الحراك الجنوبي وبدأ الاعلام الجنوبي على وشك التبلور والتوحد , ظهرت العديد من المواقع الالكترونية والصحف الورقية تتدعي التعبير عن القضية الجنوبية ومعظمها تحمل تسميات جنوبية ( وعدن اخذت النصيب الاكبر من هذه التسميات ) وهي في حقيقتها مدعومة من النظام الحاكم ومرتبطة بأجهزتة الامنية , تلعب دور مرسوم لها , كما برز من يسمون انفسهم اعلاميين وناشطين جنوبيين يظهرون في القنوات الفضائية كمحللين سياسيين وناشطين , يكتبوا في تلك المواقع ويشاركوا في الفعاليات الجنوبية , اتضح فيما بعد انهم مجرد ادوات في ايادي النظام السابق والحالي , اخذوا نصيبهم من الاموال وحصل البعض منهم على تعيينات في مناصب لم يحلموا بها , كانت الخطوة الاولى التقرب من اصحاب النفوذ ومن لديهم القرار , لتشكل القضية الجنوبية بالنسبة لهم مجرد نفق عبور نحو ذلك .. ان السبب الرئيسي لهذه الاختراقات هو عدم وجود عمل مؤسسي للاعلام الجنوبي , ولن يكون هناك اعلام جنوبي حقيقي الا اذا تم توحيد الجهود المبعثرة في آطار إعلامي واحد يعتمد العمل المؤسسي مرتبط بكيان سياسي جنوبي لديه رؤية سياسية وبرامج واهداف , يعتمد في نشاطه الاعلامي على مؤسسة اعلامية بادواتها المقرؤة والمرئية والمسموعة يديرها نخبة من الكوادر الجنوبية الموثوق بهم ..