العالم يتغير الأحداث تتسارع وموازين القوى تتبدل لم يعد لقب الزعيم كافي ليوقف القدر المحتوم الذي ينتظر الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي لم يقبل ان يكون رئيس سابق فبعد تدخلات مستمرة من خلال إدارته للدولة العميقة قاد انقلاب مكتمل الأركان وهو ما يريد ان يقول للعالم اجمع انه لم يكن له أي دور فيه ثقة عمياء في الكذب وثقة عمياء في ان العالم ساذج وغبي ليصدقه وثقة عمياء دفعت صالح لينصب نفسه زعيم وأن كان خارج الرئاسة فالرجل أصيب بزهيمر السلطة والنفوذ لم يعد يستطع العيش دون مواكب وحفاوة وجماهير يهتف فيها وتهتف باسمه ومجده
من لا شيء ظهر صالح وحكم فكانت اليمن في ضل حكمه تدار بقانون الغاب والشحاتة دولة الجهل واللصوص والرشاوي والمحسوبية والقبيلة والثأر والصراعات والمكائد والإخفاء القسري والتعذيب والاغتيالات والجماعات المصنوعة لأجل ابتزاز الداخل والخارج ولزيادة الدعم وتطوير للشحاتة الخارجية دون احتساب لأمن المواطن أو حرمة الدماء
أكثر من 30 عام لم يعد يتذكر صالح نفسه كم قتل فيها وكم تسبب في قتل الكثير وتدمير الكثير تخونه ذاكرته بالتأكيد فهو منشغل بالمزيد يركض خلف السراب والأطماع والجشع التي لن تقوده إلا إلى نهاية مؤلمة
خرجت ثورتي فبراير وثورة الجنوب لا زال الرجل يكابر يحاول جاهد ان يستولي على الوهم دون اكتراث بالحقائق والمتغيرات وأخيرا يسلم السلطة أو قطعة القماش فقط وهو يبتسم قائلا لا يهم التوقيع المهم النوايا وسنريكم عمل المعارضة ويقصد الكيد والشر
لم يستفد صالح من الحصانة كان أمامه ان يختم حياته ومسيرته بتقديم شيء لهذه البلد الأرض والإنسان ليس من خلال إرجاع المال ولا الإسهام في تعميرها وأمنها وإنما في ان يكفيها شره بعد أكثر من 30 سنة من الجحيم
هنا نستذكر الحديث الشريف ((" إن الله ليملي للظالم فإذا أخذهُ لم يفلتهُ )) وكأن الحصانة كانت غير عادلة فها هو صالح يهدمها بنفسه ويقول بكل صراحة انتهت الاتفاقية الخليجية فيعتقد صالح انه منتصر من خلال المغالطات والشعارات الرنانة وحديثه عن جلافة وبطولة اليمنيين وسيادة اليمن وغير ذلك فكل هذا أدرك الجميع أنها اسطوانة مشروخة فلقد مل اليمنيين صراعاته وأطماعه وإستغفاله واستحقاره لعقولهم
أشعل صالح الحرب ورغم ان بيده إنهائها إلا انه يأبى إلا ان يسير إلى عدالة القدر المحتوم فبعد مغامرته المجنونة كان ولا يزال عقبة أمام جهود السلام الذي يريده ان يكون سلام انتصار له ولأطماعه وهو ما لن يكن أبدا وها نحن نرى أبطال القوات المسلحة والمقاومة يتقدمون في كل الجبهات بعد ان حطموا أسطورته العسكرية وميليشياته التي أوجدها وأنشأها من خيرات هذا البلد وها هي تحترق ويحترق معها المغرر بهم في سبيل سلطته وسلطة سيد الكهف
قريباً سنسمع الأخبار المتداولة تحمل هذه العناوين دخول صنعاء وحملة اعتقالات واختفاء صالح وهروب معاونيه والسلطات ترصد مكافئات ثم ستنطوي قصة رجل جسد الشر بعينه في اليمن أما باعتقاله أو قتله أو انتحاره أو اختفائه للأبد كلغز الكثير أمثاله فلن تبقى له قوة ولا نفوذ لا سياسي ولا عسكري ولا اجتماعي وقبلي فالانتصار غير التسويات السياسية فلن نرى إلا قانون الاجتثاث والمحاسبة والمعاقبة وبتصفيق نفس المصفقين له الآن
ان معركة اليوم لن تنتهي كما يريدها صالح أبدا ولكن صالح باستطاعته ان ينهيها على عكس ما نريده نحن فينهي هذه الحرب ويتراجع عن حماقاته ويذهب ليعيش ما تبقى له بين أسرته في مكان آمن هذه النهاية لن يختارها صالح الذي يقال انه داهية فيما هو وخلال مسيرته يسير بغباء نحو الكوارث والنهايات المدمرة .