من قال أنها تأخرت؟ الحامل تضع مولودها في الشهر التاسع ونحن بعد ما زلنا في الشهر الثامن لثورة اليمن، اقتربت ساعة الولادة، ولادة النصر، وكما يخاف الجميع في الاسرة على حياة الأم ووليدها يخاف كل أبناء اليمن على ثورتهم وجنينها الذي طال إنتظاره لكنهم لم يتعبوا، هم على أمل كبير بأن مولودهم الخير كله، وثورتهم ما كذبت عليهم لإنهم قد صدقوها بكل شيئ. حينما دعتهم لبّاها كل حر في الوطن كان في السهل أوفي الجبل كان في البر أو في البحر كان في الريف أو في الحضر، انطلق سيل اليمانيون ذاك السيل نفسه الذي تدفق على بلاد العالم حاملا راية الاسلام يملأ به الافآق يدك بها عروش الجبابرة من الروم والفرس والقبط والبربر والترك حتى تعلو راية لا اله الا الله محمد رسول الله، اليوم نفس الساعد الذي حمل الراية يحملها اليوم لكن على أرباب الظلام يدق بها باب الرئاسة يطرق بها آذان طالما تعمدت أن لاتسمع صوت المظاليم وفي المقابل تشنف آذانها بصوت الظالمين. اليوم نحن لم نعد بحاجة لأن يسمعوا أصواتنا أو يلبوا مطالبنا، اليوم نقتلع النبتة الخبيثة من أرض السعيدة، اليوم نقطع جذور الشر كله ونغسل تراب الوطن بدماء الشهداء الزكيه. اليوم نقص أفلام الرعب التي أنتجها الظلام لنغني كلنا لليمن أوبريت النصر القادم بإذن الله. يا أحرار اليمن ويا اصحاب الحضارة الاولى في العالم (سبأ) هنيئا لكم المولود القادم حاملاً معه كل أحلامكم، اشفقوا على الثورة الأم ودعوها فإنها مأمورة ومتى كان أمر الله تعالى فستضع مولودها ولن تخذلكم أبدا لأنكم قدمتم الغالي من كل شيئ ولا عطشت الا ورويتموها من دمائكم الطاهرة ولا أنّت الاكنتم البلسم الشافي الذي جبر الجروح. حان الوقت ليودع طائر البوم المزرعة حان لغربان الفساد أن تبحث عن الجيف بعيدا عنا لترقص حولها رقصة العرنجل. لا مكان في سمائنا إلا للحمام وأسراب النسور وافراخ البلابل. أيها التاريخ جدّد صلاتك بنا وأحمل كتابك الذي وضعته جانبا على الرف وأكتب بكل لغات العالم أنا يمني، هنا أرضي هنا القادم الجديد ولن يرده أحد بأذن الله، ليس بعد الليل الا فجر مجد يتسامى، يرتفع، يحلق، ونمضي بثورتنا بأقل الخسائر وبأعظم المكاسب. وداعا لموكب الشحاته الذي كان يقودنا فيه علي صالح حان الوقت لتستعيد صنعاء اسمها في عالم الصناعة الذي سميت به لكثرة الصناعة فيها، جاء اليوم الذي تُخرج تهامه خيرها للناس فتطعمهم الى يوم القيامة كما كان يقال من قبل. إننا نجدد العهد على أن نمضي في المسير مهما زُرعت في من الالغام فلن يثنينا أحد. اقترب موعد الحصاد ولم يبق الا أن يبزغ الفجر على يوم جديد لا نرى فيه صالح ولا أولاده الذين طمعوا في وراثتنا كقطعان الماشية.
انتهت اللعبة يا أحمد وزلك الخيار في أمر واحد لا غير التسليم أو الاستسلام، فإن كانت الاولى فقد ترى خيرها عليك وإن كانت الاخرى فالويل لك من سوء المصير.