يشنفون سماعهم ارتباطاً بإذاعة صنعاء دون غيرها قبيل الأذان لمغرب كل يوم رمضان.. هكذا هو حال الريفيين رجالاً ونساءً، متتبعين تلاوة الشيخ المقرئ القريطي بصوته المميز المرتبط بإذاعة صنعاء طوال شهر رمضان المبارك كما هو حال زميله المرحوم المقرئ محمد حسين عامر الذي لا يزال صوته متلألئاً عبر الإذاعة نفسها مع قرب صلاة الفجر كميزة أضفت نكهة وحلاوة خاصة لا تقارن ترسخت في الأذهان وتعمقت في الوجدان لدى سكان الريف.. ومع أفق الغروب لنهار يوم رمضاني يوشك الإعلان إيذاناً بلحظات موعد الإفطار، يعترض بعض الشباب الارتباط بأذان إذاعة صنعاء لإعلان إفطارهم مطالبين الالتزام للإفطار تزامناً مع الأذان من إذاعة تعز. كبار السن رجالاً ونساءً يرفضون ذلك ويلتزمون لموعد الإفطار حين يسمعون الأذان بصوت المؤذن القاضي محمد بن محمد الأكوع من إذاعة صنعاء. الأمر الذي يلفت الانتباه هنا أن صوت المقرئ القريطي والمؤذن الأكوع قد ترسخا في أذهان العامة من الناس في الأرياف.. وصار الكثير منهم يشتاقوم أكثر لسماعهما خصوصاً في شهر رمضان معتبرين ذلك جزءا لا يتجزأ من سمات رمضان في الريف وكأن لا طعم للحظات الرمضانية قبيل الإفطار إلا بصوتي المقرئ القريطي والمؤذن الأكوع المنقول عبر إذاعة صنعاء من الجامع الكبير في مدينة صنعاء، وفي حال انتهاء القريطي من قراءة القرآن وبدء لحظات موعد الأذان إيذاناً بموعد الإفطار.. يعلو صوت الأطفال في القرية وبجوار المسجد والمنازل لإخبار الناس بموعد الإفطار وينادون بصوت جماعي.. القريطي كمل قرآنه والأكوع حان أذانه وأيضاً: القريطي كمل.. كمل والأكوع أذن.. أذن في إشارة منهم لتأكيد موعد الإفطار لكل سكان القرية وإخبار من لم يكن لديه مذياع أو ساعة تحدد الوقت آنذاك.