كل المعارك بين الشرعية والانقلاب خلال السنتين الجارية هي معارك داخل السياق اليمني بمعنى أخر داخل إطار الجمهورية اليمنية وبين فرقاء الجمهورية ذاتهم حتى وان كانت بدعم خارجي . باستثناء حرب الساحل من ذباب جنوبا الى الحديدة شمالا فهي حرب أتت من خارج سياق الجمهورية اليمنية ..
يتوحد قرار فرقاء الجمهورية اليمنية تجاه حرب الساحل رغم معاركهم مع بعضهم في مأرب والجوف وتعز وبيحان . يقود هيثم قاسم معركة الساحل وهو الجنرال الجنوبي الجديد الذي أتى من خارج إطار الصراع القطبي بين الشرعية والانقلاب . يدرك قطبي الصراع اليمني ان منافس أخر وجديد دخل المعركة بمشروع يهدد أطماع وأهداف ونفوذ هذين القطبين (محسن وعفاش) ... يدركون جيدا مدى ارتباط هيثم بالإمارات ويدركون أيضا ان الإمارات ليست تلك الدولة المولودة حديثا بقدر ماهي وكيل جديد للانجليز في الساحل الجنوبي لليمن ومن هذا الأمر تستمد الإمارات وهيثم قاسم قوتهما على ارض المعركة أولا وعالقرار السياسي الخارجي ثانيا .
يبذل الجيش الجنوبي (المقاومة الممزوجة بضباط وأفراد من الجيش الجنوبي) جهد شاق ومضني لفرض سيطرة حقيقة على أهم ممر دولي (باب المندب) وعلى الساحل الأهم والذي يعد كشريان أساسي تستمد منه صنعاء الشرعية والانقلابية قوتهما. السيطرة التامة على هذه الجغرافيا المهمة هو من سيعزز قوة عدن (حلم الدولة الجنوبية ) ويفرضها كطرف وشريك أساسي على طاولة التفاوض من اجل إنهاء الحرب (وفرض خارطة سياسية جديدة في اليمن)
علي عبدالله صالح وعلى مر كل هذه السنين يقدم نفسه للعالم كقوة وحيدة في اليمن ولايمكن للعالم الاعتماد على غيرة في تأمين أهم ممر مائي عالمي يربط بين قارتين وبين الشرق والغرب .
لكن هذه الحرب أنتجت قوة جديدة تمتلك خبرة قتالية عالية مدعومة من الانجليز عبر دولة الإمارات وتتمثل في مجموعة من الكتائب يقودهم رجل متمرس في ميادين المعارك وذكاء جدا ويعول عليه الانجليز كثيرا وهو هيثم قاسم طاهر وزير دفاع سابق للجمهورية اليمنية .
ولهذا في اعتقادي ستطول معركة الساحل ولن تنتهي خلال الأيام القليلة كما يعتقد الكثيرين ...كونها معركة مفصلية بين كتائب محدودة من الجنوبيين (الجيش الجنوبي ) وبين قطبي الصراع اليمني بشقية الشرعي والانقلابي.