ربما باستطاعتنا القول بأن شعب الجنوب بفضل الله ثم بتضحياته وشهدائه وبدعم دول التحالف العربي قد تمكن من طرد الاحتلال من معظم الارض الجنوبية. ..وإذا كان هذا بلا شك يبعث الفرحة والسرور إلا أنه في الوقت ذاته يحز في النفس القول بان الاحتلال طرد من معظم جغرافية الجنوب لكنه لازال متمترسا وبقوة في عقولنا وحياتنا. . فالاحتلال ولما يزيد عن عقدين لم يكتف باستعباد الشعب والسيطرة على أرضه ومقدراته وثرواته وحسب بل كرس جهوده للقضاء على كل القيم والأخلاق والعادات والمورثات الاسلامية والحضارية المعنوية والمادية لشعب الجنوب وحرص. ايما حرص على بث سمومه وآفاته وفساده وانحلالاته..التي تسرب منها الكثير الى اوساط شعبنا رغم مقاومته العظيمة للمحتل وآفاته. .وهذا ما نلاحظه في انحراف الكثير من تصرفاتنا وتشوهه بعض مفاهيمنا وتصوراتنا.. وطرق تفكيرنا وتفسخ وفساد الكثير من مبادئنا ومعاملاتنا.,, وهنا علينا أن ندرك حقيقة ملخصها ببساطة أننا طردنا عفاش وبقت الدحبشة! كيف لا!!ونحن نجد الاحتلال. شاخصا بفساده وقبحه اينما ذهبنا ونظرنا.. في الإدارات وفي توزيع الإغاثة الغذائية والطبية وفي بوابات وعمل بعض لجان صرف المرتبات وفي قرارات التعيينات والترقيات القائمة على المجاملات والقرابة والوساطة بل وحتى الرشوة على حساب الكفاءة والخبرات. .ونجده في إهانة وتجويع المتقاعدين وتهميش المقاومين وإبقاء دوام الفاسدين وتدوير انتاجهم. .وفي تضليل وكذب وسائل الإعلام واحتكار المشتقات والسلع بل وفي العصبوية والتبعية القائمة عليها الكثير مما يسمى بالأجهزة الأمنية والعسكرية. .وكذا في انتشار البلطجة ونقاط الجبايات والتقطع ظف على ذلك السحل والقتل خارج المحاكم والمؤسسات الدستورية., .وفي ..وفي. أكثر من مكان. سنجد شبح الاحتلال شاخصا في وجوهنا .. وخلاصة القول اننا اذا كنا قمنا بثورة لطرد التواجد العسكري من ارضنا فإننا بحاجة لثورات وثورات لاقتلاع الاحتلال والدحبشة من نفوسنا وواقعنا...