ان مدينة لودر الواقعة غرب محافظة أبين الجنوبية تشكل منطقة تماس حدودية مع محافظة البيضاء الشمالية بمنطقتي عوين ومكيراس التابعة لمركز مدينة لودر وترتبط بها عبر سلسلة جبلية معبدة لعقبة (ثرة) التي تتميز عملية صعودها او هبوطها باجتياز (55) منعطف جبلي .. وبما ان هذه المدينةالأبينية الباسلة (لودر) قد عانة كثيرا في الماضي والحاضر من رحى المعارك التي تشنها القوات الشمالية من ذلك المنفذ الحدودي لسيطرة على العاصمة الجنوبية عدن, ففي حرب صيف العام 1994 بين الجنوب والشمال شنت ألوية الشمالية هجوما بربريا بهبوطها من عقبة ثره و اجتاحت مدينة لودر حتى التحمت بلواء العمالقة الشمالي في العاصمة زنجبار ومنها تجاوزوا دوفس حتى وصلة القوات الشمالية الى العاصمة عدن في السابع من يوليو وحتلال الجنوب بالقوة العسكرية.. ولم تكن تلك الحرب الأخيرة للقوات الشمالية على لودر من عقبة ثرة بل تكرر المشهد في مطلع شهر ابريل من العام 2015 حينما شنت قوات الحوثي والمخلوع حربها الانقلابية على الشرعية الدستورية للرئيس الجنوبي (هادي ) و هاجمة مدينة لودر بكل انواع الأسلحة الثقيلة ودمروا كل شي جميل فيها حتى وصلت العاصمة زنجبار ومنها كان الانطلاق للقوات الشمالية المتمردة نحو العاصمة عدن واحتلال خورمكسر وكرتير والمعلا والتواهي من بوابة عقبة ثرة,, حتى جاء النصر المؤزر للمقاومة الجنوبية المسنودة من قوات التحالف بالنصر العظيم الذي طهر الاراضي الجنوبية من تلك الجحافل الشمالية.. وطالما ان مدينة لودر لم تسلم من دمار القوات الشمالية في المرتين السابقة من عقبة ثرة " فإنها اليوم واقعة بين مطرقة جماعات انصار الشرعية المنتمية للقاعدة التي تنصب نقاط تفتيش على مداخل ومخارج مدينة لودر وتحصارها,, بينما سندان قوات الحوثي والمخلوع تشن هجوما غاشم لاحتلال مدينة لودر بهبوطها من عقبة ثرة,, واصبحت لودر بين سندان قوات الحوثي ومطرقة جماعات القاعدة ,, اما كان لمطرقة القاعدة ان تدق سندان قوات الحوثي في عقبة ثرة بدلا من حصارها لمدينة لودر السنية ومنع تعزيزات لصد هجوم الحوثيين فان تلك المطرقة لتلك الجماعات خرجت عن نهجها الديني وأوضحت معالم تحركها بأنها سياسية ذات صلة بزعماء الشمال الذين يديرون حربهم على شعب الجنوب بغطاء الروافض وجماعات الارهاب