قد يكون خطاب الشخص أو تصريحاته أو حديثه وكلامه هو معيار لمقياس العفوية أو الشيطنة إذا تمت المقارنة مع الواقع الذي يكون متناقض مع ذلك الخطاب أو متناقض معه ، ولعل المقارنة بين خطابات الرئيس هادي والرئيس السابق علي عبدالله صالح ينتج أن هادي يتسم بالعفوية مخاطبة وتعامل بعكس صالح الذي يتصف بالشيطنة في خطاباته وتعامله . الرئيس هادي يتكلم للصحفي والإعلام والمسئول والشعب ببساطة وسلاسة وبراءة وواقعية وشفافية مطلقة دون تكلف أو تعمد للخطابات الرنانة التي يحمل فيها تنفيذ عدة أهداف خفية ، وليس هناك تناقض مع الواقع الذي يثبت عكسية ذلك الخطاب سواءً في الوقت نفسه أو بعد مرور فترة من الزمن ، وأيضا يتعامل بعفوية مع الجميع سواءً الأعداء أو الأصدقاء ، فتعامله منذ توليه الرئاسة مع الأحزاب والشخصيات والجماعات بمن فيها حتى الحوثي وصالح كان بعفوية تامة ، ولعل الموقف الذي أراد به الرئيس هادي أن يصلح بين علي محسن الأحمر وعلي عبدالله صالح بعد صلاة العيد في جامع الصالح خير دليل على التوجه العفوي لدى الرجل ، ولعلي أتذكر ذلك اليوم ان احد الشخصيات السياسية الكبيرة قال : أن حسن نية هادي ونقاء سريرته وطيبة قلبه جعلته يسعى للصلح بين محسن وصالح ، دون أن يعلم أن اتفاق صالح ومحسن يحمل بعد سياسي معناه التوحد على محاربة هادي مستقبلاً ، خاصة وان الرجلين تجمعهما علاقة مناطقية وماضي يؤكد على توحدهم ضد غيرهم. صالح ينفذ اغلب أهدافه السياسية عبر خطاباته وتصريحاته ، فقد استطاع عبر الخطاب أن يغالط الجميع ويلعب عليهم ويدغدغ المشاعر ويقلب الحقائق ويلعب دور الثعلب المكار . لعب صالح على عامة الشعب ، وعلى كبار المثقفين والناشطين والسياسيين وقيادات الدول الشقيقة والصديقة ، حتى العلماء استطاع صالح التغلب عليهم وإحراقهم أمام العامة من خلال اجتماعه ببعض منهم ورفعه للقرآن الكريم وهو يقول حكمنا كتاب الله الذي استخدمه للظهور الإعلامي وتنفيذ هدف سياسي وهو في الحقيقة بعيد كل البعد عن كتاب الله وسنة رسوله ، وعلى اثر ذلك استطاع صالح أن يحرق كبار الرموز الدينية في اليمن وأبطال تأثيرهم الكبير وخلق ضدهم استياء شعبي واسع أنتج عن قيام حملات إعلامية تقذفهم وتسبهم وتشتمهم وتلعنهم . الواقع الذي يأتي بعد فترة من الزمن هو من يفضح شيطنة خطابات صالح ، ومن أمثلة ذلك أن الرجل قال مراراً انه ترك السلطة من اجل اليمن عندما تنازل عنها ولكنه في الحقيقة خرب اليمن من اجل العودة إلى السلطة . قال بعد تلقيه العلاج بسبب حادثة جامع النهدين وعودته من الرياض انه يحمل غصن السلام ، ولكنه أتضح انه يحمل الحقد والإفك والانتقام . صرح مراراً وتكراراً انه يقف مع الرئيس هادي ويدعمه في كل المجالات ، ولكنه الحقيقة أظهرت انه أكثر من يبغض ويحقد عليه ويحاربه في كل المجالات . كان يقول لكل من جاءه بعد تنحيه عن الرئاسة انه سلم السلطة من اجل حقن الدماء التي كان لا ينام ولا يهدأ له بال خوفاً عليها وهو رئيس لليمن ، ولكنه ظهر بأنه مجرم حرب وأصبح السبب الكبير في دماء كل اليمنيين التي سالت . قال وقال وقال .... ولكنه عكس كل ما يقول . هادي بتعامله العفوي أراد الصلح بين محسن وصالح ، ولكن صالح بتعامله الشيطاني ما أراد الصلح بين احد ، إنما كان يتعامل بسياسة التفريخ وتشجيع طرف ضد طرف ، فلقد استطاع تفريخ الكثير من الاحزاب ، وقام بتفريخ أبناء الجنوب واستخدام بعضهم ضد بعض ، وفرخ قبيلة حاشد وبكيل حتى استطاع أن يصل إلى تفريخ أبناء عبدالله بن حسين الأحمر وتشجيع بعضهم ضد بعض لولا أنهم تداركوا ذلك مؤخراً . أوجه الشبه بين جماعة الحوثي وصالح أن الجميع يتقنون استخدام التقية ويظهرون عكس ما يخفون ويقولون عكس ما يفعلون ، إلا أن صالح يستخدم ذلك سياسة وتعامل شيطاني ، والحوثي يستخدم ذلك اعتقاد وعقيدة شيطانية ، وكلاهما يعتبروا شياطين والعياذ بالله منهم جميعاً