كانت النسخة الثانية والثلاثون من بطولة امم افريقا في الغابون ملفته للنظر ومدهشة لكل المتابعين.. فكل المهتمين والمتابعين للكرة الافريقية في الاونة الاخيرة يعلمون شدة التنافس وصعوبة تمييز واختيار البطل ، ولكن كانت هناك بعض التخمينات التي تشير الى ترشح بعض المنتخبات للمربع الذهبي ولعل ابرز تلك المنتخبات الجزائر الذي لم يتخطئ الدور الاول .! فكما عودتنا الامم الافريقية في اخر السنوات، انها لاتعتمد علئ التخمينات مطلقا ، وذلك ان طرفي النهائي مصر والكاميرون كانا خارج كل الترشيحات والتوقعات. فالمنتخب الكاميروني الذي خلت تشكيلته من اي محترف وعدم قبول محترفيها اللعب للمنتخب الوطني واعتذارهم عن المشاركة ، وكان ابرزهم لاعب نادي ليفربول جويل ماتيب ، مما جعل مدرب منتخب الكاميرون اللعب بتشكيلة مختلفة لكل مباراة ، الامر الذي جعل كل المحللين والمتابعين يستبعدون اجتياز المنتخب الكاميروني للدور الاول .! اما المنتخب المصري صاحب اعلى رصيد في البطولة بسبعة إلقاب ، فقد كان بعيداً عن كل الترشيحات ولاسيما وان المنتخب المصري ظل يعاني من الاداء المتذبذب خلال الفترة السابقة ومن عدم الانسجام بين اللاعبين المحترفين في الخارج واللاعبين المحليين ، الامر الذي صعب المهمة امام منتخب الفراعنة من وجهة نظر المتابعين والمهتمين بالكرة الافريقية ، الا ان تألق اللاعب المصري محمد صلاح خلال الفترة الاخيرة مع ناديه الايطالي روما على الصعيد المحلي والاوربي، والاداء الجيد للمحترف في صفوف نادي ارسنال الانجليزي محمد النني ومشاركة الحارس العملاق والسد العالي - مثل مايحب ان يسميه عشاقه - عصام الحضري واداءه المبهر ومحافظته على شباكه نظيفة في الدور الاول ، هو ماجعل سقف الطموحات المصرية والعربية يرتفع حد السماء ، وستبقى النسخة الثانية والثلاثون من بطولة امم افريقيا في الغابون عالقة في اذهان كل من تابعها او سمع عنها ، لما فيها من احداث تاريخية كان ابرزها مشاركة عصام الحضري بعمر الرابعة والاربعون وخسارة مدرب منتخب الفراعنة الارجنتيني كوبر للنهائي الثالث عشر في تاريخه ، وفوز المنتخب الكاميروني باللقب بدون مشاركة اي لاعب محترف.