إن الدارس والمتتبع لاحداث التاريخ والحروب الإنسانية عامة والفتوحات الإسلامية خاصة سيجد أن الجيوش والدول عندما تواجه صعوبة في احراز انتصار سريع ومباشر على نحو ما أحرزه الجنوبيون في الجنوب والساحل الغربي فأنها تعمد إلى ضرب الحصار الشامل على المدينة أو المنطقة أوالحصون التي يصعب أو يكلف إقتحامها وتحريرها الكثير من الخسائر فيكون الحصار هو السبيل الأمثل والأسلم لإنهاك العدو وزعزعته وإحداث تمرد شعبي وعسكري بين أوساطه بسبب عجزه عن توفير ضروريات ومتطلبات حياتهم وعدم وفائه بالتزاماته وواجباته نحوهم وهذه حقيقة تاريخية وعسكرية ثابته لايختلف عليها اثنان ويبدو أن مثل هذا غير وارد الحدوث ولاسيما إذا ما نظرنا الى موقع التحالف منها حيث نجده بعيدا كل البعد عن هذه الحقيقة بدليل سكوته وغض طرفه بل وتأييده للكثير من القرارات والإجراءات التي تتخذها او تدفع وتضغط لاتخاذها أطراف داخل الحكومة الشرعية وكذا بدليل تصريح الناطق العسكري للتحالف; العسيري; الذي أكد بأن كل شي مسموح بدخوله الى المناطق التي لازالت تحت سيطرة الحوثيين عدا السلاح!! وقال: أنه وخلال النصف الأول من عام 2016م دخلت عبر ميناء المخأ فقط أكثر من عشرين ألف شاحنة صغيرة (شاص)! ناهيك عن المواد والآلات وقطع الغيار والمشتقات النفطية .. وهذا يعني حصول الحوثي على 20000 طقم عسكري !؟ وهو مايؤكد بأن التحالف والرئيس هادي بوعي أو بدون وعي يخضعان لضغوط أطراف في الحكومة الشرعية تعمل على تعزيز صمود ومقاومة التمرد الحوثي العفاشي كيف لا ؟! ولسان حال هذه الأطراف في الحكومة الشرعية يقول: لابد من تحرير صنعاء لكن على التحالف أن يضاعف دعوماته لنا ويجب عليه أن يسمح بوصول ملايين الأطنان من الوقود الى صنعاء (حتى لاتتوقف آلة الحوثي وصالح العسكرية!) بل لابد أن يقف التحالف الى جانبنا للوفاء بالتزاماتنا كحكومة في المناطق الشمالية (فقط) لدفع المرتبات لموظفي الحوثي بما فيهم المقاتلين في صفوفه حتى وان لم يورد الى بنك عدن.. وهكذا نجد كل هذا التناقض الغريب والعجيب يشكل حالة يصعب الإحاطة بوصفها بغير المثل الشعبي القائل: (ارقصي بس لا تتهزهزي).