د.عبده يحيى الدباني قبل أسابيع وجه إلي الزميل الصحفيجمال شنيتر مراسل موقع ايلاف اللندني في عدن سؤالا عاما عن عملية التصالح والتسامح في الجنوب. فكتبت له هذا الرد. حركة التصالح والتسامح والتضامن الجنوبية التي نعيش اليوم ذكراها العاشرة مثلت أساسا ومدماكا قويا لبناء صرح الثورة الجنوبية التحررية على طريققيام وبناء الدولة الجنوبية المستقلة. الجنوبيون إخوة وهم شعب عاطفي وقد فرق بينهم أحيانا صراع النخب السياسية او رجال السلطة أنفسهم قكان يصل الشرخ احيانا إلى القاعدة الشعبية. قبل الاستقلال لم يكن الجنوبيون دولة واحدة باستثناء دولة الاتحاد العربي التي لم تدم طويلا وقد كانت الجنوب إمارات وسلطنات ومشيخات ولكن كان هناك ما يجمع الجنوبيين ثقافيا واجتماعيا ومصيريا وحتى سياسيا رغم تعدد الكيانات السياسية. الجنوب جغرافيا واسعة وممتدة ولكن السكان قليل فظهر التنوع الجغرافي والسياسي والخصوصيات المحلية ولكنها عوامل إيجابية في حالة إدارتها بنوع من الرشد والحكمة السياسية في ظل الدولة الواحدة. عملية التصالح والتسامح ينبغي ان تظل مستمرة وتتحول إلى واقع وإلا تكون مجرد ذكرى او شعار او مجرد أماني على ان البعض وظف هذا المبدأ الرائع للإساءة للجنوب ولقضيته العادلة والعمل لصالح قوى الشمال. واليوم هناك من لازال يعزف على وتر المناطقية والصراعات القديمة التي حدثت بين الجنوبيين بهدف إجهاض قيام دولة الجنوب المستقلة ولكن الأمر مكشوف ثم ان بعض الفاسدين او التابعين لقوى الشمال نجدهم يتمترسون وراء المناطقية المنبوذة ليغطوا على فسادهم وتبعيتهم السياسية ولن تنطلي على شعبنا مثل هذه التصرفات فالفساد لا وطن له والعمالة لا وطن لها ولا منطقة ولا تزر وازرة وزر أخرى. ونسمع اليوم عن مؤسسات وجمعيات قامت من اجل ترسيخ التصالح والتسامح بين أبناء شعبنا وقواه السياسية وهذه بادرة مباركة ومبادرة مجمودة سنقف إلى جانبها ونؤصل لها. شعبنا في الجنوب ليس لدية ثقافة مطلع ومنزل وقبيلي ورعوي وسيد ورعية بل لديه ثقافة المساواة رغم التنوع الجغرافي والاجتماعي وحتى الاقتصادي فليس هناك منطقة حاكمة ومنطقة محكومة او الشعور بالدونية لدى هؤلاء والشعور بالتعالي لدى آخرين. من على هذا المنبر أنصح اخواني الجنوبيين في مناصبهم المختلفة من الرئيس إلى اصغر متصب إداري في الدولة ان يتجنبوا منح الامتيازات او التعيينات او غيرها وفق مقياس مناطقي او حزبي او مصالح خاصة او صداقات وولاءات ضيقة لأن هذا الأمر هو سبب رئيس لعرقلة مسيرة التصالح والتسامح في الجنوب ودافع خطير إلى الصراعات الحزبية والمناطقية والأهلية والاجتماعية.