بقلم / علي الدباني : لكل ثورة من ثورات العالم قيم ومبادئ وأهداف وأخلاقيات تلتزم بها,,كذالك الثورة الجنوبية المباركة بقضيتها الجنوبية العادلة تعد نموذجاً رائعاً لكل ثورات الربيع العربي في مسارها الأخلاقي فقد قامت الثورة الجنوبية بقيم ومبادئ اخلاقية سامية قائمة على مبدأ التصالح والتسامح ومعمدة بالقسم الجنوبي الشهير الذي قسمناه بعد المناضل القدير احمد عمر بن فريد في منصة الثورة بردفان وما هذا إلا خير دليل على ارتباط الثورة الجنوبية ارتباطا وثيقا بالوعي الثقافي والأخلاقي الذي يعد اساس تقدمها وعمودا مهما من اعمدتها الثورية. فلنحافظ على ثورتنا المباركة بشعبيتها بعيداً عن اسلوب التجريح وبعيداً عن الفاظ -خائن عميل بياع مندس مخرب...كوصف لفرد او جماعة فهناك من يتربص ويسعى جاهدا لتغيير مسار الثورة الجنوبية لإرضاء صنعاء أو إرضاء وإشباع لغاية شخصية أو حزبية من خلال شعارات أو لافتات هناك من يحملها بعفوية تامة..
فمهما اختلفنا في وجهات النظر ستبقى اللحمة الجنوبية والدم الجنوبي هو المانع لهذه الألفاظ وعلينا أن نبين للمخطئ خطئه بأسلوب الحكمة المهذبة كي يستمع ويعدل عن خطئه..وكل هذه الالفاظ لم نكن نسمعها في بداية ثورتنا المباركة ولكنها سرعان ماظهرت مع نضوج الثورة وامتداد الحراك الجنوبي بجغرافية الجنوب وهذا يدل على خلفية تتعمد تكريس او احياء ثقافة المناطقية والأنانية وسياسة التعصب السياسي ولي الذراع وهذه ما أسقطها ابناء الجنوب جميعاً بوعيهم ووحدتهم الجنوبية وما الثلاثين من نوفمبر إلا خير رسالة لهؤلاء النفر فجنوب اليوم غير الأمس وأبنائه اكثر حرصا على قضيتهم العادلة والرجوع للخلف والنكوص على العقبين يترفع عنه اصحاب القيم والمبادئ والهمم العالية.
ولقد أحرزت الثورة الجنوبية تقدما كبيرا اثلجت الصدر وجسدت أجمل وأسمى قيم التصالح والتسامح واستمراريتها بسلميتها ووحدة شعبها سترغم دول الإقليم والعالم على تغيير المواقف وستقلب المعادلة لصالح القضية الجنوبية.وعلينا أن نستذكر صور الشهداء فقد ماتوا واستشهدوا لأجل ننعم بالسعادة ونشهد عهد الحرية فلنحترم تضحياتهم بألا نجعل نزواتنا بداخلنا تحكمنا وتتحكم فينا ولنكن يدا واحدة بما يخدم جنوبنا وقضيته العادلة ووفاء لدماء الشهداء رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته...