قبل ستة أعوام أتيت إلى حضرموت لزيارة الأهل والإخوان ورأيت التطور العمراني السريع وفيها طرأت لي فكرة بفتح حساب جاري لدى أحد البنوك التجارية باليمن وأفضلها من حيث تبادل النشاط المصرفي وبحكم إني مقيم بالمملكة العربية السعودية كان بإمكاني تحويل مبلغ مالي من حسابي التجاري بالمملكة إلى حسابي باليمن بشرط وجود حساب جاري في أحد البنوك التجارية باليمن التي تتعامل مع البنوك السعودية.. وكان أحد هذة البنوك هو كاك بنك والمعروف ب بنك التسليف التعاوني والزراعي وخلال مدة قصيرة تمت عملية فتح الحساب لديهم ولديك الحرية في إختيار العملة التي تريد بها فتح حساب لديهم سواء كان بالعملة اليمنية أو الدولار الأمريكي أو الريال السعودي فأخترت الاخيرة وتم كل شي بشكل سلس وتم فتح الحساب والأيداع وكان الصرف حينها آلف ريال سعودي يعادل مبلغ 57 الف ريال يمني وبعد مرور سنوات إحتل تنظيم القاعدة الإرهابي مدينة المكلا في ظل إنهيار الجيش وبداية أزمة جديدة باليمن
هجمت القاعدة على البنك المركزي بالمكلا ونهبت ما يحتويه من أرصدة مالية للمواطنين وللدولة حينها أغلقت جميع البنوك العاملة بمدينة المكلا أبوابها تماما في وجه المواطنين ولتستمر تدهور الأوضاع المعيشية ب المكلا بحكم وقوعها تحت أيدي القاعدة ويبدأ فصل جديد من الأزمة السياسية باليمن ودخولها في حرب أهلية ..عندها حاولت جاهدا التواصل مع البنك لمحاولة سحب الرصيد الموجود بحسابي لديهم وباتت جميعا بالفشل بسبب إلاغلاق الإجباري حينها والكل يعلم أسبابها ..
وبعد محاولات عديدة نجحت أخيرا في الوصول إلى أحد الموظفين العاملين بالبنك.. حيث طلب مني مبلغ مالي لتنشيط الحساب أولا واشترطوا تحويل المبلغ لشركة العقمي للصرافة حيث لا يستطيعون فتح البنك وأخبروني بأنه سيتم تحويل المبلغ بسعر الصرف حين فتح الحساب لديهم بالريال السعودي 57 وكان الصرف يومها 61 .. عندها رفضت ذلك الأبتزاز حيث كان سعر الصرف 61 ألف ريال يمني لكل ألف ريال سعودي ....
وطلبت منهم صرف المبلغ المودع لديهم كاملا وبالريال السعودي إلا أنهم رفضوا .. مرت الأيام ووافقت على شروطهم بسبب ظروف مادية تعرضت لها في تلك الفترة وطلبت منهم تحويل المبلغ وتم تحويل المبلغ بسعر صرف قبل 4 سنوات بالنهاية عندما تغيب الدولة تغيب الرقابة المالية بدولة يكثر فيها الفساد المالي والإداري في دولة لا حسيب لها ولا رقيب