عام مضى على خسارة الأمة العربية والجنوبية الشخصية العسكرية الوطنية العميد ركن عبدربه حسين سالم السرائيلي خسارة فادحة وفراغ كبير تركه رجل المواقف الوطنية الصعبة وحامي ديار عدنابين. في شباط 2016م اخذت رصاصات الغدر والارهاب روح القائد العسكري السرائيلي وهو يؤدي واجبه الوطني في حماية عدن وتامين اهلها تولى شهيدنا القائد مهمة اللواء 15مشاه ومحور ابين في اصعب المراحل والظروف التي مر بها جنوباليمن من انقاض حرب تحرير دامية خاضها الشهيد القائد لجانب ابطال المقاومة الجنوبية، المذهل في هذا الجانب ان فارسنا البطل لم يضع سيفه ليأخذ استراحة المحارب لينتقل من حرب التحرير الى حرب التطهير من رجس الارهاب الخبيث الذي فتك بالجنوب واهله وهددوا اقتصاده وقض مضجعه. عشنا مع الشهيد القائد اجمل المواقف والذكريات جمعتنا بك يا ابو حسين أشهر قليلة كانت بمثابة عمر بأكمله ومدرسة تعملنا فيها معنى شيئين الثبات والتسليم بالقدر وعدم الخوف من ما كتبه الله جل جلاله، مما نحت في ذاكرة وجداني يوم الجمعة 19فبراير 2016 اي قبل استشهاد القائد بثلاثة يوم فقط كنا حينها قد اكملنا صلاة الجمعة وذهبنا لاحد الاعراس بالعريش عدن ثم انتقلت الى الموقع العسكري في خبت الممداره بعد تلقينا اتصالا من القائد الشهيد تناولنا القات في موقع رملي وخالي من السكان سوى خط عدنابين وبضع سيارات تمر عليه بسبب حجم الاحداث الامنية التي اوجدتها العناصر المتطرفة، شهيدنا الخالد رحمه الله ببدلته العسكرية وخوذته بجواره كان يتكئ الى كثيب رملي ارادني ان اكون لجانبه فهو في حينها اراد ان يحدثني عن مافي قلبه بخصوص المرحلة التي نعيشها ع يمينية كان الرفيق الشهم احمد محمود ابو اصيل ذراعه الأيمن، تبادلنا المزح والحديث كان الشهيد يبتسم رغم الجراح جراء فقدانه لجنوده كل يوم في صحراء شمال شرق عدن قلت له يا ابو حسين اليوم جمعة والمفروض ان تعود لمنزلك وترتاح في اليوم هذا من كل اسبوع كانت ولازالت تتهافت جمع كبير من القيادات على معاشيق لتقديم المجاملات والمديح القبيح والنفاق السياسي نظير مقابل مادي حقير كان شهيدنا يرابط في خيمته العسكرية لتامين خطوط عدنابين فقد كانت عدن تعيش اغلب مديرياتها في المنصورة والشيخ والدار بيد الارهاب ولو بشكل غير رسمي، الشهيد تنهد وقال ((محدشي مننا يشتي بيته والمتوحشين يقصد الارهابيين- يغتالون ابناء الجيش والامن ويرعبون المواطن، ثم استطرد الشهيد قائلا(( 94م كانت حرب بيننا دفعنا ثمن كبير واليوم لن نسمح ان يعيدوا الخبرة علينا الكرة انتبهوا انتبهوا يا ابنائي على الجنوب ولا تحسبون الخبرة صحاب مطلع يسيبونا بحالنا مدام ونحن متماسكين)) كلمات اثلجت صدري ولازال صداها الى يومي هذا في اذني. عند حوالي الساعة الخامسة مساء يرن جهاز نداء من احد الجنود في النقاط المنتشرة بالقرب من محطة شبوة يهاتف القائد ما مفاده (( يافندم في سيارة جزعت وجدلت بمنشور يبان انه من اصحاب القاعدة)) طلب منهم الشهيد ان يلاحقوا السيارة ويحضروها ومن عليها السيارة وفق بلاغ الجندي نوع كراسيديا حمراء موديل 90تقريبا لكنها تمكنت من الهرب بسرعة قياسية. احضر الجنود المنشور الذي مهر عليه شعار داعش اليمن جاء في فحواه ان التنظيم قرر عبر محكمته الشرعية استهداف جنود كتيبة الشهيد القائد واعدام القائد ابو حسين بتهمة الردة والعمالة لأمريكا والخليج الامريكي وفق شريعتهم المتوحشة الجبانة. لم يعير القائد اهتمام لمنشور الارهاب وكلنا حينها لم نضع الاهتمام لمنشورهم واعتبرناه زي اي منشور ارهابي فقد كانت المنشورات المشابهة تأتي للنقاط بين الوقت والاخر. ودعنا شهيدنا الخالد ابو حسين مساء ذلك اليوم على اتفاقنا بلقاء يوم الاثنين 22 او الثلاثاء سيجمعنا. لم نكن نعلم ان يوم الاثنين هو اليوم الاخير من حياة العميد عبدربه السرائيلي. تلقينا نبأ مقتل القائد كالصاعقة اهتزت له عدنوالجنوب وعم الحزن الارجاء. واليوم وبعد عام من ترجل هذا القائد الجنوبي الاصيل نجدد الدعاء لله سبحانه وتعالى ان يرحم ويغفر ويجزي خيرا شهيدنا باذن الله عبدربه حسين السرائيلي ويرحمه ويبدل سيئاته حسنات ويغسله بالماء والبرد وان يجعل الله قبره روضه من رياض الجنة، وان يلهم اهله واولاده وزوجه ويلهمنا الصبر والثبات والصمود. شهيدنا سيخلد اسمك في وجداننا وستبقى مواقفك جزء من احلامنا المتواضعة ستعيش حيا ترزق في قلوبنا المفجوعة برحيلك الى ان نلقاك بجنان الخلد بإذن الله ومشيئته. ربنا ارنا في من قتلوا ابو حسين وكل ابطال الجيش الوطني والمقاومة الجنوبية ارنا فيهم سخطك وغضبك وانتقامك يا شديد الانتقام. ولا نامت أعين الجبناء... ابنك المخلص قائد نصر