الجنوب قادم على ثلاثة أحداث تاريخية هامة في شهرنا الجاري مارس , حيث سيشهد انعقاد مؤتمر حضرموت الجامع , وانعقاد مؤتمر الجنوب الجامع , وانعقاد الكونفرس للمجلس الأعلى الثوري للحراك الجنوبي , ولكل أهدافه التي يتميز بها عن الآخر ورؤيته الخاصة حول المرحلة التي يزمع الجنوب دخولها من أوسع الأبواب . هذه الثلاثة الأحداث ستتيح الفرصة لكل من لم يتسنى له أن يقدم شيئا لحضرموت خاصة وللجنوب عامة في الفترة 1967م – 1990م لسبب كان مؤلما وهو شمولية النظام السابق وديكتاتوريته, وسيفتح المجال لكل من لم يلق مساحة ليخدم حضرموت خاصة والجنوب عامة للفترة 1990م – 2015م لسبب كان موجعا جراء ميلاد وحدة يمنية هوجاء . وبزوال الأسباب تزول الآلام والأوجاع وتنتهي حياة لتبدأ حياة أخرى تكون حاضرا بلا ماضي تقوم على آثار المستقبل , فنظرة إنسانية حين الابتهاج بالإرث التاريخي يبرز حب التملك كأصحاب حق وحيدون يربط الموت بالحياة والعكس ثم التخلي عنه للخلف القوم الآخرين حين تضعف وصايا الأسلاف الذين كانوا هم أصلا قوم آخرين أطفئوا نيرانهم بعد أن استكملوا إعداد الطعام . لن لن نعرفهم ولن يعرفونا مع مرور الزمان لأننا نخمد الحرائق أولا بأول لكي نتحول سريعا إلى عالم العمليات الكبرى , وستبدو البلاد ليست البلاد بل الأرض كلها ليست الأرض وخلق الرحمن في ديمومة في حياتنا الدنيا . بالنسبة لمؤتمر حضرموت الجامع استكملت اللجنة التحضيرية مهامها وأنجزت ما عليها بنجاح تام بطرحها للأسس والمعايير بدقة فائقة لم تغادر أحدا من مكونات المجتمع الحضرمي بدءا بمنظمات المجتمع المدني والاتحادات والنقابات وذوي المستويات الجامعية والأكاديميين وذوي المستويات ما دون البكالوريوس والثانوية العامة والشباب والمرأة , مرورا بالتكوينات القبلية من قبائل وسادة ومشائخ , وصولا للشخصيات الاجتماعية الاعتبارية من علماء ومرجعيات دينية ورؤساء أحزاب وجامعات وغرف تجارية ومؤسسات وشخصيات مستقلة عامة وشخصيات عسكرية ومتقاعدين وبارزة , وانتهاء بالجاليات الحضرمية في المهجر والتجمعات الحضرمية في المحافظات . فلم يتبقى إلا تحديد موعد انعقاد المؤتمر ودعوة الهيئة العليا والمندوبين والهدف تشكيل قيادة حضرمية ضمن كيان سياسي حضرمي يكون أحد أضلاع الكيان السياسي الجنوبي . بالنسبة للمؤتمر الجنوبي الجامع يقال أنه تم تشكيل لجنة تحضيرية رئيسية له من 84 عضو لاشك أن لجان فرعية متخصصة تفرعت منها تجري اتصالاتها مع مكونات المجتمع الجنوبي من دون أأن تذكر القبائل ولا المرأة بشكل مباشر ولم تعطي لهم نسبة مشاركة . فالقبائل هم مكون رئيسي في حضرموت وبعض المحافظات الأخرى بينما فاعليتهم في عدن ولحج والضالع تكون شبه معدومة , لذا فإن مشروع العطاس يبدو انتقائيا مما يسهل انقاد مؤتمره ولا يحتاج إضاعة مزيد من الوقت والهدف تشكيل قيادة جنوبية ضمن كيان سياسي جنوبي . أي الضلع الثاني له . بالنسبة للكونفرنس يبدو أن الهدف من انعقاده هو تغيير قيادات وتحويل اسم مجلس الحراك الجنوبي , لم يعلن عن لجنة تحضيرية ولا عن اتصالات جرت مع مكونات المجتمع الجنوبي بقدر ما تم التواصل مع قواعد الحراك الجنوبي وتوسعتها بهدف إشراك العديد من الشباب في الكونفرنس لتصل نسبة مشاركتهم إلى 50% من المقاومة الجنوبية , ونسبة مشاركة المرأة تصل إلى 30% بينما العشرين في المئة المتبقية هم للقيادات والشخصيات الاجتماعية والاعتبارية , لم يعر أي اهتمام للمغتربين ولم يحدد لهم نسبة مشاركة , وبالتالي فإن انعقاد الكونفرنس يحجم الحراك الجنوب والمقاومة الجنوبية لكنه ينظمهم في إطار واحد ليصبحوا الضلع الثالث للكيان السياسي الجنوبي . لا نطالب الكونفرنس ولا المؤتمرين الجامعين الحضرمي والجنوبي إجراء تجارب في المختبر لتحويل المعاني إلى جماد والأحاسيس والمشاعر إلى طاقة يعبئونها في صورة مواد صلبة وسائلة وغازية في عبوات من الكراتين والعلب والاسطوانات ثم يبيعونها للناس حسب احتياجاتهم اليومية من الأفراح والأتراح والغضب والرضى والسعادة بالكيلو, فالأفراح والسعادة والبهجة والسرور يصاحبها بعض الألم ولكن لا نشعر به إلا عندما نفكر بالآخرين .