بعيدا عن المسميات التي تتقاذفها الأطراف المتصارعة على الساحة، فالسيد هادي على الواقع وإلى اللحظة لايمثل سوى ( جماعة) تتصارع مع مثيلاتها من جماعات أخرى ولكل جماعة هدف يعنيها ، وتتنازع تلك الجماعات على مايسميه هادي بالدولة الاتحادية اليمنية وذلك في إطار الصراع على مستوى الساحة اليمنية !!! ومن يربط خسارة هادي في معركة (جماعته ) بأنها تعد خسارة للجنوب إما أن يكون عضو ثابت في جماعة هادي أو أنه من أنصارها المتسترين ، أو جاهل ما قرأ إلا صفحات معدودة من كتاب أسفار هادي وبنى عليها حكمه على الأمور ، أو حديث عهد بالسياسة مازال يصارع طغيان العاطفة على أطروحات العقل !!!! لاعلاقة بين هادي والجنوب إلا علاقة انتماء الرجل لهذا الجنوب (الانتماء الجهوي) وهي العلاقة التي فتحت له الباب الذي تسلل منه واستطاع أن يسيطر على البعض ويجره خلفه لخدمة أهداف معركة جماعته ..!! أما علاقة السيد هادي بالقضية الجنوبية وأهداف حراكها الجنوبي التحرري فهي إلى الآن علاقة مبهمة غير واضحة الملامح ، وهي علاقة ذات جذور ومقدمات يطول الحديث فيها ولايتسع المجال هنا للمرور عليها بشكل تفصيلي ولكن خلاصة هذه العلاقة تؤكدها مواقف الرجل في حرب صيف 1994م، وتؤكدها كذلك مواقف الرجل خلال فترة عشرون عاما قضاها نائبا لحاكم شهدت فترة حكمة أكبر حالة تدمير لكل مقدرات الجنوب البشرية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وشهدت فيها ثورة هذا الجنوب أكبر هجمة دمرت فيها تطلعات هذا الجنوب وقتلت فيها أبناءه وشردت من بقي منهم على قيد الحياة !!! أدعو من يصر على ربط هادي( ايجابيا) بقضية الجنوب وأهدافها أن يتذكر عدد القتلى والجرحى والمختفين في صفوف ثوار الجنوب فقط منذ العام 2011م عام تولي الرجل لرئاسة دولة الاحتلال إلى عام 2015م عام تحول الرجل من رئيس دولة احتلال إلى قائد عام للمقاومة الجنوبية وممثل للجنوب وثورته في نظر وحسابات البعض بل وولي أمر لهذا الجنوب في نظر البعض الآخر !! وأدعوهم أيضا إلى تذكر مضمون التسريبات التي طالت مكالمات السيد هادي التلفونية التي سربها مدير مكتبه السابق وسفيره الحالي بن مبارك ..!! وأدعو من يربط السيد هادي بالجنوب وثورته التحررية للإجابة على هذه الأسئلة ..
لماذا يتحاشى هادي إلى اللحظة اللقاء المباشر بالرموز السياسية الجنوبية المجربة التي مازالت تحافظ على استقلاليتها وترفض التبعية الوظيفية لجماعة هادي وتصر على التمسك بضرورة الحوار الندي !!!
ولماذا يصر أيضا على التعاطي (انتقائيا ) والاستفراد بمن هم من الصف الثالث والرابع والخامس من سياسيي الجنوب كل على حدة وعلى طريقة (أين أنت مني ، سيحدد أين ستكون في جماعتي )؟
ولماذا انفتح على كل القوى السياسية والعقدية وبنى معها اتفاقات كاطراف مستقلة إلا طرف الحراك الجنوبي الثائر إذ يصر على التعاطي مع عناصره كموظفين تابعين لجماعتة !!!
وأذكر هنا (ببغاوات) هادي الذين سيتنافسون بطرح وصية هادي لهم (أن الحراك يجب أن يتحد وتكون له قيادة واحدة) كمبرر على عدم التعاطي المحترم مع الحراك الجنوبي ومقاومته الميدانية و كرد على تساؤلاتنا ، بأن السلفيين السياسيين جماعات ومع ذلك تعاطى معهم هادي، وأن المقاومة(المستحدثة) التي صنعتها نقود هادي والتحالف أيضا جماعات وعصابات مختلفة ومع ذلك تعاطى معها هادي !!!!
إصرار جماعة هادي على الطريقة الممنهجة التي يتبعونها في تعاملهم مع أبناء ورجال الحراك الجنوبي ومقاومته الميدانية تؤكد موقف الرجل وتظهر استجابته للبقاء كامتدادا لنظام يشير إليه الجنوبيون ( بالمحتل) وتؤكد موقفه الجلي من أهداف هذه الثورة التحررية ، وبالتالي تقيم الحجة على ( أعضاء الفرقة الجنوبية الثالثة سقوط) *
هامش :- * : هي الفرقة الحديثة السقوط بحجة الشراكة والسيطرة على الأرض !!!