في ظل تردي صارخ للأوضاع واستمرار اتباع سياسة التجويع وغياب الرقابة الرسمية لكذا ممارسات وخيمة وتغلغل الفساد في اجهزة الدولة والنهب المُنظم لمقدرات الوطن وسوء الادارة لمؤسسات الدولة وعجزها المُستمر في تأدية دورها الوطني لخدمة كافة فئات المجتمع صار من الضرورة بمكان دق ناقوس الخطر المُحدق بنا لإنقاذ ما يمكن انقاذه هذا المسلسل الكارثي المأساوي المؤلم .. ولابد من اجراء اصلاحات فورية وحلولاً جذرية لهموم وقضايا المجتمع المسحوقة والمنكوبة وتفعيل دور السلطة القضائية لمحاسبة وردع كل المارقين والفاسدين وتجار الحروب والازمات وتحقيق مبدأ العدالة الاجتماعية الحقة وتطهير مؤسسات الدولة من ادران الفساد وقططة السمان وحيتان المراحل . ان الصمت المُطبق على استمرار الفساد بأشكاله وانواعه كمسلسل يومي نتجرعه ونقتاته جريمة كبرى تمارسه السلطة بوعي كامل وعناد لا مثيل له. لقد سئمنا من استمرارية كذبكم المُمخرج الارعن ومن تصريحاتكم الكاذبة ومشاهدة صوركم المليئة بمساحيق الكذب والرياء وصرنا نرى بأم اعُيننا حروباً هي الاخرى لتجويعنا وتعميم العوز والفقر المرقع على اسرنا تمارسه سلطة عاجزة وادارة عقيمة .. وفساد شامل ضارب جذوره في الاعماق كأمر واقع. فقد صار الفساد والتجويع المُستمر قوتاً يومياً نلمسه ونعيشه كواقع حتمي مُمارس بفرمان سلطوي رئاسي . قلناها مراراً ونكررها باستمرار يا سادة .. اوقفوا هذا المسلسل الكارثي وحلوا قضايا الامة .. والتزموا بصرف المعاشات الشهرية في ميعادها وانصفوا بوضع حلولاً عاجلة وجذرية لقضية المتقاعدين العسكريين واعلنوها حرباً لا هوادة ضد اوكار الفساد ووفروا الامان ولقمة العيش الكريمة للسواد الاعظم من الشعب الجائع.. فنحاول جاهدين البحث عن ماهية ودور الدولة .. فلا نجد سوى مليشيات منتشرة هنا وهناك ومسؤولين قابعين في مكاتبهم تحرسهم كتائب امنية عسكرية ومسلحة فتحولت دوائرهم لثكنات عسكرية .. فبدلا من البقاء في فنادق الخارج ومشاهدة وجوهكم الكالحة بالسواد والنفاق والكذب وحكايات وبطولات خارقة وهمية .. وممارسة بيع الوطن بالمجان كان الاجدر بكم البقاء في البلد والخوض في غمار الازمات المتراكمة والاوضاع المزرية المتردية لوضع حلولاً عاجلة لما يعانيه هذا الشعب المكلوم. لقد تعبنا من جراء هول المعاناة وتفشي الفساد وسط صمت رسمي لمسؤولين مغتربين يعيشون على تراكم ماسينا واستمرارية تجويعنا كسيادة ممنهجة رسمياً . ان تجويع شعب وقتل امة صار عنواناً لجبروتهم وغطرستهم كسياسة ثابتة للبقاء في كراسيهم المهترئة ودفع الوطن برمته الى صراع دامي ومستمر وايصالنا الى حافة الهاوية وتدميرنا ورحياً ومادياً ومعنوياً . نقولها وبأمانة ان بقاء واستمرار هذا السرطان المتمثل بالفساد المعلون والتجويع المستمر ثائر وتراكم ازماته وصراعاته المتعددة بين مراكز القوى المتناحرة سيؤدي حتماً الى غليانه وبركان تتطاير حممه في كل الارجاء. تعالوا معاً نحاول انقاذ ما يمكن انقاذه قبل فوات الاوان.. ففساد شامل تجويع مستمر= ضياع وطن. وهذا احتمالاً مالا نتمناه ابداً