نسمع منذ فترة عن مشروع اعادة تأهيل ما دمرته الحرب الاخيرة ولم نسمع من اي مسؤول ولا حتى من رجال الاعلام والصحافة عن مشروع ( إعمار) وليس اعادة إعمار ما الذي يراه المسؤولين حتى يريد اعادة إعمار عند الحديث عن مشروع اعادة الإعمار ما هي المرافق والمنشأت التي بحاجة لإعادة تأهيل هل (فندق عدن ) بحاجة لإعادة تأهيل وإصلاح هل مستشفى الجمهورية الذي بني في خمسينيات القرن الماضي بحاجة لإعادة ترميم وتأهيل من جديد وهل الاستاذ الرياضي في الشيخ عثمان وأستاذ ابين الدولي يحتاج لإعادة تأهيل هل وهل وهل الكثير من المنشأت الحيوية اعتقد لابد من اعادة بناء من جديد وفق اعلى المواصفات الهندسية العالمية ولا اعرف بالضبط من بيده ملفات اعادة الإعمار وهل يملك التصور المناسب والسليم لهذا الملف ام الموضوع سيجري حسبما هو المعتاد بارتجالية ووضع بعض الترقيعات على تلك المنشئة وغيرها حتى نطبل ونغني فرحا بانتهاء مرحلة الإعمار لنجد ان لا شئ تغير والمباني هي نفسها نفس الحجم والطول والعرض لا ابداع فني ولا هندسي ولا اي لمسة جمالية البلد باكملها بحاجة للاعمار من جديد وليس اعادة وهنالك فرق كبير جدا بين اعادة وبناء جديد . فالكثير يضع مشروع (مارشال ) للمقارنة بما حدث في أوروبا بعد الحرب العالمية والحقيقة التي لا يعلمها و يجهلها البعض أن أوروبا بنيت من جديد ولم يكن هنالك اعادة إعمار أبدا . وما حصل بالفعل هو بناء بنية تحتية جديدة صناعات جديدة ومتطورة تأهيل الطرق وتعبيدها وفق اعلى المواصفات انشاء الجسور المتعددة الأغراض والانفاق والسكك الحديد و..الخ . نحن بحاجة اولا لخطة إعمار جديدة في عدن من البنية التحتية الى إقامة مشاريع استراتيجية فهل يعقل ان لا توجد إشارة مرور واحدة في عدن هل يعقل ان تكون المسافة بين بعض المديريات قريبة جدا ونحن نستخدم طرق قديمة من يرى المسافة بين التواهي والمنصورة بحرا لا يصدق ان لا احد فكر بإنشاء كوبري على الأقل لا جسرا من يشاهد المسافة القريبة بين البريقة والتواهي بحرا لا يصدق ان مسؤولينا ومهندسينا لم يفكروا ببناء جسر عبر البحر يربط المديريتين . المطار هو ذلك المطار الذي تم اعادة تأهيله اكثر من مرة طيلة تسع عقود منذ نشأته والواقع يقول ببناء مطار جديد يواكب مرحلة التطور ان كان هنالك مرحلة جديدة فعلا نحن بحاجة لخطة إعمار تقودها كفاءات وشركات عالمية كبيرة ومشهود لها بالبناء والتفكير الاستراتيجي الصحيح . لا بد من الخروج من مأزق اعادة البناء فالفرصة مؤاتية للبناء وليس اعادة البناء وبدعم اشقاءنا في الخليج الذين لن يبخلوا علينا بشئ هذه المرة . واعتقد انه لابد ان يأخذ الداعمون الرئيسيون للبلد في المرحلة القادمة المبادرة بأنفسهم وبخبراتهم وإدارتهم وشركاتهم وبأجهزة المراقبة والمحاسبة لديهم القيام بمشروع الإعمار كاملا .
فكفاية التفكير بارتجالية والبدء بإقامة مشاريع مرحلية لعشر وعشرين سنة ومن اهم تلك المشاريع التي يجب ان يشملها مشروع الإعمار بناء منظومة كهربائية جديدة وحديثة فالبلد بحاجة للتعميروالبناء من جديد وليس اعادة تأهيل لتلك المحطات التي عفى عليها الزمن . وإمامنا تجارب دول عديدة استفادت من زخم الدعم الدولي للإعمار والبناء وتحقيق معدلات تنموية جيدة الى ان صارت ما صارت عليه اليوم من تقدم وتحضر ورقي وفي مصاف دول العالم.