في كل الثورات يعتبر الشباب الدينامو المحرك والشعلة المتقدة التي لا تنطفئ، بل يعتبر الشباب اساس لكل مراحل البناء والتقدم بعد نجاح اي ثورة، وفي جنوبنا الحبيب سطر الشباب اروع الملاحم البطولية خلال مرحلة النضال السلمي وواجهوا المحتل بصدور عارية ورووا بدمائهم الزكية تراب الوطن الغالي وبعد ان حانت الفرصة وأتت الظروف ملائمة توجه شباب الجنوب الثائر إلى الجبهات وحملوا أسلحتهم الفردية البسيطة وسطروا ملحمة بطولية تعجز الجيوش النظامية عن تحقيق مثلها.* ولكن للأسف بعد ان تحققت المكاسب العظيمة المتمثلة بتحرير أجزاء كبيرة من تراب وطننا الجنوبي بفضل الله اولا ثم بفضل تضحيات شباب ورجال الجنوب المخلصين نرى اليوم من ركبوا الموجة يقللون من دور الشباب ويحاولون تهميش المقاومون الشرفاء بشتى الطرق والوسائل وكل ذلك لتحقيق مئآرب لا تخدم نضال شعبنا بشيء وتخدم مشاريع غير التي ناضل شعبنا من أجلها، بل ان بعض المشاريع معادية لثورتنا ولكن أصحابها يعملون تحت غطاء الشرعية وهذه المشاريع تقودها قوى وأحزاب وعناصر معروفة بعدائها لثورتنا ونضال شعبنا.*
وهنا سنذكر أبرز مواقف التهميش والإقصاء لشباب الجنوب الأحرار ونلخصها بما يلي:
1- عدم الاهتمام باسر الشهداء بل وصل الأمر إلى عدم توظيف الشهداء وإعطاء أسرهم رواتب يقتاتون منها وهذه جريمة بحق من قدموا ارواحهم رخيصة كي يعيش شعبنا حياة عز وكرامة وهذا الأمر انعكس سلبا على الكثير من الأسر والشباب المقاتل.*
2- عدم الاهتمام الكافي بالجرحى وتركهم يعانون في الداخل والخارج وأسرهم تتجرع المعاناة تلو المعاناة والقيادة أولوياتها بعيدة عن هؤلاء الشباب الذي قدم البعض منهم نصف جسده في معارك الشرف والبطولة وهذا الأمر أيضا انعكس سلبا على الكثير من الشباب المقاتل.*
3- إهمال الشباب في اغلب الجبهات وأهمها جبهة بيحان وثرة وكرش تلك الجبهة المعقدة بتضاريس جبالها ووديانها وسهولها وكأن من يقاتل فيها لا يعتبر جزء من هذا الوطن وكأنهم من بلاد أخرى معادية لنا فلماذا كل هذا الاهمال والى أين تريد أن تذهب بنا هذه القيادة الشرعية التي اعدنا لها الاعتبار ووقفنا في صفها واعدنا لها الكرامة بفوهات البندقية.*
4- محاربة الكثير من الشباب المخلصين الذين يحملون قضية شعب وهم وطن ووصل الامر الى سجن البعض من الشرفاء تحت مبررات وحجج واهية وبدون اي محاكمات حتى الآن.*
5- تشجيع بعض العناصر ذات الانتماءات السياسية المختلفة والتي ليس لها أي أدوار وطنية وإعطائهم مهام اكبر منهم على حساب الكثير من الشرفاء ولأسباب سياسية بحتة معروفة المضمون وواضحة الهدف!.
6- محاولة استقطاب الكثير من الشباب بأساليب الترغيب حينا والترهيب احيانا أخرى وكل ذلك من أجل احتواء الشباب وتاطيرهم بإطار غير الذي ناضلوا من أجله.
7- محاولة طمس الهوية الوطنية التي يحملها الشباب الجنوبي المؤمن بعدالة قضيته ويناضل من أجلها وذلك من خلال اصطناع كيانات جديدة شبيهة بالميليشيات في ليبيا وتحت اسماء متنوعة مهما تم الترويج لها وخداع الناس بها.*
هذه مجرد نقاط بسيطة والتفاصيل تفوق أي كلام يكتب حول الواقع الذي نعيشه فهناك قوى إقليمية ودولية تراقب المشهد في الجنوب وهناك عناصر تابعة لأحزاب وقوى تقليدية معروفة الانتماء والتوجه تعمل جاهدة ليل نهار للسيطرة على المشهد في الجنوب قبل الشمال وهذا ما يتضح من خلال الاعمال الإرهابية التخريبية في مراكز المدن الرئيسية وأهمها ما يحدث في العاصمة عدن وأبين خصوصا وبقية محافظات الجنوب من تخريب متعمد واقلاق السكينة العامة وخلق حالة من الارباك للقيادة الحالية المتواجدة على هرم السلطة المحلية والأمنية وكل ذلك كي يتم تصوير المشهد في الجنوب بالمنفلت وأنه يعيش حالة فوضى وعدم استقرار وهذا ما يستدعي (ضنا منهم) الاستعجال بالتسوية السياسية في اليمن ولو على حساب الجنوبيين وقضيتهم.
في المقابل تعمل تلك القوى والعناصر المعادية ل قضيتنا على الزج بشباب المقاومة الجنوبية إلى جبهات بعيدة خارج الحدود الجنوبية المعترف بها قبل 1990م وهذه القوى والعناصر هي نفسها من تعمل على إرباك المشهد في الجنوب من خلال اختلاق أزمات الغذاء وارتفاع أسعار وأزمة الوقود وما يرتبط بها من خدمات عامة أخرى ولكنها ستفشل في كل محاولاتها اليائسة.*
*وكما نبهنا وحذرنا شباب المقاومة من قبل فإننا نكرر ما سبق وان قلناه وهو لابد من ترتيب صفوف المقاومة الجنوبية الحقيقية وبنا البيت من الداخل ومحاربة أي عناصر تحاول شق الصف أو خلق تباينات ومشاكل بين عناصر المقاومة وايضا نكرر تحذيرنا من اي تقدم لعناصر المقاومة الجنوبية في العمق الشمالي ونقول في هذا السياق ان القوى المعادية لنا تعمل على جرنا إلى مستنقع صعب الخروج منه على المستوى القريب وبنفس الوقت تعمل على تهيئة وتجهيز قواها وتحشد كل طاقاتها من اجل أن تنقض علينا تحت مبررات وحجج مكافحة الارهاب وبدعم وإسناد دولي وفي هذه الحالة نكون قد استنفذنا كل طاقاتنا في المستنقع الشمالي وسنكون الاضعف في المعادلة السياسية والعسكرية القادمة وستكون المواجهة صعبة ومعقدة.
وعليه وجب التنبيه من المخططات والسيناريوهات المحتملة التي يتم رسمها ويتم العمل على تطبيقها على أرض الواقع.
ختاما..... ندعو كل الشرفاء في المقاومة الجنوبية إلى رص الصفوف وترتيب المقاومة الجنوبية من الداخل وتغليب المصلحة العامة على كل التناقضات والتباينات فالواقع يحتم علينا العمل جنبا إلى جنب مع كل الشرفاء للخروج من هذا الواقع المزري والنهوض بالمقاومة الى مرتبة اعلى وفق متطلبات المرحلة كي نكون على استعداد تام لمواجهة أي تحديات او إخطار محتملة في القادم القريب والله المستعان.