حد الفانتازيا الرهيبة التي وصلت اليها قوى الترزق المهسترة وهي تجنح بمغامراتها الكريهة تحت مسمى ثورة الجنوب التحررية.. هنا النقطة المفصلية التي تولدت جذورها المتشرعة في بعض مكونات الثورة الجنوبية الذي عرفت بنضالها الاسطوري وكفاح ثوارها الازلي منذ ظهور العبث والاستبداد والتسيب ..
هناك محببين يمكن القول ان اجسادهم المترهلة بالفلتان الاخلاقي والأدبي التي ندرك أن مرحلة النضال حالت دون نضوجهم الفكري والتربوي وأنهم لم يرتقوا الى مستوى الطموح الذي يسعى اليه شعب اليمن الجنوبي.. الوطنيين الأبرياء الذين دائماً ما يكرسون وجودهم من اجل هدف وغاية ..
سجدت جباههم للواحد القهار عشية الثلاثين من نوفمبر بساحة الحرية والاستقلال ونادت بسرعة الخلاص الذي يتربص به بعض من جلدتهم والغارقون تحت ركام الرذيلة .. لقد رسم هؤلاء الطيشة السذج صفحات من الخراب الذي دمر كثير من التطلعات والايجابيات التي كان يطمح بها شعبنا منذ بداية حراكه السلمي التحرري ..
اذا قلنا انها حركات انتهازية ضد عنجهية سلطات الاحتلال وتخدم قضية الجنوب هذا يكون قد وصلنا الى مستوى من الجنون ..
لكن اذا اردنا ان نسلك صوابية المنحى الذي نسير عليه نقول ان الحراك الجنوبي ما يزال في كافة قواه واتزانه وفي نفس الوقت ثمة شباب تنهش من جسده السلوكي والحضاري وتحاول مواراته جثتا هامدة ترمى بها الى جحيم لا يطاق..
عقب المذابح والاحداث الجسام التي روعت شعبنا وفي الايام الصعاب والمراحل الحرجة من عمر ثورتنا التحررية تتجلى قذارات الاغبياء ونزوات الثوار الجدد وعدوانيتهم بجهالة على مشروع اصيل بحجم مشروع التحرير والاستقلال الناجز الذي ينشده شعبنا المكافح ويريد اطفاء ضوئه والمظاهرة بتلاشيه فقط ثلة من الضعفاءالعتل الجواض حاملي رايات التلوث الصحي التي تغطي احيانا الق الشارع وطوفان الساحات الهادرة .. تجرد البعض من اسمى قيم النضال هي من اودت بالكثير في العزوف عن واقع اكثر عدالة وإنسانية وتفهما وصفاء ..في أحلك الظروف وفي ضل القبضة الحديدية خرج أبناء اليمن الجنوبي بصدورهم العارية ازاحوا ستار الالم والمعاناة ودخلوا السجون من اجل استمرارية النضال السلمي وديمومة التحدي والاصرار للعيش بكرامة وعزة وحرية ومقاومة الأفكار الهدامة والمعادية لهدفه ..ومحاربة التزوير والتدليس والفوضى التي تعمل على استبقاء واستدامة الوهم وتغييب العقل والبصيرة وتزييف الوعي .
لا نستغرب بل لا نستبعد ان يكون التشويه والاخلال بأهداف الثورة الجنوبية وتخريبها بأيدينا وهي الكارثة التي يدفع ثمنها دماءنا ذاتها .. ثورة الجنوب يتهافت عليها جنرالات لدحرجتها لتهوي الى مستنقع خطير فمن خلال ما تعيشه الساحة السياسية يسمح للمتهافتين النيل من سطوة هذه الثورة وقداستها العظيمة وهدفها السامي لان التموضع المجنون المزدري بالسياسة العمياء واللامسوؤلية داخل اطر العمل النضالي يعد جريمة وطنية وافق ضيق ينذر بمؤامرات طبقية تعاود ضهورها ولكن بوجوه غشيمة لا تفقه الا الاندفاع المحموم بالعبث!!.
هذه هي احدى الماسي التي نتأسى لها في كل مرة !في كل حدث !في كل تطلع ! لتقف عائقا امام ناشدي الحرية والاستقلال والامل المأمول في عموم مناطق اليمن الجنوبي الذي توحد مع الجمهورية العربية اليمنية على اساس مبدا الشراكة السياسية بين دولتين الا انه انقض عليها أي الوحدة الاندماجية بعد اربع اعوام من تحقيقها وذلك في العام 1990م ومن حينها الى الان ما زلنا نحوم داخل دائرة مغلقة تعمها الشبهات النضالية ..هذه هي الحقيقة دون تحفظ !! ما نحب ان ننبه ونؤكد عليه الضرورة الملحة في توحيد الصف الجنوبي وخصوصا القيادة التي اهي اساس المشكلة وجوهر الحل .
ثانيا لابد من اتخاذ ما يلزم بشان الانفلات الامني الذي تعيشه مناطق اليمن الجنوبي وتحديدا العاصمة عدن . ثالثا التوعية الثقافية والدينية والصحية التي هي غائبة تماماً في الشارع الجنوبي ...
رابعا الحرص كل الحرص على مشاعر الناس وطقوسهم والتصدي لكل من يحاول المساس بسلمية الثورة الجنوبية وحرف مسارها الحضاري بهدف الاساءة لثوارها والتقليل من حجم مطالبها العادلة . خامسا العمل مع كافة قوى الثورة الجنوبية لوضع برنامج مدروس يبين تقدم ملحوظ ومنظم يحدد فيه ادبيات واساليب النضال السلمي على اساسه نقيس او نقيم الاسلوب او الخطة التي يسير على ضوئها نضال شعبنا من خلال مسيراته ومهرجاناته المليونية او العصيان المدني او أي وسيلة من وسائل النضال .
سادسا ترشيد السلوك السوي وغرسه في قلوب ووجدان ثوارنا البواسل وحثهم على المثابرة في جدية النضال السلمي وبذر العواطف الانسانية في اوساط فئات الشعب والتواضع السمح وهو ما يعزز الدور الايجابي والشعبي والحشد الجماهيري لمطلبنا العادل للتحرير والاستقلال واستعادة وطننا المنهوب وهذه النقطة هي الاهم والتي لا نستطيع الاستغناء عنها ابدا .
اذا كنا لا نستطيع تلافي هفوات هذه المرحلة وسلبياتها الطفيفة ندعوا الى اعادة النظر للنهج الثوري لباكورة النضال السلمي في مراحله السابقة المليئة بالمنعطفات والصمود وكثير من الاستشهادات النبيلة التي نتعطش لعودة تلك الأيام بذلك الوتيرة والنقاء الثوري الممهور بعطايا الصبر وعنفوان التحدي