المقاومة الجنوبية رائدة الكفاح المسلح في الجنوب من أجل قضية سياسية وطنية بإمتياز ناضل شعبنا سلمياً من أجلها سنوات عديدة ، وفي المقابل واجهت سلميتنا العديد من الضربات الموجعة من قبل نظام الإحتلال الإجرامي في صنعاء كان ضحيتها مئآت الشهداء والآف الجرحئ والمعتقلين والمختفيين قسراً. بعد أن دقت الحرب طبولها لم يكن أمام الشرفاء والأحرار في هذا الوطن العزيز علينا إلا أن حملوا بنادقهم وذهبوا الى جبهات القتال دون مبالاة بما سيحصل لهم ودون أي حساب لقوة العدو متوكلين على ربهم مؤمنين بعدالة قضيتهم وكان ما كان في تلك الحرب التي لم تحط اوزارها بعد ، حيث حاولت بعض أطراف الصراع إن تقيد المقاومة الجنوبية بالإمكانيات ومنعت عنها الموارد على المستوئ الرسمي في الداخل وأيضا كان اللوبي الشمالي في الخارج يصور بطولات وهمية لبعض قادة الجبهات الشمالية الغير مشتعلة أصلاً وينتقص من بطولات المقاومة الجنوبية وفي نفس الوقت يظهر المقاومة الشعبية اليمنية كجبهة واحدة تقاتل في الشمال والجنوب على حد سواء وكأن القضية واحدة حيث برزت في الإعلام جبهات غير ساخنة في الشمال وتم مقارنتها بجبهات ساخنة في الجنوب وبالتالي كانت حرب نفسية بإمتياز ومع ذلك صمدت المقاومة الجنوبية وواجهت العدو بكل شراسة وبإمكانياتها البسيطة وتنظيمها البدائي.
خلال الحرب دخلت قوئ وقاتلت جنباً الى جنب مع المقاومة الجنوبية ولكن التوجهات كانت مختلفة وحّدها عدو مشترك ، وتلك القوئ تعتبر منظمة نسبياً مقارنة بالمقاومة الجنوبية وكان يأتيها الدعم المادي والمعنوي وعناصرها يستلمون مرتبات من جهات رسمية ومصادر أخرئ وهذا أمر يعرفه الكثير عكس المقاومة الجنوبية صاحبة القضية السياسية والهوية الوطنية التي تدافع عنهما والتي لم يستلم عناصرها في بعض الجبهات اي مستحقات طوال فترة الحرب وجبهة ردفان العند خير مثال ، وهذا ما يثير شكوك حول تلك القوئ وتوجهاتها وتطلعاتها السياسية ونواياها في المستقبل القريب تجاه الجنوب وقضيته الوطنية السياسية ، وما يثير القلق هو إن تلك القوئ جنوبية المنشأ شمالية الأفكار والتوجهات.
الآن بعد الصمود وتحقيق النصر الذي لا زال ناقص هناك توجهات سياسية وقرارات تتظمن دمج المقاومة الجنوبية بالجيش والأمن وهذا أمر خطير ويعني الآتي :
1- سحب سلاح المقاومة الذي يعتبر النقطة الرئيسية في تغيير مجرى الأمور على ارض الواقع وذلك من أجل إضعاف المقاومة الجنوبية وكسر شوكتها كمرحلة أولى كي يسهل السيطرة عليها.
2- تشتيت عناصر المقاومة بين معسكرات الأمن والجيش الموالي للشرعية حيث وأن غالبية عناصر المقاومة الجنوبية من المدنيين وإبعادها عن بعضها حتى لا تكون هناك أي فرصة لتوحدها منفردة كي لا تكون قوة حقيقة موحدة على أرض الواقع.
3- تطبيق القرار وقبوله من قبل المقاومة الجنوبية يعني إفراغ المقاومة من مضمونها السياسي وإبعادها عن هدفها المتمثل بالتحرير والإستقلال وهذا أمر خطير جداً.
وعليه يجب اولاً عدم التسرع في اتخاذ اي قرار او إجراء اي عمل إنفرادي تجاه قرارات قيادة الشرعية قبل ان يكون هناك هيكل تنظيمي عملي عام لكل المقاومة الجنوبية سواء على مستوئ القيادة العامة العلياء او على مستوئ المحافظات والمديريات وفق خطة عمل واضحة ورؤية سياسية موحدها تقرها القيادة العلياء للمقاومة وتعمل على تنفيذها.
الى الآن الرؤية غير واضحة تماماً بخصوص قرارات الشرعية ولكن حسب المؤشرات يتضح إن هناك عمل يتعارض تماماً مع تطلعات شعبنا ويجب ان يواجه بعمل وطني حقيقي على أرض الميدان لانه عندما نكون منظمين نقدر أن نواجه التحديات مهما كانت والله الموفق والمستعان...