النهاية الحتمية للحرب الدائره اليوم هي لا يمكن أن تختلف عن نتائج الحروب والأزمات التي سبقتها ابتداء من حروب الدول أو الحرب العالمية .. ففي النهاية جلس الفرقاء على طاولة الحوار وحسم الخلاف بالاتفاق على إنهاء الحرب وتقاسم المصالح والسطلة بين المنتصرين مع اعطاء المهزوم جزء من طموحاته التي دفعته للحرب تجنبا لإعادة نشاطه وبهدف السيطرة عليه . وفي اليمن سيكون هناك معيار خارج عن حساب الوزن العسكري والحزبي ، وسيشرعه فقهاء العصر بأنه شبيه بما سمي في الإسلام ( المؤلفة قلوبهم) .. إضافة إلى الهدف الواضح لأمراء الحرب هو استعادة الدولة اليمنية المغتصبة ، وهدف رجال الدين مواجهة الروافض ، وبهذا اجتمع للمتنفذين اتجاهين كلاهما وجه لعملة واحدة وهدفها استعادة وضعهم السابق . إننا نحن الجنوبيون على علم سابق لهذه الحرب بأن الفرقاء سيلتقون في نهاية المطاف وسيجلسون للحوار من النقطة التي اختلفوا عليها قبل انطلاق أول رصاصات المعركة .. لكن الحرب فرُضت علينا بعد دخول القوات الشمالية حدود وطننا الجنوب .. كما أن موقفنا إلى جانب التحالف كان عربون محبة كان ثمنه رفاق درب ودماء جنوبية زكية لا نطلب مقابلها من جيراننا غير ما أشار إليه ديننا الحنيف .. (الساكت عن الحق شيطان أخرس) . هذه الكلمات أعلاه ليس موجهة للتحالف العربي بقيادة المملكة والإمارات لأنهم يعرفون أدق التفاصيل عن الجنوب وقضيته ، وتضحياته ، إنما لتذكير أن الجنوب كما كان صادقا ورائدا ومتقدما في كسر شوكة جحافل الشمال في الحرب. . وإن كان غير مستعد لها سيكون كذلك في مواجهة نتائج الحرب بعد التفاوض . . وعليه فإن المطلوب من مكونات الجنوب التي قادت الثورة السلمية والمقاومة الجنوبية وجميع المكونات التي شاركت في قهر العدوان الشمالي ، وجميعها تؤمن بأن الجنوب قضية أرض وهوية وسيادة أن تعمل من الآن وليس الغد على التوافق على مواجهة مرحلة ما بعد انتهاء الحرب التي نعرف نتائجها مسبقا ، ً والعمل على انجاز التالي : 1- توحيد المكونات السياسية والعسكرية تحت سقف الجنوب بحدوده المتعارف عليها دولة مستقلة ذات سيادة ، الجميع فيها متساوون في الحقوق والواجبات . 2- رفض دمج أو تسليم سلاح الوحدات العسكرية الجنوبية والاستمرار في تأهيلها وتدريبها واستقطاب المزيد من الشباب فيها . 3- تشكيل قنوات دبلوماسية للتواصل مع التحالف ودول القرار وابلاغهم بأن الجنوب لن يكون شريكا في أي حل مالم يكن على أساس دولتين جنوب وشمال ، وأن أي استنساخ لممثلين للجنوب لن يجدي نفعاً . 4- إعداد التشريعات والقوانين ، والحفاظ على مؤسسات الجنوب التي تم إعادة بنائها بطابعها الجنوبي ، واشهار جميع مكونات المجتمع الجنوبي . 5- السيطرة التامة على جميع منافذ الجنوب البرية والبحرية والجوية والثروات النفطية والغازية والبحرية وتحريرها من قبضة الشماليين . 6-الاتفاق على الآلية المناسبة لإفشال تشريعاتهم لتثبيت مخرجات مابعد الحرب ، مثل الاستفتاء على الدستور وتفعيل نظام الأقاليم ونقل وحدات عسكرية للتموضع من جديد في الجنوب .