من صفحته على الفيس بوك تناقلت وسائل إعلامية منشور ل د. خالد الرويشان. قال فيه أنه مستعد للقتال دفاعاً عن الوحدة، حلمه، على حد تعبيره. جاء منشوره هذا رداً على حديث لعلي البخيتي. يقول فيه بإمكانية حل المشكلة السياسية القائمة في البلاد على أساس القبول بحق الجنوبيين في تقرير مصيرهم والعيش في ظل دولتين أو إقليمين بحسب ما يختاره الجنوبيون.
إنه فعلاً سقوط مدوٍ لشخصية ثقافية وأدبية بحجم د.خالد الرويشان الذي كان يحظى، وإلى وقت قريب، باحترام المثقفين الجنوبيين. لكن ، و للأسف، هذا الموقف من حرية واستقلال الجنوب كان متوقعاً حتى من النخب في بلادهم.
لم يكن خالد الرويشان الأول ولن يكون الأخير الذي يعبر عن حقيقة أطماع أهله في شمال الشمال الذين استحوذوا بالقوة على مقدرات الشعب هناك، في بلدهم وكرروا تجربتهم تلك في الجنوب طوال أكثر من عشرين عاماً هي فترة الوحدة التي ضمت جنوبنا مع دولتهم.
إنها طباعهم وحقيقتهم التي حاولوا إخفائها عنا طوال فترة الوحدة مع بلادهم يُفصِحون عنها اليوم، والكل فيها سواء؛ المثقف أوالمواطن العادي.
لقد جعلوا من خطأ تاريخي ارتكبته القيادة الجنوبية بحق الجنوب وشعبه بقبول الوحدة معهم رباطاً مقدساً، وهي(الوحدة) لم تكن أبداً قائمة بينهما في تاريخ البلدين والشعبين منذ فجر التاريخ، إلا ما كان ينتج عن الحروب والغزوات بين القبائل والدويلات التي قامت في المنطقة التي تقع على يمين(جنوب) الكعبة. فقد كانت تقوم دويلات على أنقاض أخرى. وكل ذلك كان يحدث طمعاً في السيطرة على أكبر مساحة ممكنة، خاصة تلك المناطق التي تتمتع بالخير الوفير. وكان الستار الذي تختفي خلفه تلك الأطماع، للأسف، هو الدين.
ليس بغريب على الرويشان وأمثاله من الذين نهب أهلهم ثروات الجنوب أن يتفوهوا بهكذا عبارات. فلقد نشأوا وترعرعوا من المال الحرام الذي سرقه أهلهم ونظامهم من الجنوب.
استمرأ الرويشان وأمثاله العيش المترف الذي تهيأ لهم من بعد الوحدة وعلى وجه الخصوص، بعد حرب صيف عام 94 م. بعد نهب نظامهم ومتنفذيهم لخيرات وأرض الجنوب.
إنهم لا يريدون انفصال الجنوب ليس حباً في الوحدة أو الجنوب، ولكن لأنهم يشعرون بأن انفصال الجنوب عنهم سيفقدهم ذلك الترف الذي هم فيه غارقون.
إن الحقيقة التي لا يريد الرويشان وغيره من مواطني العربية اليمنية استيعابها هي أن الحرية لا توهب. ولم، بل ولن ينتظرها الجنوبيون حتى تأتي منه أو من غيره، فقد تعود الجنوبيون عبر تاريخهم على دفع أثمانٍ باهظة لحريتهم. وما حرب ربيع 2015 م ببعيدة. إذ تمكن الجنوبيون بالتضحيات الجسيمة التي قدموها من دحر الاحتلال اليمني عن الكثير من مناطقهم وتحريرها بمساندة ودعم من دول التحالف العربي.
إنهم الجنوبيون الذين كانوا وما يزالون هم من يهزون عروش طواغيت أهل اليمن. وهم يعرفون جيداً طريق حريتهم واستقلالهم وقد خبروها مسبقاً. وسيعرف الرويشان وغيره من الحالمين باستعباد الجنوب وأهله ونهب أرضه ومقدراته بأنهم يحلمون، ولكن في اليقظة