يمضي اللواء أبوبكر حسين سالم محافظ أبين المعين حديثاً جلّ ساعات يومه متنقلاً بين أسواق وحارات مدينة زنجبار والمدن المحيطة بها لتفقد احوال المواطنين ومتابعة أمور تطبيع الحياة في المدينة التي عاشت على واقع الحرب والدمار طوال ست أعوام متتالية. وينظر أهالي ابين الى المحافظ الجديد بوجه المنقذ المنتظر لمحافظتهم بعد الكوارث والحروب المتوالية التي مرت عليهم. ويطلق المواطنون في أبين لقب "سالمين الجديد" على المحافظ أبوبكر تيمناً بالرئيس الجنوبي الأسبق سالم ربيع علي "سالمين" والذي يوصف بنصير المظلومين. وتواجه المحافظ أبوبكر العديد من التحديات ولعل أهمها الإعمار والأمن وبسط نفوذ الدولة على كامل تراب المحافظة. وتعاني محافظة أبين من دمار واسع لأغلي مديرياتهم وفي مقدمتها عاصمة المحافظة مدينة "زنجبار". فعلى مدى ست سنوات مرت على المحافظة حروب ودمار لم تبقي شئ في المحافظة إلا وطالته. فبداءً من سيطرة تنظيم القاعدة على المحافظة في منتصف العام 2011 والتي استمرت لأكثر من عام، إلى حرب الحوثيين على المحافظة وعموم الجنوب، ومن ثم الإنفلات الأمني الرهيب الذي حصل بعد خروج الحوثيين من المحافظة بشهر أغسطس من العام 2015. عانت أبين من الظلم والتهميش رغم تواجد أبنائها على قمة هرم الدولة ولكن ظلت هي المحافظة المهمشة. وملف إعمار محافظة أبين من الملفات الشائكة والصعبة بسبب فشل ملف الإعمار بعد خروج القاعدة من المحافظة في صيف العام 2012 وسيطرة هوامير الفساد على ملف الإعمار. وفي الجانب الأمني تعاني أبين من إنفلات أمني مخيف مكنّ الجماعات المسحلة من تقاسم السيطرة على أجزاء واسعة من المحافظة. وتعد تجربة الحزام الأمني في أبين من أفشل التجارب التي شهدتها المحافظة في محاولة إعادة السيطرة عليها وبسط نفوذ الدولة. وانسحبت قوات من الحزام الأمني من مديريات المنطقة الوسطى بأبين لتحل مكانها قوات من اللجان الشعبية المشكلة من الأهالي كما حصل في مدينة لودر والتي شهدت مواجهات مع عناصر القاعدة في محاولتهم لبسط نفوذهم على المدينة. اما في باقي مديريات المنطقة الوسطى فقد سيطرت عناصر القاعدة على إجزاء واسعة منها وفي مقدمتها مديرية الوضيع مسقط رأس الرئيس هادي. ووجه العديد من القيادات والشخصيات الإجتماعية في أبين دعوات لمساندة المحافظة في معركة استعادة الكرامة والنهوض بأبين لتستعيد مكانتها الطبيعة. ويعلق السكان آمالا عريضة على محافظ أبين الجديد في انتشال المحافظة من الأوضاع الأمنية والاقتصادية والمعيشية والخدماتية الصعبة التي تعيشها منذ سنوات، إضافة إلى استمرار الحملات العسكرية ضد الجماعات الإرهابية وتثبيت الأمن والاستقرار وتطهير المحافظة من الخلايا والجيوب الإرهابية التي ما زالت تنفذ سلسلة عملياتها الإرهابية ضد القوات الأمنية في مدن ومديريات المحافظة.